في ملفّ غير مسبوق، خصّصت مجلة "Telquel" غلاف عددها الأخير (من 7 إلى 13 أكتوبر 2022) لجانب مهمّ وخفيّ من حياة ولي عهد البلاد، الأمير مولاي الحسن، وهو دراسته بكلية الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، التي هي جزء من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بسلا الجديدة؛ حيث اختار تخصص العلاقات الدولية، نظرا لاهتمامه البالغ بالجغرافيا السياسية، مستمرا بذلك على نهج والده الملك محمد السادس وجده الملك الراحل الحسن الثاني، باختياره إكمال دراسته الجامعية بالمغرب، باستثناء واحد: عدم اختياره للقانون مثلهما، ممثلا بذلك قطيعة مع التقاليد الأكاديمية الملكية الأخيرة.
وتتبّع الملف مسار الأمير الذي بدأ دراسته العليا، عن بعد، بالمقر الرئيسي لجامعة محمد السادس بمدينة بنجرير (تم إنشاؤها عام 2013)، بعد حصوله، في 17 يونيو 2020، على شهادة البكالوريا الدولية-علوم اقتصادية واجتماعية، بميزة حسن جدا، وهو في عمر 17 عاما، مشيرا إلى أن اختياره الدراسة بهذه الجامعة دون غيرها كان محسوما قبل حصوله على شهادة البكالوريا.
وتابع أن تاريخ بناء فرع الجامعة بسلا الجديدة حطّم كل الأرقام القياسية، ليكون جاهزا، في نهاية عام 2021؛ أي في أقل من ثمانية أشهر، وقبل عامين من الموعد النهائي لبنائه؛ حيث تم توظيف 3 آلاف يد عاملة، ظلت تعمل بالتناوب على مدار 24 ساعة. وما إن حلّ شهر أكتوبر 2021، حتى كان جاهزًا للترحيب بطالب مميّز للغاية: الأمير مولاي حسن.
وأضافت "Telquel" إلى أن أخبارا زائفة انتشرت حول استفادة مولاي الحسن من إقامة خاصة داخل الحرم الجامعي ببنجرير، من أجل عزله عن بقية الطلاب؛ حيث أكد مصدر مطلع لها أن "الفكرة الأساسية من التحاق الأمير بجامعة محمد السادس كانت تعزيز تكافؤ الفرص؛ ما يعني أن النأي بنفسه، عن عمد، عن باقي زملائه، لا معنى له"، مشيرة إلى أن "إلغاء ولي العهد لزيارة تفقدية للحرم الجامعي، كان من المقرر أن يقوم بها، في أواخر عام 2019، ربما جاء لوضع حدّ لأيّ إشاعات من هذا النوع".
وأشادت مصادر "Telquel" بتحليلات الأمير مولاي الحسن داخل الفصول الدراسية، واصفة إياه بكونه "طالبا شديد التركيز، وجادا للغاية، ويدرك مسؤولياته جيدا، وتحفزه الأجواء الفكرية؛ ومهتم بالأخبار الدولية؛ حيث يشعر بالفضول بشأن توازنات القوى العالمية".
كما أكّدت أن ولي العهد منضبط للغاية، رغم كل المسؤوليات التي على عاتقه؛ حيث لا يتردّد في أن يعتذر لأساتذته، ويشرح لهم بتواضع، أسباب تأخره في إرسال الفروض، بسبب مهماته الرسمية.