شعيرة عيدة الأضحى.. هل أصدرت وزارة الداخلية توجيهات بمنع مظاهرها؟

محمد فرنان

تناقل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، معلومات تفيد بأن "وزارة الداخلية أصدرت توجيهات للحد من مظاهر إحياء شعيرة عيد الأضحي".

غير أن مصدرا مسؤولا نفى بشكل قاطع صحة هذه المعطيات، في تصريح خاص لـ"تيلكيل عربي"، مساء اليوم الخميس.

وأكد المصدر ذاته أن الوزارة "لم تصدر أي توجيه أو قرار أو إجراء يخص عيد الأضحى المقبل"، مشددا على أن كل ما يتم تداوله بهذا الخصوص "لا أساس له من الصحة".

للإشارة، فإن الرسالة الملكية التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 في القناة الأولى، الموجهة إلى الشعب المغربي، التي تهيب بالمغاربة بعدم القيام بشعيرة عيد الأضحى هذه السنة لم تنص على أي من إجراءات المنع.

وجاء في الرسالة الملكية: "شعبي العزيز، لقد حرصنا، منذ أن تقلدنا الإمامة العظمى، مطوقين بالبيعة الوثقى، على توفير كل ما يلزم لشعبنا الوفي للقيام بشروط الدين، فرائضه وسننه، عباداته ومعاملاته، على مقتضى ما من الله به على الأمة المغربية من التشبث بالأركان، والالتزام بالمؤكد من السنن، والاحتفال بأيام الله، التي منها عيد الأضحى، الذي سيحل بعد أقل من أربعة أشهر".

وأضاف أن "الاحتفال بهذا العيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة".

ولفت إلى أنه "حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية، ولهذه الغاية، وأخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود".

وذكر أنه "من منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة، وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: "هذا لنفسي وهذا عن أمتي".

وأهاب بالمغاربة أن "تحيي عيد الأضحى إن شاء الله وفق طقوسه المعتادة ومعانيه الروحانية النبيلة وما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب".

ويذكر أن أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، كشف يوم الخميس 13 فبراير الماضي، أن "القطيع الوطني تراجع ب38 في المائة مقارنة بسنة 2016".

وأضاف البواري، في الندوة الصحفية، عقب انعقاد المجلس الحكومي، أن الأرقام تظهر نقصا حادا في القطيع، وهذا أثر على إنتاج اللحوم".

وأوضح أنه "كنا نذبح في السنوات العادية 230 ألف رأس، وحاليا نذبح 130 أو 140 أو 150 ألف رأس، وذلك بسبب الجفاف الذي وصل إلى سنته السابعة".