جرى اليوم الثلاثاء، الكشف عن تفاصيل جديدة حول الزيارة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان فرانسوا، للمغرب يومي 30 و31 مارس الحالي، حيث تم التأكيد، في الوقت نفسه، على أن هذه الزيارة تأتي من أجل تعزيز الحوار بين المسيحية والإسلام.
وقال رئيس الأساقفة بالرباط، كريستوبال لوبيز روميرو، اليوم في ندوة صحفية، إن هذه الزيارة تتخذ بعدين؛ لها بعد سياسي مادامت تستجيب لدعوة عبر عنها الملك محمد السادس، وآخر رعوي (Pastorale)، على اعتبار أنها تلبي دعوة عبر عنها قساوسة المغرب، حيث سيلتقى برعاياه من المسيحيين بالمملكة.
وعلق رئيس الأساقفة بالرباط بأن زيارة البابا فرانسوا مختلفة عن تلك التي قام بها يوحنا بولس الثاني قبل ثلاثة وثلاثين عاما، فالبابا الراحل كان يفضل الملاعب الكبيرة، بينما يحبذ البابا فرانسوا توطيد أواصر الأخوة بين الديانات.
وأكد على أن البابا يوحنا بولس الثاني، كان يعطي الانطباع بأن الكنيسة تتحاور مع غير المسلمين، بينما يريد البابا فرانسوا أن يخلق نوعا من الحوار بين مختلف المنتمين للديانات، ما يساعد على تجاوز النظرة التي توحي بأن المسيحيين يسعون إلى هدم الإسلام.
وأشار ممثلو الكنيسة، في اللقاء ذاته، إلى أن زيارة بولس الثاني جاءت في سياق الحرب الباردة، مؤكدين على أنه في الوقت، الذي يسعى البعض إلى تغذية صراع الحضارات والأديان، يتطلع البابا فرانسوا إلى التركيز على الحوار بين الحضارات والأديان، وتفادي استغلال الدين من أجل تأجيج النزاعات.
وعندما سئل الأساقفة حول المغاربة المسيحيين أكدوا، بعد أن تحدثوا عن تقديرات تشير إلى وجود 30 ألف مسيحي بالمملكة، على أن حقوق المسيحيين في المغرب يجب أن تكون مطلبا يعبر عنه المجتمع من أجل حرية المعتقد والضمير لا دخل للكنيسة فيه، مشديدين على أن الأمر يبقى مرتهنا، كذلك، بالحوار بين المملكة والفاتيكان.
وتناول الأساقفة الدعم الذي يقدم للمهاجرين بالمغرب، حيث اعتبروا أن الكنيسة تسعى إلى العناية بهم، على صعيد التطبيب والتمدرس والمأكل والمشرب، مؤكدين على أن المشكل يطرح في جميع بلدان العالم على مستوى الحقوق التي يفترض أن يتمتع بها المهاجرون.
وأشاروا إلي أن ظروف توقيف وترحيل المهاجرين غير مقبولة، متسائلين حول من يدافع عن حقوقهم، خاصة أنهم لا يتوفرون على الوسائل التي تتيح لهم ذلك.
وسيحل البابا فرانسوا بالمغرب، قادما إليه من روما، يوم السبت 30 مارس المقبل، حيث ستحط طائرته بمطار الرباط- سلا، إذ سيجد في استقباله الملك محمد السادس.
وسيتوجه الملك ورئيس الكنيسة الكاثولوكية، بعد ذلك إلي القصر الملكي بالرباط، كي يلتقي بالعائلة الملكية، قبل أن يجري البابا والملك مباحثات علي انفراد لمدة ثلاثين دقيقة.
وسيلتقي الملك والبابا في اليوم نفسه بالشعب المغربي، بباحة مسجد حسان، حيث سيلقيان كلمتين في المجمتع المدني، ممثلا بالسفراء والوزراء والمسؤولين المغاربة، ويتوجهان بعد ذلك إلى ضريح محمد الخامس.
وسيتوجه قائدا الدولتين، بعد ذلك، إلى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين، حيث سيلقي أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية كلمة، ليدلي طالبان بشهادتهما.
وستستضيف كاريتاس، المنظمة المكلفة بالمهاجرين، البابا فرانسوا، الذي سيلتقي بمهاجرين، وبالأشخاص الذي يتكلفون بهم.
وسييقيم الملك مأدبة عشاء على شرف الوفد المرافق للبابا وشخصيات مغريبة وأجنبية، في غياب ضيف المغرب الكبير.
وسيزور البابا يوم الأحد 31 مارس، المركز القروي للخدمات الاجتماعية بتمارة، قبل أن يلتقى بممثلي الكنيسة الإنجليلية بالمغرب، وممثلي الكنيسة الأوثوذوكسية الروسية، وسيختتم هذا اللقاء بصلاة تكرم مريم العذراء، حيث سيجري بثه انطلاقا من كاتدرائية القديس بيير، حيث سيشاهدها العالم أجمع.
وسيحيي البابا قداسا يوم الأحد، على الساعة الثانية و45 دقيقة بالقاعة المغطاة مولاي عبد الله، بحضور عشرة آلاف شخص، قبل أن يتوجه إلى المطار من أجل العودة إلى روما.