يعيش ما يزيد عن ألف مغربي علقوا في الجارة الشمالية مباشرة بعد أن أغلق المغرب حدوده بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وكشفت السفارة المغربية في العاصمة مدريد أن المغاربة العالقين فوق التراب الإسباني يقدر عددهم حتى الآن بـ 1700 شخص.
وكشفت سفيرة المغرب بمدريد كريمة بنيعيش أنه جرى إحداث خلية دائمة للإنصات والتواصل من خلال أرقام هاتفية وعبر (الواتساب) والبريد الإلكتروني، لتقديم الدعم والمساعدة للذين يوجدون منهم في وضعية صعبة، من خلال توفير السكن والتغذية والرعاية الصحية، إذا ما لزم الأمر ذلك، وأنه تم إنشاء قاعدة بيانات بدعم من القنصليات العامة للمملكة من أجل إحصاء والتعرف على المغاربة العالقين فوق التراب الإسباني، والذين يقدر عددهم حتى الآن بـ 1700 شخص.
وقالت بنيعيش إن السفارة تتلقى يوميا أكثر من 150 مكالمة هاتفية و200 تفاعل عبر تقنية (الواتساب)، بالإضافة إلى العشرات من الرسائل عبر البريد الإلكتروني، مشيرة إلى أن سفارة المغرب بمدريد والقنصلية العامة للمملكة في الجزيرة الخضراء، واجهت مع بداية انطلاق الأزمة الصحية، تدفقا كبيرا للمغاربة المقيمين في إيطاليا وفرنسا الذين وصلوا عبر الحافلات إلى الجزيرة الخضراء، وفي نيتهم العبور إلى المغرب على الرغم من تعليق الرحلات البحرية.
وقد تم إنشاء خلية أزمة خصيصا لإيجاد حل لهذا الوضع، حيث تمكنت السفارة ومصالح القنصلية من إعادة حوالي 130 من أفراد الجالية المغربية الذين قدموا إلى الجزيرة الخضراء عبر خمس حافلات نقلتهم إلى مدن إقامتهم، تضيف السفيرة.
وأكدت بنيعيش على أن السفارة والقنصليات المغربية قدمت حتى الآن دعما ومساعدة، إما جزئية أو كلية، لفائدة أكثر من 300 شخص لا يزالون عالقين فوق التراب الإسباني، مشيدة بروح التضامن والتآزر الكبير والدعم والمساعدة التي قدمتها العديد من الجمعيات المغربية وكذا المتطوعين المتواجدين في إسبانيا، والذين لم يدخروا أي جهد من أجل دعم ومؤازرة إخوانهم المغاربة الذين علقوا في البلاد.
وبعد أن أشادت بتعاون السلطات الإسبانية في تدبير هذه الأزمة، نوهت سفيرة المغرب بمدريد بكافة أفراد الجالية المغربية المقيمين في إسبانيا"، لما أبانوا عنه بشكل يومي من صبر وتجلد وتضامن"، وقالت "نطلب منهم أن يستمروا في تفهمهم وتضامنهم أمام هذه الحالة الطارئة، وذلك من أجل مصلحتهم الخاصة ومصلحة أهلهم وذويهم".
من جهة أخرى، ذكرت سفيرة المغرب في إسبانيا، أنه وفيما يتعلق بوضعية المغاربة الذين توفوا وأمام استحالة إعادة رفاتهم إلى الوطن الأم، فإن الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، قررت التكفل بتغطية رسوم دفن المتوفين الذين ينحدرون من أسر معوزة في المقابر الإسلامية أو في الأماكن المخصصة للمسلمين بالمقابر التابعة للبلديات، مضيفة أن السفارة والقنصليات العامة لم تتلق إلى حدود اليوم أية شكاية من الأسر المكلومة في أقربائها بخصوص إجراءات الدفن.