وصلت السفينة مادلين المحملة بالمساعدات وعلى متنها 12 ناشطا، إلى قبالة السواحل المصرية في طريقها إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل، وفق ما أعلن منظمو الحملة السبت.
أبحرت السفينة التابعة لتحالف أسطول الحرية من صقلية الأحد متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات إنسانية و"كسر الحصار الإسرائيلي" وتسليط الضوء على المعاناة المستمرة في القطاع الفلسطيني الذي تقول الأمم المتحدة إن جميع سكانه مهددون بالمجاعة.
وقالت الناشطة الألمانية في مجال حقوق الإنسان ياسمين أكار لوكالة "فرانس برس": "نبحر حاليا قبالة الساحل المصري. كل شيء على ما يرام".
واوضحت أكار أن السفينة باتت قرب ساحل مدينة الإسكندرية المصرية، متوقعة الوصول إلى غزة بحلول صباح الإثنين.
وأضافت: "نحن على بعد حوالى 288 ميلا بحريا، ما يعني أنه بحلول مساء الأحد سنكون قريبين من مياه غزة الإقليمية".
لكن طاقم السفينة أفاد برصد عدد من المسيرات تحلق في الأجواء خلال الرحلة.
ووفق تسجيل فيديو نشره تحالف أسطول الحرية في حساباته على منصات للتواصل الاجتماعي، حلقت مسيرة تابعة لجهاز خفر السواحل اليوناني مساء الثلاثاء.
بعد ساعات، اقتربت مسيرتان يعتقد أنهما تابعتان لـ"فرونتكس"، وكالة الحدود وخفر السواحل التابعة للاتحاد الأوروبي.
وحلقت مسيرة أخرى في أجواء السفينة صباح الخميس.
وقال نشطاء إن الطاقم بأمان، معربين عن اعتقادهم بأن مسيرات المراقبة ترمي إلى الترهيب.
وقالت أكار "نحن مدركون تماما للعواقب الفعلية".
ولفتت إلى أن السفينة مادلين ترفع علم المملكة المتحدة وأصبحت على مقربة من المياه الإقليمية لغزة، واصفة القطاع بأنه "محتل من إسرائيل".
وأضافت: "إذا هاجمتنا إسرائيل فستكون تلك جريمة حرب أخرى، ما كنا للننطلق في هذه المهمة لو لم نكن نعتقد أننا سنصل إلى غزة".
ولم تكشف أكار متى قد تحاول السفينة الوصول إلى القطاع أو أين.
في هذا السياق، أوضحت "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" في بيان من لندن "اقتراب السفينة مادلين من شواطئ غزة يمثل تحديا شجاعا للسياسات الظالمة التي تحاصر المدنيين، ورسالة تضامن من شعوب العالم الحر مع شعبنا الصامد في غزة".
وأكدت اللجنة أن تحالف أسطول الحرية على تواصل دائم مع الجهات القانونية والحقوقية الدولية لضمان سلامة النشطاء على متن السفينة، مشددة على أن "أي اعتداء على السفينة أو عرقلتها يمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني".
وتابعت أن مادلين جزء من سلسلة تحركات بحرية نظمت خلال السنوات الماضية ضمن أسطول الحرية، وبدعم وشراكة مع تحالفات مدنية دولية، وشخصيات اعتبارية، ومؤسسات إنسانية في العالم.
وحضت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن الموجودة على متن السفينة، حكومات على "ضمان ممر آمن لأسطول الحرية".
وقالت أيضا إن أكثر من 200 مشرع أوروبي وقعوا رسالة مفتوحة لإسرائيل لمطالبتها بالسماح للسفينة بالوصول إلى غزة وبـ"إدخال حمولتها الإنسانية فورا".
في بيان الجمعة، وصفت منظمة العفو الدولية الرحلة بأنها "مبادرة تضامنية مهمة"، وقالت إن "لا مبرر" لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية في ما تصفها بأنها "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم".
على متن السفينة نشطاء يحملون جنسيات ألمانيا وفرنسا والبرازيل وتركيا والسويد وهولندا.
وتفرض إسرائيل حصارا بحريا على غزة منذ ما قبل عملية "طوفان الأقصى" خاال السابع من أكتوبر التي شنته "حماس" على الأراضي المحتلة.
و"أسطول الحرية" الذي تشكل سنة 2010 هو حركة دولية للتضامن مع الفلسطينيين تكتسي بعدا إنسانيا وتنشط ضد الحصار الإسرائيلي على غزة.
إلى جانب الأسطول، تعد مجموعة "المسيرة العالمية إلى غزة" وهي مبادرة دولية ترمي إلى تسليط الضوء على الحصار المفروض على القطاع، لحملة منس قة.
وشكلت المجموعتان لجنة مشتركة لتنسيق جهودهما.
تعتزم "المسيرة العالمية إلى غزة" تنظيم تجمع في القاهرة في 12 يونيو والانطلاق في اليوم التالي في حافلة إلى العريش الواقعة على مقربة من الحدود مع غزة.
من هناك، سيشارك 2700 شخص من أكثر من 50 بلدا في مسيرة إلى الجانب المصري من معبر رفح، ثم يقيمون مخيما هناك لبضعة أيام ويعودون إلى القاهرة في 19 يونيو، وفق ما أفاد منظمون وكالة "فرانس برس".
للإشارة، تواجه إسرائيل ضغوطا دولية لوضع حد للحرب الدائرة في غزة وما نجم عنها من كارثة إنسانية في القطاع الذي تتهدده مجاعة وفق الأمم المتحدة بسبب قيود يفرضها الاحتلال على دخول المساعدات.