شقير: المغرب يتمتع بعلاقات متميزة مع جميع الأطراف الفلسطينية

خديجة قدوري

في خطوة هامة نحو تعزيز العدالة الدولية، أشاد السفير الفلسطيني بالقرار الأخير للمحكمة الجنائية الدولية، واعتبره خطوة محورية في مسار إحياء القانون الدولي وإرساء العدالة للشعب الفلسطيني.

 وفي إطار حديثه عن المواقف العربية، أعرب السفير عن تقديره الكبير للمغرب، مشيدًا بالدور البارز الذي يلعبه تحت قيادة الملك محمد السادس في دعم القضية الفلسطينية، ومؤكدًا أن مواقف المملكة المشرفة تسهم بفعالية في تعزيز الحقوق الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

أكد محمد شقير، الخبير السياسي، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن "القضية الفلسطينية تمثل إحدى الثوابت الراسخة في السياسة الخارجية للمملكة. كما أن الرسالة الملكية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تعكس هذا التوجه بوضوح.

 وأوضح شقير أن "استئناف العلاقات الثنائية مع إسرائيل لم يحل دون استمرار التظاهرات الشعبية المؤيدة للقضية الفلسطينية والمنددة بالاحتلال الإسرائيلي، والتي تُنظم بشكل شبه أسبوعي في شوارع المدن المغربية، كما أن رئاسة المملكة للجنة القدس أسهمت في توظيف وكالة بيت مال القدس كآلية فعالة لدعم سكان المدينة المقدسة والتصدي للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويدها".

وأضاف الخبير السياسي، أن "المغرب قدم مساعدات غذائية متعددة بشكل مستمر، من بينها تلك التي حرص على إيصالها إلى سكان غزة خلال الحرب الدائرة بين حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أن المغرب يُعد من بين الدول العربية القليلة التي نجحت في تمرير مساعداتها إلى غزة عبر معبر رفح".

ولفت إلى أن "المغرب يتميز بجملة من العوامل التي تُمكنه من تعزيز دعمه للقضية الفلسطينية، من بينها حفاظه على علاقات متوازنة مع كافة الأطراف المعنية. فهو يُعد حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة وإحدى الدول التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. كما يمتلك جالية يهودية بارزة في إسرائيل، ما زالت تحافظ على روابطها العميقة مع المغرب".

وأكد شقير أن "المملكة تتمتع بعلاقات متميزة مع جميع الأطراف الفلسطينية، سواء مع السلطة الفلسطينية أو حركة حماس. كما يساهم ترؤس المغرب للجنة القدس، التي تضم الدول الإسلامية، في تعزيز قدرته على دعم القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية والإسلامية".

كما بين الخبير السياسي أن "بين أنه بفضل هذه العلاقات المتوازنة، يستطيع المغرب تحسيس الأوساط الأمريكية وصناع القرار بقضية فلسطين، كما تجسد ذلك من خلال الرسائل التي بعثها العاهل المغربي إلى الرئيس الأمريكي، حيث تناول فيها الوضع المأساوي في غزة والانتهاكات المستمرة من قبل قوات الاحتلال".

قال شقير إن "المغرب يتبنى سياسة مستقلة في تعامله مع الدول الكبرى، حيث يحرص على تجنب الارتباط أو الانحياز لأي دولة عظمى، بما في ذلك الولايات المتحدة التي تعده حليفًا استراتيجيًا في منطقة شمال أفريقيا. ويفضل المغرب تنويع علاقاته الخارجية والتفاعل مع جميع أطراف المشهد الدولي".

واختتم حديثه قائلاً: "وبالتالي، فقد تجسدت رسالة الملك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث دعا إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته في الضغط على إسرائيل لفتح المعبر أمام المساعدات الإنسانية، وحماية المنظمات الدولية مثل منظمة الغوث لتمكينها من أداء مهامها. كما دعا إلى ضرورة الإسراع في وقف إطلاق النار وإبرام هدنة تمهيدًا لإجراء مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق يضمن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس".