سفير الصين: المغرب يشهد طفرة في مشاريع "TGV" وتجربته أبرز مخططات الصينيين خلال زيارتهم إلى البلاد

بشرى الردادي

أفاد لي تشانغ لين، السفير الصيني لدى المغرب، بأن مرافق النقل بالمملكة تُعد من بين الأفضل في الدول الإفريقية، معربا عن إعجابه الكبير بمشروع القطار فائق السرعة، الذي بدأ تشغيل أول خطوطه من طنجة إلى الدار البيضاء، يوم 15 نونبر 2018، بعد أن استغرق تنفيذه سبع سنوات، وفقا للمعايير المغربية والفرنسية.

وأبرز السفير الصيني، في مقال رأي منشور بموقع الصحيفة الصينية اليومية "haiwainet.cn"، يوم أمس الأربعاء، أنه في السنوات الأخيرة، زاد عدد الصينيين القادمين إلى المغرب، سواء للاستثمار أو السياحة؛ حيث أشادوا باستقراره السياسي والاجتماعي، وبتحسن بيئة الأعمال فيه، وخاصة بتطور المرافق الحديثة للنقل.

وتابع تشانغ لين أن "الصينيين يضعون تجربة أول قطار فائق السرعة في إفريقيا بين الدار البيضاء وطنجة على رأس قائمة الأنشطة التي سيقومون بها خلال رحلتهم؛ حيث أعربوا عن إعجابهم الشديد بالسلامة والالتزام بالمواعيد والراحة المتوفرة على متن القطار"، مسجلا أنه "بدوره، سافر به، عدة مرات؛ مما منحه انطباعا مباشرا عنه".

وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن الملك محمد السادس أطلق على القطار فائق السرعة اسم "البراق"، في إشارة إلى الدابة التي حملت النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رحلته من مكة إلى المسجد الأقصى، والذي يشتهر بسرعته وراحته.

كما أبرز سفير الصين لدى الرباط أن خمس دول؛ هي المغرب وفرنسا والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، شاركت في تمويل المشروع بحوالي 2 مليار يورو؛ حيث شكلت الحصة الفرنسية 51 في المائة من هذا الاستثمار.

وسجل تشانغ لين أن القطار فائق السرعة حقق فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة، على مدار ست سنوات من التشغيل، وأصبح الخيار الأول للسكان المحليين والزوار الدوليين؛ مما ساهم في زيادة عدد السياح وجذب المستثمرين الأجانب.

وأضاف أنه، وفقا للإحصاءات، ارتفعت أعداد الركاب، سنويا؛ حيث نقل القطار 5 ملايين راكب، في عام 2023، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 5.5 مليون، في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 6 ملايين، في عام 2025.

ولفت الدبلوماسي الصيني إلى أن الشركات الصينية تساهم، بشكل فعال، في بناء مشروع القطار فائق السرعة في المغرب، وتظهر نتائج التعاون بين المغرب والصين في هذا المجال، بشكل تدريجي، مذكرا بالزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى الصين، في ماي 2016، والتي شهدت توقيع الشركة الصينية للسكك الحديدية والمكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب مذكرة تفاهم، تؤكد أن التعاون بين البلدين في مجال السكك الحديدية لا يقتصر على المشاريع الإنشائية فقط، بل يشمل، أيضا، نقل التكنولوجيا، وتدريب الموظفين، والاستثمار المشترك.

وقال تشانغ لين إن المغرب وضع خطة طموحة لتطوير القطارات فائقة السرعة؛ حيث قرر بناء شبكة قطارات فائق السرعة تمتد على 1500 كيلومتر عبر البلاد، بحلول عام 2035، مسجلا أن بعض الشركات الصينية؛ مثل مجموعة "تشاينا سي أو إي"، ومجموعة "تشنغتشو"، شاركت في بناء الجزء المدني من قطار طنجة-القنيطرة؛ مما أتاح لهم اكتساب خبرات كبيرة في بناء السكك الحديدية المغربية.

ولفت السفير الصيني إلى أن المغرب يعمل، حاليا، على تحضير البنية التحتية اللازمة لاستضافة كأس العالم 2030، مضيفا أن عاهل البلاد طلب تسريع خطط بناء شبكة القطارات فائقة السرعة، وتحسين ربط المدن الرئيسية، لتوفير وسائل النقل بين المدن التي ستستضيف المباريات. وفي هذا السياق، تم تسريع بناء خط القطار بين القنيطرة ومراكش، الذي يمتد على 430 كيلومترا، مع سرعة تصميم تصل إلى 350 كيلومترا في الساعة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله، في نهاية عام 2029.

وأضاف تشانغ لين أن طول "البراق" يصل إلى حوالي 350 كيلومترا؛ حيث يتم بناء خط جديد بين طنجة والقنيطرة بطول 180 كيلومترا، وبسرعة تصل إلى 320 كيلومترا في الساعة، بينما يتم تحديث الخط بين القنيطرة والدار البيضاء باستخدام السكك القديمة، بسرعة 160 كيلومترا في الساعة، مع خطط لزيادة السرعة إلى 220 كيلومترا في الساعة.

وذكر الدبلوماسي الصيني، في وصفه لـ"البراق"، أن القطار يتكون من 8 عربات مقدمة من شركة "Alstom" الفرنسية، ويشمل طابقين مع عربتين من الدرجة الأولى (121 مقعدا)، وخمس عربات من الدرجة الثانية (412 مقعدا)، وعربة مطعم؛ ما يمكنه من حمل 533 راكبا في الرحلة الواحدة.

وتابع أنه توجد أربع محطات قطار فائق السرعة على طول الخط بين طنجة والدار البيضاء؛ وهي طنجة (10,500 متر مربع)، والقنيطرة (14,000 متر مربع)، والرباط-أكادير (22,000 متر مربع)، ومحطة الدار البيضاء-المسافرين (20,000 متر مربع)، موضحا أن "هذه المحطات كبيرة الحجم ومجهزة بمرافق حديثة تشبه، إلى حد كبير، المطارات. وعند دخول محطة الرباط-أكادير، وهي أكبر محطة قطار في إفريقيا، شعرت وكأنني في أول زيارة لي إلى محطة جنوب بكين. القاعة الرئيسية للمحطة واسعة ومضيئة، والعاملون في المحطة لطفاء ومهذبون، وهناك صالات "VIP"، ومتاجر راقية، ومطاعم ذاتية الخدمة، وأماكن لصرف العملات، ولافتات وإشارات إلكترونية واضحة. يمكن للركاب شراء التذاكر بسهولة، إما من المحطة مباشرة أو عبر الموقع الإلكتروني للمكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب. وتذاكر القطارات فائقة السرعة أغلى بنسبة حوالي 30 في المائة من تذاكر القطارات العادية؛ حيث تتراوح الأسعار ما بين 27 و43 دولارا، حسب المسافة وموعد الرحلة. كما توجد سياسة خصومات؛ مثل السماح لكل راكب بالغ باصطحاب أربعة أطفال دون الرابعة من العمر مجانا، وتخفيضات للأطفال تحت 15 سنة، والطلاب، والأشخاص ذوي الإعاقة. وخلال شهر رمضان، عند شراء تذكرة ذهاب وعودة، تكون تذكرة العودة مجانية".

وأبرز تشانغ لين أن "تصميم مقاعد الدرجة الأولى يتميز بتوزيع فريد، مع مقاعد مغطاة بأقمشة حمراء، بينما تستخدم مقاعد الدرجة الثانية الجلود. فيما تتميز العربة المخصصة للمطاعم بتصميم عصري، مع سقف منحن، وطاولات بار على شكل موجات وكراس ملونة، وتقدم مجموعة من السندويشات والقهوة والحلويات".