شعبة الفلسفة بالرباط تسلط الضوء على عطاءات المفكر المغربي كمال عبد اللطيف

تيل كيل عربي
نظمت شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، يوم أمس، في إطار سلسلة لقاءات "فكر واعتراف"، نشاطا إشعاعيا تمثل في ندوة وطنية حول موضوع: "التنوير أفقا".

جاء ذلك احتفاء وتكريما للمكانة التي حظي بها المفكر المغربي كمال عبد اللطيف، نظير مساهماته الفلسفية في مباحث عدة، والتي بوأته مكانة بارزة بين المفكرين الذين عرفتهم الساحة الوطنية خصوصا، والعربية عموما، وذلك بشهادة جميع المتدخلين.

وقبل التفصيل في دراسة أعماله من طرف المتدخلين، تطرق محمد مزوز، رئيس الجلسة، إلى القيمة المضافة التي ميزت ويتميز بها المفكر كمال عبد اللطيف، من جانبين: أولهما التدريس وتفانيه فيه، وثانيهما الكتابات التي جعلته مرجعا فكريا لا غنى عنه.

وفي هذا الصدد، أكدت ليلى منير، عميدة كلية الآداب، أنه لا يمكن اعتبار المفكر كمال عبد اللطيف إلا علما من أعلام الساحة الفكرية المغربية، منوهة بالوزن والقيمة المضافة التي تتميز بهما شعبة الفلسفة بالرباط كمرجع فكري بالمغرب.

وفي السياق ذاته، سار رئيس شعبة الفلسفة، عبد الصمد تمورو، على النهج نفسه، من خلال تأكيده على دور سلسلة "فكر واعتراف" في تكريم الأساتذة الذين تركوا بصمتهم في الدرس الفلسفي المغربي.

وأكد أن المفكر والأستاذ كمال عبد اللطيف تميز بمجموعة من الخصائص التي جعلت منه مرجعا في الدرس والكتابة الفلسفية، منوها في الآن ذاته بالتعاون بين الشعبة ومركز روافد وجميع المتدخلين الذين ساهموا في إنجاح هذه السلسلة التي ستتوج بجمع الندوات في مؤلف جماعي.

وفي كلمة ألقاها، أكد كمال عبد اللطيف على الدور الكبير الذي لعبته كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي "احتضنت نقاشات كثيرة في قضايا صنعت بعض الجوانب المتقدمة والمتطورة في الفكر الفلسفي المغربي" رفقة أساتذة كبار من طينة الحبابي والجابري والسطاتي وغيرهم، مضيفا أنه تعلم من هذه الكلية دروسا من طرف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي أسس للوعي في ساحات الكلية.

وبخصوص مجموع الشهادات والمداخلات المقدمة، افتتح الشهادة الأولى المفكر المغربي وعضو أكاديمية المملكة المغربية، عبد السلام بنعبد العالي، بعنوان: "الفكر العربي درسا فلسفيا"، تلتها شهادة سعيد بنسعيد العلوي، ألقاها نيابة عنه محمد المسعودي، بعنوان: "الألم والقلم".

بعدها، قدمت شهادة عبد الله ساعف بعنوان: "كمال عبد اللطيف وجرأة الفكر"، ثم شهادة خديجة شاكر الموسومة بعنوان: "كمال عبد اللطيف - صدق الحضور وقوة التجاوز".

تلتها مداخلة عبد الإله بلقزيز، التي حملت عنوان: "القليل في حقه: شهادة عن كمال عبد اللطيف"، ثم مداخلة محمد الشيخ بعنوان: "كمال عبد اللطيف: مقام اللطف والبسط والاعتراف"، لتختتم الجلسة بمداخلة لعمر بنعياش بعنوان: "كمال عبد اللطيف: صديق لا يشبه غيره".

واستمرت الجلسة الثانية بمداخلة أولى ليوسف مريمي بعنوان: "مدار التنوير في كتابات كمال عبد اللطيف"، وثانية لعبد السلام طويل موسومة بعنوان: "النظر الفلسفي في المسألة السياسية لدى كمال عبد اللطيف".

أما المداخلة الثالثة، ألقاها نبيل فازيو بعنوان: "كمال عبد اللطيف ونقد الاستبداد، دفاعا عن الحداثة السياسية"، لتختتم الجلسة بمداخلة يوسف بنعدي وعنوانها: "التنوير والتحديث في مؤلفات كمال عبد اللطيف: مسارات ومراجعات".

يذكر أن المفكر كمال عبد اللطيف شغل منصب أستاذ باحث بجامعة محمد الخامس بالرباط، وألف في العديد من القضايا، من أهمها الفلسفة السياسية، وقضايا الفكر العربي، والعدالة، والنهضة العربية.

وحملت مؤلفاته عناوين عدة، من بينها: "في تشريح أصول الاستبداد"، و"المواطنة والتربية على قيمها"، و"قراءات في الفلسفة العربية المعاصرة"، و"العرب والحداثة السياسية"، وكتب أخرى.