"لن أصمت بعد اليوم"، هكذا تحدث صلاح الدين مزوار رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، عندما نظم اليوم ندوة صحفية، اليوم الخميس بالدار البيضاء، بعد استقالة نائبة فيصل مكوار، أمس الأربعاء، مضيفا أنه يتوقع استقالات جديدة.
وفاجأت استقالة فيصل مكوار، الكثيرين من متابعي أحوال الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث رأوا في ذلك مؤشرا على صعوبات تعرفها المنظمة التي تمثل مصالح رجال الأعمال، خاصة أنها جاءت يوما واحدا بعد الإعلان عن مغادرة مدير الاتحاد، فاضل أكومي، وشهرا وحدا فقط بعد استقالة حماد كسال، رئيس لجنة آجال السداد، وقبل ذلك، كان لافتا إقدام أحمد رحو على الاستقالة، هو الذي كان يشغل لجنة مناخ الأعمال.
لم يكشف فيصل مكوار، الذي شكل، قبل عام ثنائيا مع صلاح الدين مزوار من أجل خوض انتخابات رئاسة الاتحاد لمقاولات المغرب، عن أسباب استقالته من منصب نائب الرئيس، خلافا لما فعل حماد كسال، الذي رد استقالته إلى ما يعتبره غياب الرؤية وغياب الشجاعة في مواجهة اللوبيات وتوظيف الاتحاد لأهداف لتحقيق أهداف انتخابية، منتقدا غياب الشجاعة في معالجة مشكلة، آجال الأداء، خاصة أنه اقترح معاقبة الشركات الخاصة التي لا تؤدي ما في ذمتها للمقاولات الصغرى والمتوسطة.
لم يخض مزوار اليوم في تفاصيل الاعتبارات التي أفضت إلى استقال فيصل مكوار وحماد كسال، غير أنه ذهب إلى أن الأمر له علاقة بالرؤية حول طريقة الاشتغال، حيث أشار إلى أنه ارتأى عدم اكتفاء نواب الرئيس بدور تمثيلي، بل سعى، كما يقول، إلى دفعهم للانخراط في الإشراف وتنسيق عمل لجان الاتحاد، بما يساعد على التقدم في الملفات التي تهم المقاولة، في الوقت نفسه، يشير إلى أنه استعان بخبرات جديدة، حيث يتجلى من حديثه أنه ذلك يواجه نوعا من المقاومة، وهو أمر يراه طبيعيا في حياة المنظمة.
وذهب إلى أنه سعى، باعتباره رئيسا للاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى نوع مختلف من الحكامة، عبر إرساء طريقة مختلفة في الاشتغال، تقوم على الامتثال للقواعد وتحميل المسؤوليات ويفرض ملاءمة الكفاءات وتطويره، مشيرا إلى هناك خلافات لها علاقة في بعض الأحيان باعتبارات ذاتية، مؤكدا على أن القرارات حول طريقة الاشتغال اتفق عليها من قبل الهيئات المختصة في المنظمة.
ويؤكد على أن تقديم فيصل مكوار لاستقالة، افتقد للياقة، مادام أقدم عليها دون الجلوس من أجل مناقشة الأم، مشددا على أن علاقتهما بنيت على الثقة وتقاسم المسؤوليات، مشيرا على أنه عدم يجري الاشتغال في جو من الثقة، يجب الالتزام إلى الآخر، معتبرا أن لا شىء يبرر قرار الاستقالة.
ويبدو من حديث مزوار أن صفحة نائبه السابق طويت أربعة عشرة ساعة بعد حديث الإعلام عن استقالته، حيث أوضح أنه سيعين خليفة مؤقتا له، في انتظار تكريسه نائبا له في أول جمع عام للاتحاد العام لمقاولات المغرب.
غير أنه في حديثه يبدو أن رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، يستعد لتلقي استقالات أخرى، بعد مغادرة كسال ومكوار، مشيرا إلى أنه هناك تحركات واجتماعات تعقد من أجل ذلك.
وعند سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الأمر بمؤامرة، يجيب مزوار، بأن هناك ممارسات وتحركات، لم تتجلى خيوطها بعد، مؤكدا أنه سيقدم توضيحات أكثر عندما تتوضح الصورة لديه.
رغم الرجات التي تعرفها المنظمة التي تمثل مصالح رجال الأعمال، فإن صلاح الدين مزوار، يشدد على أنه مستمر على رأس الاتحاد العام لمقاولات، مشددا على أنه حظي بتأييد 80 في المائة من الهيئة الناخبة، قبل عام، يؤكد على على أنه سيواصل معركته، ملوحا بالعودة للتوضيح عند يقع تطور أي تطور جديد، قائلا" لن أصمت، وباق على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب ولن يمعني أي أحد من العمل ".