طلبة الطب يعلنون عودة احتجاجاتهم وهذه تفاصيل مطالبهم

أحمد مدياني

تستعد التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في المغرب، لاستئناف جميع أنشطتها بعدما قررت تعليقها في وقت سابق، بسبب تفشي جائحة فيروس "كورونا"، وإعلانهم الإنخراط في مواجهتها وتأجيل جميع النقاط الخلافية والعالقة بينهم وبين وزارتي الصحة والتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

وأصدرت التنسيقية بلاغاً توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، يتضمن مجموعة من المطالب، ويقترح تنظيم مناظرة وطنية للصحة تناقش بالأساس مستقبل القطاء على ضوء ما خلفته جائحة فيروس "كورونا" المستجد، منظارة يقترح طلبة الطب أن يصدر عنها ميثاق وطني توقع جميع الأطراف المتدخلة في القطاع.

وقال طلبة الطب في بلاغهم، إنه "في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها المغرب، والتي جعلت جميع مكونات المجتمع تشتغل في نكران للذات وبكل وطنية من أجل الدفاع عن الأمن الصحي لأحبائهم وعائلاتهم. طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، وبحكم موقعهم داخل المنظومة الصحية وإدراكهم لحجم التحدي أمامها ونقص الأطر والامكانيات، وبالأساس حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بكونهم يشكلون النواة المستقبلية للمنظومة بالمغرب، فقد انخرطوا بشكل موحد وتطوعي في محاربة الجائحة.

وأضوح الطلبة في بلاغهم  أن "هذا الانخراط أخذ أشكالا عدة، إما عبر مرابطة ومداومة الأطباء الداخليين - طلبة السنة السابعة - أو من هم على مشارف التخرج بمصالح المستعجلات  ومصالح الاستشفاء الخاصة بمرض (كوفيد-19)، بالمستشفيات الجهوية والإقليمية عبر ربوع المملكة، وخصوصا بالجهات التي سجلت أعداد إصابات عالية، وإما عبر تطوع الطلبة الخارجيين لتلقي مكالمات المواطنين بمراكز الاتصال "ألو 141"، ومواصلة طلبة السنة السادسة لعملهم في المصالح الاستشفائية الجامعية، أو في وحدات التدخل الطبي السريع الخاصة بـ(كوفيد-19) ومصالح المختبرات والتحاليل".

وأضاف بلاغ التنسيقية الوطنية لطلبة الطب، أن "الشهور السابقة كانت فرصة من أجل التضامن المجتمعي عبر مبادرات عدة، نذكر منها مبادرة (مد يديك) بتنظيم من مكاتب الطلبة والتي استفادت منها المئات من العائلات المعوزة على الصعيد الوطني".

وطالب الطلبة فب بلاغهم الدولة بـ"ضرورة جعل مرحلة ما بعد الجائحة، فرصة لتقييم الوضع الصحي بالبلاد والتعامل بجدية مع مطالب العاملين بالقطاع الصحي، من أطباء وطلبة وممرضين، قدموا الغالي والنفيس من أجل وطنهم، وكانوا في خط التماس الأول للمعركة، بعيدا عن عائلاتهم وذويهم، حيث وجب التأكيد على أن معركتنا ضد الفيروس وإن اختتمت بنجاح، فلا يمكن أن تكون بفضل وضعية مستشفيات وطننا المهترئة، والتي لا تضمن كرامة المواطن أو العامل بالقطاع، وإنما بفضل تضحيات".

في السياق، قال أيوب ابوبيجي كاتب عام التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الاثنين 8 يونيو، إن اصدارهم للبلاغ في هذه الظرفية "أملته الظروف التي يمر منها طلبة الطب خاصة الأطباء الداخليين الذين يعانون منذ ثمانية أشهر".

وصرح كاتب عام التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان: "ذكرنا في بلاغنا مبالموقف الذي أعلناه في بداية الجائحة، والذي أكدنا فيه وقف جميع الأنشطة وانخراط الطلبة من السنة الثالثة إلى السنة السابعة في مواجهة الجائحة، كان انخراطنا من خلال الأطباء الداخليين والمساهمة في الاستشفاء والقيام بالتحليلات ووحدات التدخل السريع والتطوع للإجابة عن الحالة المشتبه في إصابتهم بالفيروس، خاصة في مجموعة من المناطق التي عرفت انتشارا واسعا له".

وأمام هذا الإنخراط، يضيف المتحدث ذاته، سجلينا "استمرار عدم توصل الأطباء الداخليين بتعويضاتهم الشهرية، وهذا الأمر منذ ثمانية أشهر. الأطباء الداخليين يؤدون دورهم مقابل تعويض هزيل لا قيمته 1500 درهم شهرياً، و ليس لهم أي مصدر آخر للدخل، كما لا يستفيدون من السكن ومنح التغذية. كان هناك اتفاق يوم 28 غشت من السنة الماضية، على الرفع من قيمة هذا التعويض إلى 2000 درهم، هذا الاتفاق لم يحترم من طرف الوزارة".

وشدد الكاتب العام التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان على مطالبتهم بصدور المرسوم الوزراي المتعلق بالرفع من التعويضات الشهرية للأطباء الداخليين، وأشار إلى أنهم بصدد دراسة تفعيل خطوات احتجاجية، لأن "عددا منهم يعملون منذ شهور في ظروف مزرية".

من ناحية أخرى، اعتبرالمتحدث ذاته، أن "جائحة فيروس(كورونا) يجب أن تدفع الدولة لإعادة النظر بشكل كامل في مستقبل القطاع الصحي،  خاصة وأن العالم ككل دشن خططاً وبرامج صحية خاصة بمواجهة الأوبئة. إذا رأدنا التغلب على التحديات المستقبلية يجب أن نؤسس لقطاع صحي قوي ومتين، ببنياته التحتية وموارده البشرية والمالية وقطاع تكويني يجيب عن حاجيات المواطنين، من أجل حمايته من الأزمات الصحية التي يمكن أن تأتي في المستقبل، وأن يكون هناك تنسيق بين مختلف المؤسسات والمنشآت الصحية".

وأضاف الكاتب العام التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان، أن الوزارة "مطالبة بشكل عاجل بتنظيم مناظرة وطنية حول مستقبل الصحة، يحضرها جميع المتدخلين في القطاع، يتم خلالها التوقيع على  ميثاق وطني يتم تطبيقه على أرض الواقع بعيدا عن سياسية التسويف".

وبالعودة إلى بلاغ  التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في المغرب، أوردت الأخيرة مجموعة من المطالب، وهي:

*دعوة الدولة المغربية إلى جعل مرحلة ما بعد الجائحة مرحلة تقييم موضوعي لمنظومتنا الصحية ولقطاع التكوين الطبي باشراك جميع المتدخلين عبر مناظرة وطنية حول الصحة والتكوين الطبي للخروج بميثاق وطني يطبق على أرض الواقع،

*دعوة الدولة المغربية برد الاعتبار المادي والمعنوي للأطر الطبية والنهوض بقطاع التكوين الطبي العمومي ليلائم حجم التحديات المستقبلية،

*مطالبةالدولة المغربية بالرفع من ميزانية المستشفيات العمومية وميزانية كليات الطب ليتسنى لها مواكبة التقدم العالمي في التكوين الطبي، وتهيئها بشكل يجعل المواطن المغربي في مركز اهتماماتها،

*مطالبة رئيس الحكومة المغربية، باستئناف عمل اللجنة المشتركة لإصلاح التكوين الطبي بالمغرب، مع احترام تشكيلة عضويتها الاساسية، واستغرابنا من حجم التأخير الذي شاب عملها والتغييرات المشبوهة لأعضائها ما يضع موضع تساؤل جدية عملها والاغراض المبتغاة وراء تشكيلها،

*رفض خوصصة قطاع التكوين الطبي المغربي في ظل الظروف الراهنة، المتمثلة في استمرار غياب لدفتر تحملات أو قانون يؤطر الكليات الخاصة وفي انعدام للمراقبة ونقص الأطر التدريسية والموارد، ما قد يشكل خللا في توازن القطاعين وإفراغا للجامعة العمومية وللمستشفى الجامعي العمومي.

أما فيما يخص الملف المطلبي لطلبة الطب وطب الأسنان، فجسلت التنسيقية في بلاغها "تأخر صرف مستحقات الأطباء الداخليين طلبة السنة السابعة، لمدة وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 8 أشهر، في وقت انخرطوا فيه جميعا في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة، ما صار يؤشر على احتقان الأوضاع من جديد، خصوصا مع عدم صدور مرسوم يؤشر على الزيادة في قيمة المستحقات لتصل إلى 2000 درهم ابتداء من يناير 2020، كما نص على ذلك الاتفاق الموقع بين التنسيقية من جهة ووزارتي التعليم العالي والصحة من جهة أخرى بتاريخ 28 غشت 2019".

كما أعلنت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في بلاغها:

*إعلاننا استئناف أنشطة التنسيقية النضالية والعلمية ابتداء من تاريخ رفع الحجر الصحي، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية الموصى بها،

*مطالبتنا وزارة الصحة بالصرف العاجل والآني لمستحقات طلبة السنة السابعة واعتبار الرفع في قيمتها الموقع بتاريخ 28غشت 2019،

*تدشين معركة نضالية وطنية لرد الاعتبار لطلبة السابعة ابتداء من يوم الاثنين 8 يونيو بوضع الشارة السوداء أثناء أداءهم لمهامهم تعبيرا عن إحباطهم وغضبهم من الاهمال الدي عرفه صرف مستحقاتهم،

*تنظيم أشكال نضالية محلية وإقليمية حسب خصوصية كل لجنة للأطباء الداخليين بكل مستشفى مع احترام الاجراءات الاحترازية المعمول بها،

*مطالبتنا وزارة التعليم العالي بجدولة اجتماعات تتبع نقاط محضر اتفاق 28غشت 2019، خصوصا الشق المتعلق بنظام الدراسات الطبية الجديد الخاص بالطب العام وطب الأسنان والتي تم تجاوز الآجال المتعهد بها من طرف الوزارة،

*مطالبتنا وزارة التعليم العالي بتحيين قيمة المنحة الدراسية "منحتي" للطلبة المستحقين ابتداء من السنة الثالثة، تماشيا مع مضامين اتفاق 28غشت 2019،

*مطالبتنا وزارة الصحة بالصرف الآني لتعويضات الطلبة الخارجيين واعتماد آلية شهرية لصرفها بدل التآخر الدائم ما يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للطلبة،

*استئنافنا للتواصل مع مختلف الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية من أجل بحث سبل العمل المشترك لتنزيل نقاط محضر الاتفاق لما له من آثار ايجابية على مستوى التكوين الطبي بالمغرب.