شيات: فتح سفارة المغرب بدمشق تتويج للعلاقات التي ربطته بالمعارضة السابقة

خديجة قدوري

قال خالد شيات، الخبير في العلاقات الدولية، اليوم الثلاثاء، إن العلاقات المغربية السورية كانت تقوم، في مراحل كثيرة من نظام بشار الأسد وسلفه حافظ الأسد، على تناقض بنيوي في المحاور والتوجهات والخلفيات الاستراتيجية، ما نجم عنه تباعد كبير رغم أن البلدين يوجدان في منظومة عربية واحدة، لكنهما ينتميان معا إلى فضاء مختلف ومتناقض، لذلك، لم يكن غريبا أن تكون سوريا في السابق ملاذا آمنا للانفصاليين ضد المغرب.

وأوضح شيات، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، بخصوص الإعلان عن إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق، أنه بالنسبة للمغرب، الرهان على نظام كان موجودا لأكثر من 30 سنة في سوريا هو رهان خاسر، لذلك، كان الرهان على المعارضة وعلى تغيير النظام السياسي في سوريا، وهو الأمر الذي أدى إلى سحب وإغلاق السفارة المغربية في سوريا، سنة 2012.

وأبرز المتحدث نفسه أن المغرب استثمر كثيرا في ارتباطه بالشعب السوري ونضاله في هذه المرحلة، وكان هذا أمرا مسترسلا، سواء لإيجاد مستشفيات ميدانية أو بالعمل الدبلوماسي في مجموعة من المنظمات الدولية، بما فيها منظمة الأمم المتحدة.

وأضاف أن الرسالة الملكية الموجهة إلى القمة العربية، والتي تضمنت إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق، تعتبر تتويجا للعلاقات المتميزة التي ربطت بين المغرب والمعارضة السابقة، التي توجد اليوم في سدة الحكم، لذلك، يجب العمل على تسريع العلاقات بأشكال مختلفة، سواء ذات طبيعة سياسية بما فيها قضايا مشتركة، أو ذات طبيعة اقتصادية.

وتابع شيات: "لا ننسى أن سوريا الآن في حاجة إلى إعادة البناء، حيث إنها تحتاج إلى أعمال وأوراش كثيرة، يمكن أن يساهم فيها المغرب بقدر ما هو متاح له في هذا المجال، لذلك فوجود السفارة مسألة مهمة جدا"، مشيرا إلى أن الاعتماد على النظام السوري من شأنه أن يساهم في إيجاد واقع آخر في ما يرتبط بقضية الصحراء المغربية، والدفع بهذا الموقف السوري نحو مداه بالاعتراف بمغربية الصحراء في إطار تعزيز جبهة عربية جديدة تضم المغرب ومجموعة الخليج.

وخلص الخبير إلى أن سوريا في هذا المحور الجديد في إطار تغيير المنظومة العربية، التي كانت تتميز بهذا التباين الجذري بين تيارين، أحدهما يسعى لاستئصال الأنظمة الملكية وآخر ذو طبيعة ملكية تراثية وموجودة منذ قرون، وهذا الأمر أدى إلى هذا التناقل المحوري من الناحية الأولية منذ بداية هذه التيارات التي من أسسها الأولى معاداة الأنظمة الملكية واعتبارها أنظمة غير مناسبة للعالم العربي، والآن نحن باتجاه آخر لبناء منظومة عربية عقلانية وواقعية تحافظ على مكتسباتها كدول وعلى علاقاتها الجماعية والثنائية بالشكل الذي يتناسب مع مصالح متبادلة بأشكال تتناسب مع إيجاد فضاء عربي مندمج ومتكامل.

يشار إلى أن الملك محمد السادس أعلن، في خطاب وجهه إلى القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية المنعقدة ببغداد، عن قرار المغرب إعادة فتح سفارته في العاصمة السورية دمشق.