بعد وضع حد لمساره السياسي والاقتصادي على إثر اتهامته في "قضايا جنسية"، أنهت عمله على رأس صندوق النقد الدولي، عاد الفرنسي دومنيك ستراوس كان ليخلق الحدث من جديد، لكن بعيدا عن اتهامه في "مغامراته النسائية"، وإنما عبر الأعمال، وعقد الصفقات مع زعامات الدول الإفريقية، وكل هذا انطلاقا من شركة أسسها في المغرب، والتي يعمل بها كأجير وحيد.
ووفق ما كشف موقع "تشالنج" الفرنسي في عدده اليوم الأحد، فإن ستراوس كان أسس شركة لتقديم المساعدة والخبرة المالية للدول الإفريقية الراغبة في الحصول على قروض أو ديون من صندوق النقد الدولي أو صناديق دولية أخرى.
وحسب المصدر ذاته فإن ستراوس كان، الذي تزوج للمرة الثالثة قبل أقل من سنة، من مواطنة مغربية، واستقر في مدينة مراكش، أسس بها شركة أطلق عليها اسم "بارناس انترناشيوال"، لتكون المدينة الحمراء قاعدة لغزواته المالية في القارة الإفريقية.
ويستهدف ستراوس كان الدول الإفريقية الراغبة في اعتماد مخططات مالية أو إصلاحات مالية، كما هو الشأن لدول إفريقيا الغربية التي تطمح إلى إصلاح نظامها النقدي المرتبط بالفرنك الإفريقي، مستغلا دفتر علاقاته وشبكة معارفه منذ أن كان مديرا لصندوق النقد الدولي.
ويأتي تأسيسه لشركة للاستشارة المالية في المغرب، حيث يقضي ستراوس كان حوالي ستة أشهر في قصره المراكشي، ليكون قريبا من زبنائه، خاصة وأنه صار اليوم أحد الاستشاريين البارزين في القارة السمراء.
ويقدم ستراوس كان حاليا الاستشارة التقنية للرئيس الكونغولي في كل ما يتعلق بتعامل حكومته مع المنظمات الدولية المالية، كما أنه دخل سباق لإعداد مخطط اقتصادي لرؤية تونس 2020.
ويبقى المثير في هذا المشروع، هو أن ستراوس كان الذي يوقع عقودا بالملايين، لا يشغل معه في الشركة المسجلة في المغرب أي أحد، إذ يبقى هو الأجير الوحيد والمدير الوحيد.