عاد سعيد بنجبلي، أحد المدونين المغاربة الأوائل، ووجه من وجوه حركة 20فبراير، ليشغل مواقع التواصل الاجتماعي ب" تنبؤاته" التي أثارت الكثير من التعليقات الساخرة أحيانا. تيل كيل سبق أن حاورت بنجبلي، الذي انتقل من الإيمان إلى الكفر، حول حقيقة معتقداته.
اسم الاب
جعفر
اسم الام:
التايكة
رقم بطاقة التعريف الوطنية:
(بعد تردد) MA310524
أخذت وقتا في التفكير، هل مزقت بطاقتك الوطنية بعد وصولك لأمريكا؟
(ضحك) كدت أنسى الرقم، تذكرته للتو.
تقطن حاليا بمدينة بوسطن ( الامريكية ) . ألم تجد غيرها؟ أم كونها تضم أهم تجمع للمغاربة؟
في الواقع كان لدي أفراد من العائلة هنا، لذا اخترت الاستقرار بها بعد فوزي في قرعة البطاقة الخضراء.
خرجت من إطار العدل والإحسان إلى معادة الإسلام، هل كنت من بين من حصلوا على رشاوى من الصهيونية؟
لم يسبق لأي أحد أن دفع لي مقابلا، سواء عندما كنت عضوا بالعدل والإحسان، أو عندما كنت عضوا في حركة 20 فبراير، ولا حتى لترأس جمعية المدونين المغاربة. لم يسبق لي أن ناضلت من أجل المال. أناضل دائما من أجل القضايا التي أومن بها.
سبق وعشت تجربة السجن، هل لهذه التجربة دور في خروجك عن الإسلام؟
فترة السجن كانت فرصة لي من أجل التأمل. فقد كنت بعيدا عن "إخواني" في العدل والإحسان، بعيدا عن أصدقائي. في السجن نكون في مواجهة أنفسنا، وبالتالي فهناك فرصة للتأمل بعمق أكثر، لأن تأثير المحيط والمناخ يتقلص.
تعتبر نفسك كافرا وليس ملحدا. هل الإلحاد من الطابوهات عندك؟
إطلاقا، ليست لدي أي مشكلة مع الإلحاد. يمكن أن أكون ملحدا صباحا، ربانيا بعد الزوال، وغير ذلك مساء. مشكلتي مع كل هذه التصنيفات أنها تدخل ضمن نطاق المعتقدات. حينما نعتقد أننا ملحدون، فإننا بشكل ما نصبح مؤمنين بهذا الإلحاد. بالنسبة لي فقد قررت ألا أومن بشي لا أستطيع إثبات وجوده. أعتقد أن الملحد لا يجد دليلا على عدم وجود الإله، كما أن المؤمن لا يجد دليلا على وجوده.
إذن بماذا تؤمن؟
أنا متيقن و أومن أن الديانات السماوية، بما فيها الإسلام، هي من صنع الإنسان. وعندما أقول أن الديانات السماوية مجرد ترهات، فهذا لا يعني أن الله غير موجود.
هل تحتفظ بتواصل مع "الجماعة"؟
لا، لا يوجد أي تواصل بيننا. يحدث أحيانا أن أتحدث مع بعض الأعضاء، بينهم شخص كان بمثابة مؤطري داخل الجماعة. هناك عضو آخر كان يرغب في مناقشتي ومقابلتي، لكن اللقاء لم يتم.
وحسب الأخبار التي وصلتني فقد أصبحت منبوذا من طرف الجماعة. في الواقع، ومنذ أن أصبحت أنشر مقاطع الفيديو على اليوتوب التي أتحدث فيها عن لاديانتي، تبعني في ذلك عدد من "العدليين" السابقين وهم كثر.
كيف تفسر هذه العضوية؟
كل ما يمكنني قوله، هو أنه عندما يفكر الشخص بعمق وبدون رقابة ذاتية، فإن خروجه من الإسلام يظهر له حتميا. لأن الإيمان مبني على شيء واحد: الخوف من الشك. لأننا عندما نكون مؤمنين، فإن الخوف أخطر من الرذيلة. مع الأسف لا يمكننا الوصول إلى عمق في التفكير دون الشك في المعتقدات.
برأيك، هل لعبت الأنترنيت دورا في ذلك؟
الأنترنيت لعبت دورا كبيرا. ففكر الإنسان هو نتاج بيئته. الإنسان لا يقرر في ديانته، لكن محيطه هو من يؤثر في ديانته، عقيدته وانتمائه الإيديولوجي. اليوم، تعتبر الأنترنيت من محيطنا.
هل توصلت بتهديدات؟
نعم وبالعشرات وفي كل مرة أنشر فيها مقطع فيديو. أقول هذا وبدون أي مبالغة. معظم التهديدات تأتي من أشخاص يقطنون في المغرب. البعض منها صادر من أشخاص قاطنون هنا بأمريكا، لكني لم أصل بعد لمرحلة أخذها على محمل الجد. على كل حال، كانوا أيضا يهددونني عندما كنت أناضل ضمن حركة 20 فبراير، لقد تعودت على الأمر.
كيف أصبحت علاقتك بعائلتك؟
لا أفضل الخوض في الأمور الخاصة، لكن كل ما يمكنني قوله هو أنه عندما يترك شخص ما ديانته تتعرض حياته لهزات قوية.
لماذا اخترت نشر مقاطع فيديو؟ فرضت على نفسك مهمة ما؟
كنت أعتقد أن الدين شيء جيد، لذا كنت أفعل كل ما في وسعي لنشره. وعندما فهمت أن الدين شيء سيء، قررت أن أنشر قناعاتي. أعترف أيضا أنه من المهم التوجه إلى شريحة غير محدودة من الناس عوض البقاء في دائرة مغلقة ومحدودة.
هل تفكر في العودة للمغرب يوما؟
يمكن أن أبتغي ذلك يوما ما ، لكني راهنا لن أقدم على هذه الخطوة طالما أحس أن هنالك خطر على حياتي. المغرب ككل البلاد العربية، ليس بلدا آمنا بالنسبة لي. يسجنون الناس بدون أي مبرر، مثلما حصل مع الفتاتين اللتين قبلتا بعضهما في مراكش. أصبح بالإمكان سجننا من أجل عناق، أو من أجل سهرة خاصة مقامة داخل منزل.
السوابق:
1979: ولادته في حد ولاد فرج (الجديدة).
1998: حصوله على الباكلوريا في شعبة العلوم التجريبية.
2004: دخل السجن بعد قيادته لإضراب طلابي.
2006: غادر العدل والإحسان.
2008: أصبح رئيسا لجمعية المدونين المغاربة.
2011: انخرط في حركة 20 فبراير.
2014: هاجر للولايات المتحدة.