يتحدث مؤسس "ألفا" لفنون القتال وتدريب الحراس الشخصيين في مدينة مكناس بصوت جهوري عن علاقاته بالإسرائيليين ونوعية رياضته التي يقول إنه مبتركها وهي تجمع بين نوعين إسرائيلي وروسي، ويقر عبدالقادر إبراهيمي في استنطاق "تيل كيل" بأنه يهودي الديانة، لكنه مع تعدد الزوجات، كما أنه يقول بأن وسائل الإعلام ساقت مغالطات كثيرة في حقه.
وكانت المحكمة الابتدائية في بني ملال قد أمرت بإحالة مدير معهد "ألفا" عبد القادر إبراهيمي، على مستشفى الرازي للأمراض العقلية بمدينة برشيد.
تصنف من بين أفضل 14 مدرب للرياضة القتالية "كراف ماغا" في العالم، أهذا نوع من القتال الخفيف؟
لم أقبل أبدا أن يجري تصنيفي، وإلا فإني سأضع نفسي ضمن المراتب الثلاث الأولى، إذ أن أسلوبي في التدريب يخول لي تكوين قادة مقاتلين في أقل من ثلاثة أشهر.
وهنا لابد أن أشير إلى أنني استقبلت، بكل تواضع، أسماء بارزة في عالم التدريب القتالي، وهم خبراء لا يمكن أن يتنقلوا إلى هنا من أجل سواد عيوني.
سنعود إلى هذا الموضوع، لكن ماذا يفعل ابن كرسيف في منطقة تقع في جبال الأطلس المتوسط؟
والدي يتحدر من بومية، واشتغل كأحد حراس المياه والغابات، وكنت أرافقه في كل التنقلات التي عرفها في مساره المهني. أما هنا في أغبالو نسيردن التابعة لإقليم ميدلت، فأشرف على تدريبات وتكوينات خاصة بحراس الأمن. أما مقر عملي فيوجد في مدينة خنيفرة.
يقال إنك اعتنقت الديانة اليهودية، فهل الإسلام لم يعد مربحا؟
إنها مسألة تتعلق بالإيمان والعقيدة وهي علاقة بين الفرد وخالقه، أفلا يضمن القانون المغربي حرية المعتقد؟ كما أنني لا أمارس التبشير في هذه الحالة. كما أن اليهودية ليست ديانة تبشير أو دعوة منذ أزمنة خلت. أما في ما يتعلق بماتزعمونه عن الربح، أود أن اقول لكم إنني لست "مرايقي"، ولا أتوصل بأي إعانات مالية من الخارج أو من الداخل، كما أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية اطلعت على تفاصيل حساباتي البنكية.
من هؤلاء الخبراء الشداد الذين زاروك؟
يمكنني أن أذكر على سبل المثال لا الحصر، إيمانويل تراكسيل الحارس الشخصي للرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، وهو بالمناسبة صهر الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، وهو من سلمني "النجمة الأوروبية للإخلاص المدني والعسكري". كما أنني استقبلت أيضا كلود دو فونسيكا وهو قبطان في الجيش الفرنسي وحارس شخصي سابق للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، كما زارني أمريكو دا سيلفا وهو منسق في صفوف الشرطة الفرنسية. كما جرى توشيحي بميدالية الشباب والرياضة والانخراط الجمعوي.
وماذا عن الإسرائليين؟
هناك إعيش الماليش المكلف بحراسة السجون في إسرائيل، والذي صار صديقا لي، وهو للإشارة يتحدر من أصول مغربية وتحديدا من مدينة وجدة، وقد رافقته في زيارة قبر جده المدفون بالمقبرة اليهودية بالدارالبيضاء.
كما استقبلت يهودا أفخفير، وهو ابن إيلي أفخفير، أحد مؤسسي رياضة "كراف ماغا" وهو أيضا متحدر من مدينة صفرو، وهي الزيارة التي أفقدت معادي التطبيع عقولهم، خاصة مناضلي حزب العدالة والتنمية.
لكن بالمقابل، جرى اتهامك بتهديد أمن واستقرار المغرب، وأنك تساهم في صناعة ميلشيات موالية للصهاينة، حسب ما اتهمتك به المديرية العامة للأمن الوطني؟
لو كنت أحد قادة "البيجيدي" لجرى الاحتفاء بي وبشجاعتي، لقد كنت أصرح وأعلم دوما بكل الشخصيات التي تزورني أو تنوي زيارتي خاصة إن كانت هذه الشخصيات قادمة من الخارج، وبإمكان السلطات المختصة أن تتأكد من كلامي.
أما في ما يتعلق بأسلحة التداريب، فإن المديرية العامة للأمن الوطني تأكدت بأنها أسلحة بلاستيكية لا أكثر ولا أقل، ولو كانت كل المزاعم والإشاعات التي روجت في حقي صحيحة، لكنت رهن الاعتقال حاليا.
هل تأثرت بالتغطية الإعلامية التي تحدثت عنك وعن معهدك؟
أعتقد أن الصحافة المغربية لا ترى إلى القصة من زاوية إيجابية، فهي دوما تنظر إلى الكأس بنصفه الفارغ فقط، والسبب أن المغاربة يجرون دوما وراء "البوز".
لقد تلقيت تهديدات بالقتل، بعضها كان وراءه أشخاص محسوبون على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي أجدر بها أن تحرر فلسطين إن كانوا قادرين على ذلك، عوض ملاحقتي.
لكن أكثر الأمور التي خيبت أملي، هي موقف مدربي وأستاذي عبدالله مجداوي، والذي بالمناسبة يعمل حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، كمدرب لإحدى القوات الخاصة الإماراتية، فالموقف التي اتخذه في حقي ناتج عما قرأه وسمعه، وهي تقارير كتبتها جهات مقربة من حزب العدالة والتنمية.
لكن لم تقحم العلم الإسرائيلي في خلفيات معهدك؟
لانه بكل بساطة، عندما نمارس رياضة الكاراطي، فإنه من العادي أن نرى أعلام اليابان، والأمر ذاته ينطبق على رياضة التيكواندو وعلم كوريا الجنوبية، ثم أليس هذان الشعبان بوذيان، ونحن نعلم ما يتعرض له المسلمون في بورما على يد البوذيين أيضا، ثم أليس اليهود أبناء عمومتنا. إن هذا التناقض هو ما يسليني عندما أقارن بين تنصيب الأعلام المختلفة.
لماذا جميع الشهادات التي حصلت عليها معترف بها في الخارج وليس في المغرب؟
على المغرب أن يعترف أولا برياضة "كراف ماغا"، وبما أن هذه الرياضة غير معترف بها هنا، فإنه كان علي أن أبحث في مكان آخر عمن يعترف بي حتى أتمكن من متابعة تكويني وتدريباتي، فبكل تواضع أعتبر من رموز هذه الرياضة.
هل فكرت يوما في الهجرة بطريقة غير شرعية "الحريگ"؟
نعم، سواء كانت هجرة بطريقة شرعية أو غير شرعية، لأنه عندما ترى أن هناك عشرات المتابعين لك من الخارج عبر "يوتوب"، بينما كل ما تتلقاه في بلدك ومن بني جلدتك هو الاحتقار والاستصغار، فأكيد أنك ستفكر في الهجرة، وأنا لا أفهم لماذا يحارب المغاربة النجاح؟
حاولت إضرام النار في نفسك سنة 2014، فهل اعتقدت أنك بوعزيزي آخر؟
لقد جرى توقيفي لأنني خضت سلسلة احتجاجات، قبل أن يخلى سبيلي في ما بعد، حينها كنت مضطرا إلى الاحتجاج لأن السلطات رفضت منحي رخصة فتح ناد رياضي، إد أن قرية أغبالو لم تكن تتوفر حينها على أي صالة للرياضة، غير أن انضمام السكان لي ودعمهم من أجل الحصول على ترخيص لتدشين النادي الرياضي غير الأمور.
وما أود الإشارة هنا، هو أن الإحساس بـ"الحگرة" هو ما يجعلنا نفقد أعصابنا ونفكر في ارتكاب أشايء فظيعة، لكن بعد مرور أربع سنوات، يمكن القول أني نضجت وصرت أكثر تحكما في طاقتي.
خلال فترات التدريب هل تتحدثون في أمور سياسية؟
إن وضعياتنا لا تسمح لنا بذلك، وهو الأمر نفسه بشأن الحديث في الاختلاف الديني أو العقائدي، وقد كنت طردت الكاتب العام للنادي لهذا السبب.
ابتكرت نوعا قتاليا جديدا هو مزيج بين "كراف ماغا" ونوع قتالي روسي، ما أعطى "فرابدو"، فهل اتهمت بأنك عميل للمخابرات الروسية "إف إس بي"؟
إن من يروج لمثل هذه الادعاءات استغل نصبي لأعلام إسرائيلية حتى يربط بيني وبين الموساد الإسرائيلي، كما أنهم يعلمون أن الروس لن يأبهوا بمثل هذه الاتهامات.
معهدك يحمل اسم "ألفا" لماذا لم تختر اسم "ألف" وهو أول حرف في الأبجدية العبرية؟
إنها فكرة نيرة. في الحقيقة، اسم "ألفا" هو الاسم الذي منحته لأول معسكر أقمناه من أجل التدريب، لأنه الحرف الذي يبتدا به اسمي، كما أن "ألفا" رمز عسكري بامتياز. كل ما في الأمر أن الصحافة خلطت الأوراق كثيرا في قضيتي، وذهب البعض منهم إلى أني أقحمت كلمة إسرائيل في تسمية المعهد.
أنت من أنصار تعدد الزوجات، كما أنك متزوج بسيدتين، فما موقف اليهودية من تعدد الزوجات؟
على النقيض تماما من الإسلام، فتعدد الزوجات أمر مرفوض وغير مسموح به في الديانة اليهودية، لكني لا أرى أي تناف في ذلك، بما أن القانون المغربي يقنن هذه المسألة، ويسمح للرجل بتعدد الزوجات، فلماذا لا أنعم بهذا الحق.
وما أريد توضيحه في هذه النقطة هو أن على المغاربة أن يفرقوا بين المعتقدات الشخصية للفرد وبين حقه في الانتماء لأمة تجمعنا.