قال عبد الله ساعف، أستاذ العلوم السياسية، إن المجتمع المغربي جامد لا يتحرك، مبرزا أن كل الظواهر التي يشهدها، ويظهر أنها تعنف البنيات القائمة فيه، تخدم، بالعكس، استمرارية هذه الأخيرة، موضحا أن المجتمع المغربي حتى إذا تحرك، فإنه لا يخدم إلا اللاحركة، وبالتالي يظل جامدا.
ساعف أضاف، في ندوة حول "الشباب المغربي في ظل التحولات المجتمعية"، نظمت هذا المساء بوزارة الشباب والرياضة في الرباط، أنه لا يمكن الحديث، في المغرب، عن الانتقال الديمقراطي، إذ يعيش المغرب، بدل هذا الأخير، انتقالا سياسيا يتسم بلحظات تتراجع فيها المملكة، وأخرى تتقدم فيها، حسب ساعف.
وأفاد المتحدث ذاته أن النقاش العمومي يجب أن يسود داخل المجتمع المغربي، مشددا على ضرورة مناقشة المواطنين للملفات الكبرى والقضايا الأساسية، ومعتبرا أن الجيل الذي رأى النور في مرحلة الاستعمار، وعاش فترات نشاط الحركة الوطنية، واستقلال المغرب، والتحول إلى مرحلة ما اصطلح عليه ب "الدولة السيدة"، وحضر فترة النقاشات السياسية الأولى، حظي بتنشئة اجتماعية جعلته، عكس الجيل الحالي، يسلك مسارات قادته إلى التألق.
وزير التربية الوطنية في حكومة التناوب أفاد، في المناسبة نفسها، أن حوادث اعتداء تلاميذ، مؤخرا، على أساتذتهم، لا يمكن اعتبارها ظاهرة تمثل تحولا وتغيرا على مستوى منظومة القيم، مبينا أنها مجرد انفلاتات. كما أكد أن انتظار المغاربة من التعليم أن يحقق لهم الديمقراطية، ويقر حقوق الإنسان، ويحارب الرشوة، الخ، هو أمر خاطئ.
المتحدث نفسه بين أن عزوف الشباب المغربي عن الشأن العام، وعدم اهتمامه به، وانسحابه منه بشكل أو بآخر، أمر خاطئ، لأن المجتمع المغربي، وفق ساعف، غير مسيس بشكل كلي، معتبرا أن هذا التسييس شرط ضروري لكي لا يكون هناك عزوف.
وانتقد ساعف كون الحكومات المتعاقبة على تسيير المغرب، لم تخصص، قط، سياسة عمومية خاصة، فقط، بالشباب، مبرزا أن الاهتمام بالشباب في البرامج والسياسات العمومية، التي تعتمدها الحكومات المغربية، محدود..