في أروقة جناح مرضى السرطان بالمستشفى الجامعي ابن رشد، تنبعث أصوات همسات متقطعة من زوايا المكان، تكشف عن مآسي ونجاحات كل مريض. هنا تتداخل، قصص الشجاعة مع لحظات الضعف، ويتردد أنين الألم في ثنايا الجدران، كأنه صدى لأوجاع الأرواح. بينما كانت إحدى النساء تتحدث عن تجربتها الشخصية، تعكس كلماتها عمق المعاناة التي تشدها إلى قاع الألم، وتجعل من تجاربها مصدر إلهام للآخرين، تتعالى أصوات الأمل في حديثها، لتعيد رسم صورة مشرقة عن الحياة حتى في أحلك اللحظات.
وفي خضم الظلام الذي يكتنف نساء مصابات بسرطان الثدي، يبرز شعاع من الأمل يتلألأ في قلوبهن، فبينما يواجهن تحديات قاسية ومؤلمة، يجدن في تجارب بعضهن مصدر إلهام وقوة، تتشكل بينهن روابط غير متوقعة، حيث تتآلف الأرواح وتتشارك الألم والأمل في آن واحد.
في هذه الدائرة من الدعم المتبادل، يتضح أن الألم قد يتحول إلى حافز للتغيير، وأن الأمل يظل حاضرا، حتى في أحلك اللحظات. يتعانق الحزن مع الإرادة، مما يمنح كل واحدة منهن الفرصة لكتابة فصل جديد في حياتها، فصل يفيض بالشغف والتحدي حيث تستمد القوة من تجارب الأخريات لتجاوز قسوة المرض نحو إشراقة جديدة من النور.
صرخات من الألم في مواجهة السرطان وغياب الدواء
في رحلة البحث عن نساء يواجهن هذا الألم في صمت، يستعرض "تيلكيل عربي" قصصا مؤلمة من عالم يعج بالمعاناة، في أروقة المستشفيات، حيث يسكن الوجع بين جدران الانتظار، نجد نساء يقاومن مرض السرطان كمعركة يومية، عيونهن تعكس صراعات داخلية عميقة، وكأن كل نظرة تخفي تاريخا من الألم والفقد. أصواتهن المرتعشة بالضعف، تشبه صرخات من الأعماق، تعبر عن معاناة لا تحتمل بينما يحاولن التمسك بأمل هش وسط الظلام. هنا تتجلى قوة لا تقهر، تحمل في طياتها حكايات تستحق أن تروى.
في هذا السياق، تحدثت نزهة، البالغة من العمر 27 عاما بصوت مليء بالحزن والضعف، وكأن كل كلمة تحمل عبئ معاناتها، عيناها تعكسان صراعا داميا مع مرض السرطان، الذي اقتحم حياتها وأخذ منها بريق الأمل، تسرد قصتها وكأن كل كلمة تنبض بألم عميق، وكأن صوتها يحمل نداء للمساعدة "اكتشفت أنني مصابة بالسرطان في عام 2017" تقول ذلك بصوت خافت وكأنها تعيد فتح جرح قديم لا يزال ينزف.
خلف ابتسامتها الباهتة، تختبئ مشاعر الفقد والانكسار "لقد عانيت كثيرا، وكان المستشفى بالنسبة لي جحيما، كنت أواجه نقص العلاج والأجهزة المعطلة". نظرت نزهة بعيدا ثم أضافت " أنا متزوجة، ولدي طفل صغير زوجي يعمل لكن مداخيله لا تكفي لتغطية تكاليف علاجي الشهري. أشعر بالعجز، وكأنني أضع عبئا ثقيلا على كاهله".
ثم تطرقت إلى الدعم الذي حصلت عليه، قائلة:" ساعدتنا جمعية في توفير الدعم النفسي والمالي، لم أعد الشخص نفسه بعد انضمامي لهم. قبل سنوات، لم أستطع حتى أن أذكر لأحد أنني مصابة بالسرطان، كان الموضوع يبدوا كأنما هو "طابوا". لكن اليوم، أصبح الحديث عن مرضي أسهل، لقد تقبلت هذا المرض المرير".
تنهدت بعمق، وأكملت:" لقد مضت حوالي ستة أشهر منذ أن توقفت المستشفيات عن توفير علاجاتنا. حتى قبل ذلك، كانت العلاجات متقطعة وغير منتظمة، وكنا نعيش في قلق دائم. في كل مرة كنا نحتج أمام المستشفيات الجامعية، كنا نأمل أن تتحقق المعجزة، لكن كنا نشعر وكأن حياتنا تعتمد على رغبات الآخرين".
وفي سياق متصل، قالت غزلان التي تبلغ من العمر 38 عاما، بصوت مشحون بالعواطف "عندما تلقيت خبر إصابتي بهذا المرض، شعرت كأنني أسقطت في دوامة من الخوف والقلق، لم أكن أتوقع أن أواجه هذا التحدي خاصة في سن مبكرة".
وتابعت غزلان، معبرة عن امتنانها" لحسن حظي كنت مشمولة بالحماية الاجتماعية. لكنني أعلم تماما كم يمكن أن تكون الأمور صعبة لشخص آخر لا يملك هذه الحماية، خاصة في تلك اللحظة الحرجة التي تتطلب الدعم الفوري".
تتذكر غزلان، تلك الفترة العصيبة قائلة: "عندما مرضت لأول مرة، كانت فترة أربعة أشهر من الانعزال التام، رفضت رؤية أي شخص، كنت أشعر بالخوف والقلق وكأنني أعيش في عالم مظلم، لكن بعد تواصلي مع إحدى الجمعيات، شعرت أنني وجدت بصيصا من الأمل، انضممت إلى الأنشطة التي تنظمها، وكأنني وجدت نفسي بين نساء أخريات تحملن نفس الأعباء، مما أعطاني شعورا بالقوة".
وعن الأدوية، قالت غزلان بنبرة حزينة ومفعمة بالأسى: "هناك نساء في المستشفيات العمومية يواجهن صعوبة كبيرة في الحصول على الأدوية الضرورية لإنقاذ حياتهن، بينما تقدم المستشفيات الخاصة الأدوية، إلا أن الكمية ليست كافية".
وعندما تلقت نزهة، التي تبلغ الآن 61 عاما، خبر إصابتها بسرطان الثدي وهي في السادسة والخمسين، كان وقع الخبر صادما على عائلتها. خاصة على ابنتها التي واجهت الأمر بصعوبة كبيرة. ورغم الخوف الذي تسلل إلى قلبها قررت نزهة مواجهة التحدي بشجاعة وبدأت رحلة التعافي بعزيمة وإصرار.
على مدار خمس سنوات من العلاج، واجهت نزهة الكثير من التحديات، لكنها لم تسمح للمرض بأن يحدد مسار حياتها. اتبعت نصائح الأطباء بدقة، مما ساعدها على إعادة هيكلة حياتها بشكل إيجابي.
انضمت إلى جمعية لدعم المرضى، "وهناك وجدت مساحة آمنه للتعبير عن مشاعرها والتواصل مع نساء أخريات عانين من نفس المرض، هذه اللقاءات كانت بمثابة شعاع أمل، حيث قدمت لها قصص الشفاء والتحدي دفعة قوية للاستمرار".
هذه الفجوة تخلق معاناة عميقة، وكأن النظام الصحي يترك خلفه من هم في أمس الحاجة إلى الدعم والرعاية، إن هذا الوضع لا يحتمل، ويزيد من الألم والقلق، وكأننا نعيش في عالم يفضل فيه البعض على الآخر، مما يضاعف معاناة من يكافحون من أجل البقاء.
لطيفة الشريف، رئيسة جمعية أصدقاء الشريط الوردي، تعكس قصة كفاح ملهمة، في سن الخمسين تلقت لطيفة خبرا غير متوقع بعد إجراء فحص بسيط حيث اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي. وأفادت بأن "الإعلان كان بمثابة صدمة، لكنني أخذت الوقت الكافي لفهمه وقبوله قبل أن أقرر ما يجب فعله بعد ذلك".
جمعيات لدعم مرضى السرطان: سد الفراغ في رحلة العلاج والأمل
تتجلى معاناة مرضى السرطان في المستشفيات في صورة مأساوية؛ فبين جدران تفتقر إلى الأمل، يواجهون غياب الأدوية الأساسية التي تعني لهن الحياة. تعكس عيونهم القلق واليأس، حيث تزداد مشاعر العزلة مع كل يوم دون علاج. في لحظات الانتظار الطويلة، يشعرون وكأنهم عالقون في نفق مظلم، مما يعمق جراحهم النفسية والجسدية. هذه المعاناة تجسد صراعا إنسانيا يحتاج إلى مساندة حقيقية ليخرج من ظلمات المرض إلى نور الأمل.
في هذا الصدد، أوضحت رئيسة جمعية أصدقاء الشريط الوردي أن "مرضى السرطان يواجهون في كثير من الأحيان صعوبة في الحصول على تغطية بعض الأدوية التي لا تتضمنها قائمة الأدوية المعتمدة، مما يجبرهم على تقديم طلبات خاصة للحصول على هذه العلاجات".
وأشارت رئيسة الجمعية إلى أن "الجمعيات التي تغطي أدوية المرضى نادرة جدا، حيث إن بعضها يأتي بأسعار باهضة. وفي المقابل، تركز جمعيتنا على الجانب النفسي للمرضى، إيمانا منا بأن الدعم العاطفي يعد جانبا حيويا من رحلة التعافي".
وأكدت لطيفة شريف، أنه "من الواجب على السياسيين، خاصة أولئك المنتمين إلى الأغلبية الحكومية، أن يرفعوا صوتهم للدفاع عن حقوق المرضى دون استثناء، يجب عليهم أن يكونوا حريصين على تعزيز الدعم والرعاية الصحية اللازمة لكل من يحتاجها".
وفي سياق متصل، قالت حسناء بوشمة، رئيسة جمعية الطموح لدعم مرضى السرطان، إن "المستشفيات تواجه نقصا في عدد من الأدوية الأساسية للمرضى المصابين بالسرطان، خاصة العلاجات الهرمونية، وعلى سبيل المثال، في مركز محمد السادس كانت العلاجات الهرمونية في نقص منذ ما يقرب من 6 أشهر".
وأضافت بوشمة قائلة: " تم توقيع اتفاقية شراكة بين جهة الدار البيضاء-سطات، والمديرية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والمجلس الجماعي للدار البيضاء. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقية بعد، ونحن ننتظر توقيع وزير الصحة، علمًا بأنها تم توقيعها في فبراير، والأدوية لا تزال مفقودة لعدد كبير من المرضى".
وتابعت العضوة في جمعية الطموح: “هناك مشكلة أخرى، تتعلق بارتفاع تكلفة العلاجات بشكل كبير. على سبيل المثال، مريضة تعاني من الفقر يتوجب عليها دفع 24,000 درهم شهرياً للحصول على وصفة علاج Ibrance، ولكن مع AMO تدفع حوالي 1,400 درهم فقط للاستفادة من نفس العلاج. ومع ذلك، تحتاج هذه المريضة أيضًا إلى شراء وصفة علاج Anastrozole وربما أدوية أخرى حسب حالتها الصحية. نحن نتحدث عن امرأة تعيش في ظروف صعبة، غير متعلمة ولا تعمل. وحتى إن وجدت بطريقة ما وسيلة لتغطية كل هذه النفقات، فإنها ستواجه نقصاً في العلاجات عندما تذهب إلى المستشفى".
في هذا السياق، أشار مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء في تصريح لـ"تيلكيل عربي" إلى أنه بخصوص الأدوية، أظهر تقرير المجلس الأعلى للحسابات، أنه ليس من حق جماعة الدارالبيضاء القيام بتسويق الأدوية، وجب أن تكون شراكة مع وزارة الصحة والبحث عن الطريقة الأنجح، حيث لا ينبغي للجماعة أن تتولى هذه المهمة، كما أنه لا تتوفر لدينا الإمكانيات اللازمة للتخزين.
الدعم النفسي: خطوة أساسية نحو العلاج
في ظلال الألم، تواجه نساء مصابات بسرطان الثدي تحديات نفسية وجسدية مؤلمة، تكتنفهن مشاعر الخوف والعزلة، حيث تزداد معانتهن وسط أحكام المجتمع. في لحظات الانتظار، يشعرن وكأنهن عالقات في نفق مظلم، وهن بحاجة ماسة للدعم والمساندة لتجاوز هذه المحنة واستعادة الأمل في الحياة.
في هذا السياق، قالت مريم بولماني، أخصائية نفسية:" أول مشكلة أواجهها عند لقائي بالنساء المصابات بسرطان الثدي، سواء في المستشفيات أو خلال الجلسات الفردية والجماعية، هي نظرة المجتمع. نلاحظ دائما أنه عند معرفة إصابة شخص ما بالسرطان، يشعر الكثيرون أن هناك شيئا يجب إخفاؤه".
وأضافت الأخصائية، أنه "عندما تكتشف المرأة أنها مصابة بالسرطان أو بورم، تشعر وكأن حياتها قد انتهت، إذ يربط الكثيرون السرطان بالموت، حتى أن بعض الأشخاص عند معرفتهم بإصابة امرأة بالسرطان يتعاطفون معها كما لو كانت حياتها قد انتهت بالفعل".
وتابعت بولماني، أن "هذه الصورة تجعل المرأة تشعر بخوف كبير، فهي ليست على دراية بما سيحدث لاحقا ولا تستطيع استيعاب الأمر. من الناحية النفسية، تشبه هذه الحالة تجربة الصدمة، كما أن الطريقة التي تعلم بها أنها مصابة بالسرطان تؤثر بشكل كبير، حيث نجد العديد من النساء يعانين بسبب تلك الطريقة".
واسترسلت قائلة، "مع مرور الوقت، وعند تواصلها مع نساء أخريات يعانين من نفس المرض، تبدأ في فهم الأمور تدريجيا. لم تعد تركز فقط على الأحكام المسبقة التي وضعت أمامها. عندما تعيش التجربة بطريقتها الخاصة تبدأ في تجاوز المقارنات مع الآخرين، مما يعزز قدرتها على التكيف واستعادة شعورها بالهوية".
وفي سياق متصل، أفادت بأن "العامل النفسي يلعب دورا حاسما في علاج مرض السرطان، حيث يؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية، سواء من حيث المناعة أو الأفكار التي تراود المريض أو حتى نظامه الغذائي. لذلك من الضروري، ألا تبقى المريضة وحدها، فالتواصل مع الآخرين والاستماع إلى قصص إيجابية لأشخاص تم شفائهم، وتجربتهم المتشابهة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي. الحصول على الدعم من الناس يعد أيضا جزءا أساسيا في هذه الرحلة".
وعن دور الإعلام، قالت الأخصائية: "من بين الأمور التي تقلل وصمة العار وهو الدور الهام للإعلام، عندما يتم تناول قضية معينة ويتم تقديمها بالشكل الصحيح، نعمل على جعلها تبدو عادية، هذا يساعد المرأة مثلا من التغلب على مخاوفها، حيث تتمكن من رؤية جميع جوانب المرض بشكل شامل".
هذا وتلعب وسائل الإعلام دورا حيويا في تسليط الضوء على قضايا مثل سرطان الثدي، حيث يمكنها نقل رسائل إيجابية تدعم الأمل والتفاؤل في نفوس المرضى وأسرهم مع إبراز قصص النجاح التي تجسد إرادة الحياة والانتصار على المرض. ومع ذلك، يبقى من الضروري أن تتناول وسائل الإعلام الجوانب الصعبة والتحديات التي تواجهها النساء المصابات ولكن بأسلوب مفعم بالتعاطف والرفق، بحيث يتم التعبير عن الحقائق المؤلمة بلغة مخففة تجنب إثارة الخوف، وتساعد في رفع الوعي دون الإضرار بالحالة النفسية للمرضى.
وبالنسبة لتواصل الأطباء مع المرضى، قالت الأخصائية، "توجد خطوات يمكن اتخاذها لتحسين هذا التواصل. أولا، يجب أن يتمكن الطبيب من إيصال المعلومات للمريض بطريقة مبسطة، تتضمن الأمل والحلول، على الرغم من أن المريضة قد تكون في حالة صدمة، يجب أن تتلقى إشارات على وجود خيارات متاحة، ينبغي على الطبيب أن يوضح أن هناك طرق متعددة لتجاوز هذه المرحلة".
وأشارت إلى أن "فهم النساء لطريقة عمل الطبيب أو المصطلحات المستخدمة ليس دائما سهلا، فإن تبسيط المعلومات يعد أمرا بالغ الأهمية. إذ كلما قام الطبيب بتوضيح الرسالة بشكل بسيط، كان ذلك أفضل للمريض. كما أن التركيز على العامل النفسي له أهمية كبيرة، خاصة عندما نحتاج إلى شرح الآثار الجانبية المحتملة، يجب أن نكون دائما مستعدين نفسيا، لأن هذا يساعد المريض بشكل كبير، حيث يجعلها مهيئة نفسيا ولا تخاف من المجهول".
ولفتت إلى أن "التحضير النفسي يعد أمرا بالغ الأهمية، إذ يقلل من مشاعر الخوف بشكل كبير. كما أن التواصل مع المريضة ضروري، حيث يمكنها التعبير عن مخاوفها، مما يساعدها على التعرف على ذاتها بشكل أعمق".
وفيما يخص مجموعات التواصل، أوضحت الأخصائية:" نهدف في هذه المجموعات إلى خلق مساحة آمنة حيث يمكن للمرأة أن تتحدث عن تجربتها الشخصية مع مرض السرطان، تستمع النساء الأخريات في جلسة مغلقة، مما يسمح للمريضة عن كل ما تشعر به دون خوف من الحكم أو وصمة العار. هذه البيئة تساعدها على التقدم وتخفف من معاناتها، وتمكنها من قبول مرضها ومحاربة التحديات من أجل نفسها ولأسرتها تعتبر هذه اللقاءات الجماعية مهمة جدا في هذا السياق".
وأشارت الأخصائية، إلى أن "العديد من النساء لا يركزن على صحتهن بقدر ما يشغلهن التفكير في تكاليف العلاج، خاصة إذا كن غير مشمولات بالتغطية الصحية. هذا الانشغال بالمسائل المالية يسبب لهن شعورا بالخوف".
وأكدت أن تدخل الجمعيات الخيرية يعد أمرا مهما للغاية الذي يحتاجه المرضى. ومن الضروري أن يستمر الدعم النفسي، خاصة في ظل التحديات العاطفية المرتبطة بالمرض، مثل الخوف من الموث، وفقدان الأنوثة، بالإضافة إلى القلق بشأن كيفية تدبير النفقات المالية للعلاج".
يعد فقدان الشعر من التجارب المؤلمة التي تواجهها النساء المصابات بسرطان الثدي، إذ يعتبر الشعر رمزا للأنوثة والجمال، وفقدانه يولد شعورا بالضعف ويضيف عبئا نفسيا إلى المعاناة الجسدية، كما تعتبر جراحة استئصال الثدي Mastectomie من القرارات الصعبة، حيث تؤثر على صورة الذات والإحساس بالأنوثة. لكن رغم هذه التحديات، تجد العديد من النساء القوة لمواجهة التغيير بثقة، مستندات إلى الدعم النفسي والاجتماعي، ليصبحن رمزا للشجاعة والإصرار.
واختتمت حديثها بالإشارة إلى أن "المرافقين للمرضى يحتاجون أيضا إلى دعم نفسي، إذ نهم يتعرضون لضغوطات عاطفية وصحية قد تكون مؤلمة. على سبيل المثال هناك مريضة تقبلت مرضها وتعايشت معه، ولكن أبنائها وقعوا في دوامة من الاكتئاب. لذا من الضروري توفير الدعم النفسي لهم".
أدوية السرطان: نقص يؤرق المرضى
أفاد طبيب مختص في علاج السرطان "بوجود نقص مستمر في أدوية العلاج الكيميائي، مشيرا إلى أن هذا النقص لا يستمر لفترات طويلة عادة. ورغم أن المستشفى يحتفظ بمخزون من هذه الأدوية، إلا أن الكمية المتاحة لا تلبي احتياجات جميع المرضى. ونتيجة لذلك، يضطر العديد من المرضى إلى شراء أدويتهم بأنفسهم.
وأضاف الطبيب، أنه بينما يستفيد بعضهم من التغطية الصحية (AMO) ويتم تعويضهم عن التكاليف، يجد آخرون، الذين لا يتمتعون بأي تغطية صعوبة في الحصول عليها".