أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أمس الأحد، عن تخصيص مبلغ 130 مليون درهما من أجل "دعم مربي النحل المتضررين من ظاهرة انهيار طوائف النحل ببعض المناطق في الآونة الأخيرة".
في هذا الصدد، أوضح مصدر جيد الاطلاع على الملف، لـ"تيلكيل عربي"، أنه "يفترض من وزارة الفلاحة في البلاغ الصادر عنها توضيح طريقة توزيع 130 مليون درهما على المتضررين، وشروط الاستفادة، وهل يضم المبلغ برامج سابقة جرت العادة على تنزيلها كل سنة؟"
وأشار إلى أنه "ليس الجميع تضرر من هذه الظاهرة، هناك من لم يمت له النحل وقد يستفيد، والظاهرة تقريبا مرت الآن، وقد تعود في الصيف المقبل، لذلك وجب الاستمرار في البحث العلمي بخصوصها، ولا يجب خلق عداء بين وزارة الفلاحة والنحالة".
وأبرز أن "البلاغ تحدث عن داء الفارواز كأن هذه الخطوة جديدة، كل سنة تخصص الحكومة ميزانية لتوزيع دوائه بالمجان، وللأسف يباع في السوق ولا يستفيد منه المهنيون، لذلك على الوزارة القيام بزيارات ميدانية وتسليم القدر الذي يحتاجه النحال بدل الاكتفاء بالتصريح الشفوي فقط".
وأوضح أن "أونسا راسلت المختبرات التابعة لها، بعدم إجراء أي تحليل لعينة تخص النحل، علما أن النحال يدفع 800 درهما لإجراء التحليل على العينة"، في هذا الموضوع راسل "تيلكيل عربي"، "أونسا"، لتوضيح ما جاء على لسان مصدره، ولم يتوصل إلى حدود كتابة هذه الأسطر بأي جواب.
ولفت المصدر ذاته الانتباه إلى أنه في "نهاية الثمانينات، قتل فيروس تقريبا 60 في المائة من النحل بالمغرب، وصدر تعويض في الجريدة الرسمية فيه 400 درهم عن كل خلية، و150 درهم للبلدية".
ليس لغزا
في السياق، تشبثت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب بالنتائج التي توصلت إليها سابقا، التي وصفتها أنها "تستند على العمل الميداني والعلمي الذي دام ما يناهز 8 أشهر ابتداء من تاريخ 24/05/2021، حين اكتشفنا أول حالة لهذه الظاهرة إلى يومنا هذا، وتبين أنها ظاهرة مرضية تصيب حضنة النحل وليست لغزا".
وأوردت في بلاغ لها أن "يرقات النحل تموت قبل اكتمال نموها، مما يؤثر على التوازن الطبيعي لطائفة النحل بعد انتهاء العمر الافتراضي للنحل المسن دون أن يجد خلفا له، خاصة من الجيل الشتوي للنحل الذي يتميز بخصال تميزه عن باقي أجيال السنة أهمها طول عمر الشغالات، مما يؤدي إلى انهيار الطائفة بكاملها".
وأبرزت أنه "ينتهي المطاف بالملكة أن تبقى وحيدة ثم تموت بعد موت آخر النحلات التي تعتني بها، لأن عمر الملكة الافتراضي يمكن أن يمتد إلى 5 سنوات، في حين أن النحلة الشغالة يبلغ متوسط عمرها 40 يوما فقط".
وشددت على أن "كل أشغال النقابة على هذه الظاهرة موثقة بالصور والفيديوهات وبوثائق منها الرسمية، التي تؤكد كل ما جاء في بلاغاتنا السابقة، كما أننا لا نسمح بتاتا بالتشكيك في مصداقية خبرائنا وعلمائنا المغاربة الذين اشتغلوا بجد على هذه الظاهرة، وهم مستعدون إذا اقتضت الضرورة، الاحتكام لخبراء وعلماء دوليين متخصصين في هذا المجال".
ورفضت النقابة "المس بسمعة الشرفاء من مهنيي تربية النحل المغاربة أو التشكيك في سلوكهم تجاه النحل، فمنهم من توارث المهنة عن آبائهم وأجدادهم، الذين أفنوا حياتهم في هذا الميدان، ومنهم كذلك تقنيون متخصصون في تربية النحل هم خريجو المعاهد الوطنية، ونحن لا نصدر في كل ذلك إلا عن رغبة أكيدة في الحقيقة، وحرص عميق على إيقاف سيل الشائعات والأخبار الزائفة".
فيروس أصاب النحل
وأعلنت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، بناء على "الأبحاث العلمية الأكاديمية الأخيرة التي تعزز سابقاتها، والتي أكدت جميعها وجود فيروس يسمى اختصارا (S.B.V)، المسبب لمرض "تكيس الحضنة " (LE COUVIN SACCIFORME) الذي أدى إلى انهيار طوائف النحل بالمغرب".
وأوردت أن ما توصلت إليه جاء نتيجة مجهودات "فريق البحث العلمي المكون من: باحثين متخصصين، وأساتذة باحثين من كلية العلوم بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وبمساعدة بروفيسور مغربي بأحد المعاهد الجامعية للبحث العلمي بفرنسا، إضافة إلى ما أكده أحد مختبرات البيولوجيا الخاص الذي يشتغل في مجال تحديد متتالية الحمض النووي والبيولوجيا الجزيئية (RT-PCR)، الذي يتعامل معه فريق البحث العلمي، والذي يخضع لمراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية".
وذكرت أن النقابة التمست من "المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بتاريخ 04/01/2022، انتداب أحد الأطباء من المصلحة البيطرية التابعة لمؤسسة أونسا، للانضمام إلى فريقنا وحضور جميع أشغالنا الميدانية والمخبرية وتتبعها والاطلاع على نتائجها، بما سيساهم في تعزيز التعاون فيما بيننا خدمة للصالح العام والحد من الشائعات الرائجة والأخبار الزائفة عن الحالة الصحية للنحل بالمغرب، ولكننا لحدود كتابة هذه السطور، لم نتوصل بأي رد، ونحن نأسف لذلك".
رواية "أونسا"
خلُص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، إلى أن "النتائج الأولية للزيارات الميدانية المكثفة التي قامت بها الفرق التابعة للمصالح البيطرية الإقليمية لحوالي 23.000 خلية نحل بمختلف العمالات والأقاليم، إلى أن اختفاء النحل من المناحل ظاهرة جديدة تشمل بعض المناطق بدرجات متفاوتة".
واستبعدت "نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على خلايا النحل والحضنة، بأن يكون مرضا ما يصيب النحل هو الذي تسبب في حدوث ظاهرة اختفاء النحل في بعض المناطق".
وذكرت أن "هذه الظاهرة التي تعرف أيضا "بانهيار خلايا النحل" قد لوحظت أيضا بدول أخرى بأوروبا وأمريكا وافريقيا".
وأشارت إلى أن "الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها في هذا الصدد ربطت هذه الظاهرة بوجود أسباب متعددة تتدخل فيها مجموعة من العوامل خاصة منها المرتبطة بالظروف المناخية كقلة التساقطات المطرية، والبيئية كقلة المراعي، والظروف المتعلقة بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة".
من ممثل النحالة؟
وأوردت النقابة أن "المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، باعتباره مؤسسة عمومية يقع تحت وصاية وزارة الفلاحة، لا يمكنه بتاتا تعميق التعامل مع نقابتنا أو مع أية مؤسسة أخرى بكل ما يتعلق بسلسلة النحل، وذلك لوجود عائق هو ما يسمى ب "فيماب FIMAP"".
ولفتت إلى أنه "الذراع الذي أسسته وزارة الفلاحة في غفلة من المهنيين الحقيقيين ليمثلها لدى مهنيي سلسلة تربية النحل بالمغرب بمختلف هيئاتهم، وذلك في خرق سافر للدستور المغربي، وللظهير الشريف رقم 1.12.14 الصادر في 27 من شعبان 1433 (17 يوليوز 2012) بتنفيذ القانون رقم 03.12 المتعلق بالهيئات بين المهنية للفلاحة والصيد البحري".
وأشارت النقابة إلى أنه "سبق لها أن تقدمت بتاريخ 13/04/2016 ، باعتراض لوزير الفلاحة والصيد البحري ضد الاعتراف بما يسمى (FIMAP)، ووجهت منه نسخة لكل الإدارات التي تتشكل منها اللجنة الاستشارية، متبوعا بتذكير في نفس الموضوع بتاريخ 25/11/2016، (والكل منشور على صفحتنا الرسمية)، دون أن تتوصل نقابتنا بأي رد إلى يومنا هذا".
وذكرت النقابة أنه لم "دعيت إلى اجتماع يتيم بتاريخ 16/12/2016،عقد بمكتب مدير سلاسل الإنتاج بوزارة الفلاحة بالرباط، حيث تعهد لنا فيه حينها الرئيس السابق للكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية "كومادير" أنه لن يقبل تمرير الاعتراف بهيئة لا يُمثّل فيها أهل المهنة، الفاعلين في الميدان".
وأوضحت أن المهنيين "تفاجؤا المهنيون بعد ذلك بإعلان الاعتراف بهيئة بها دخلاء وأناس لا علاقة لهم بتربية النحل، ولا تمثل المهنيين في شيء، شغلها الوحيد هو الحصول على الدعم داخليا وخارجيا، والتصرف فيه، وآخر تجليات ذلك فضيحة توزيع أدوية مكافحة الفاروا، وما شابته من خروقات ككل مرة، وقفنا عليها في جهات مختلفة من المملكة، حيث ضبطنا تلك الأدوية الممنوع بيعها والاتجار فيها، تباع في السوق السوداء بثمن يتراوح بين 40 و60 درهما للعلبة".
وحسب موقع وزارة الفلاحة، تأسست الفدرالية المهنية المغربية لتربية النحل سنة 2011، و"حصلت على الاعتراف في مارس 2018، تتكون من ثلا ت فدراليات مهيكلة حسب الإنتاج والتثمين والتسويق، وهي: الفدرالية الوطنية لمنتجي العسل، والفدرالية الوطنية لمثمني العسل، والفدرالية الوطنية لمسوقي العسل".