يقول محمد حسن (41 عاما) السريلانكي المسلم أنه بالكاد غادر منزله منذ الاعتداءات الدامية التي أوقعت 259 قتيلا في سريلانكا في يوم عيد الفصح الاحد، خوفا من ردود فعل انتقامية.
ورغم أنه يعمل خارج المنزل في مطبعة، فإن اسرته تتوسل إليه بأن يلزم المنزل في كولومبو عاصمة البلد الذي لا يزال تحت وقع الصدمة.
وقال حسن لفرانس برس لدى خروج نادر للصلاة في مسجد بحي ديماتاغودا "هم قلقون ويخشون إن خرجت من المنزل ألا أعود إليه حيا".
ونفذ انتحاريون مجزرة صباح الاحد 21 أبريل في ثلاثة فنادق فاخرة وثلاث كنائس خلال قداس الفصح، في كولومبو ومواقع اخرى من البلد الواقع في جنوب آسيا. وتقول السلطات ان المجزرة ارتكبها فصيل "جماعة التوحيد الوطنية" الإسلامية المحلية، وقد تبناها تنظيم الدولة الاسلامية.
وروع الاعتداء السريلانكيين والمجتمع الدولي.
ونددت المنظمات المسلمة في سريلانكا بالاعتداءات لكن الكثير من مسلمي البلد يخشون الوقوع ضحية أعمال انتقامية إثر أعمال العنف هذه.
وتقول زارينا بيغوم (60 عاما) المسلمة السريلانكية دامعة أمام مسجد أنها لم تنم إلا قليلا منذ نهاية الاسبوع وتضيف "أعرف أن الناس غاضبون من المسلمين".
وتابعت السيدة التي كانت ترتدي لباسا أسود "قتل رضع كانوا في أحضان امهاتهم" مضيفة "لم أكن أتخيل وجود كل هذه الكراهية في قلوب (مرتكبي الاعتداءات). والكراهية ستزرع الكراهية".
وأكدت بيغوم "نحن نقبع في منازلنا، ونخاف مغادرتها".
وفي سريلانكا خليط من الاتنيات والاديان، حيث أن غالبية السكان من السنهاليين البوذيين، إلى جانب 10% من المسلمين الذين يعتبرون ثاني أكبر أتنية في البلاد بعد الهندوس. أما المسيحيين، فيعدون 7% من أصل تعداد سكاني قدره 21 مليون نسمة.
وتشهد سريلانكا توترات دينية واتنية. وهي لا تزال تضمد جروح حرب أهلية استمرت اربعة عقود بين الاغلبية السنهالية وتمرد التاميل الانفصالي، وانتهت قبل عشر سنوات.
وكان رهبان بوذيون متطرفون شنوا حملات ضد المسلمين. ففي 2013 و2018 تمت مهاجمة متاجر للمسلمين السريلانكيين.
وتسري شائعات بين السنهاليين تقول إن ارتداء ملابس داخلية أو تناول طعام مصدره متاجر ملسمين، قد يؤدي إلى العقم.
واثر اعتداءات الاحد دعا رئيس الحكومة رانيل ويكريميسنغي إلى الهدوء والوحدة في البلاد.
وقال الثلاثاء "ان الاغلبية الساحقة من المسلمين يدينون هذا العمل وهم أيضا غاضبون مثل التاميل والسنهاليين لما حدث".
ورغم ذلك يعرب حلمي أحمد نائب رئيس المجلس الاسلامي في سريلانكا عن مخاوف.
وقال "ان مئات الاشخاص قد دفنوا وبالتالي ستكون هناك انفلاتات عاطفية يمكن جزئيا تبريرها".
وأضاف "طلبنا من الحكومة (..) أن تتأكد من ضمان الامن. (الاعتداءات) لم ترتكبها الطائفة المسلمة بل بعض العناصر الهامشيين".
وكان عبر مع مسؤولين سريلانكيين مسلمين آخرين قبل ثلاث سنوات، للسلطات عن القلق من نشاط زعيم "جماعة التوحيد الوطني" التي تتهمها سلطات البلاد بتنفيذ الاعتداءات.
وقال حلمي احمد "هذا الشخص كان هامشيا وتسبب في تطرف شبان بداعي تعليمهم القرآن (..) لكن لا أحد كان يعتقد أنه قادر على تنفيذ هجوم بهذا الحجم".
ويقول ر. ف. أمير الذي كان في المسجد ان المسلمين السريلانكيين لا يريدون شيئا سوى السلم الاجتماعي.
وأضاف "نحن نعيش في خوف دائم لان ثمة من يريد تحميلنا المسؤولية. سينظرون الينا باعتبارنا أعداء لهم".
وتابع "لكننا نريد أن نقول للجميع : +لسنا اعداءكم+. هذا وطننا الذي عرف بأنه جوهرة آسيا. ونريده أن يبقى كذلك".