طلبة مغاربة في فرنسا يعانون الحصار والجوع في زمن كورونا

تيل كيل عربي

يجد طلبة مغاربة في فرنسا أنفسهم بين مطرقة الحجر الصحي وسندان الوضع المالي، خاصة لمن يعتمد على مهن بسيطة لتغطية مصاريفه الجامعية، كما تأثر أولئك الذين يتوصلون بإعانات من أسرهم بسبب الجائحة التي تضرب العديد من البلدان كما هو الحال في فرنسا.

ويعيش طلبة مغاربة أوضاعا صعبة بسبب تقيدهم بالحجر الصحي الذي تعيشه فرنسا منذ أيام، ومنهم من كشف أنه لم يتذوق الطعام منذ ثلاثة أيام.

يقول عبد الصمد،  ذو 25 سنة، الذي فقد وظيفته الطلابية بسبب الوباء: "لست متأكدا من الكيفية التي سأجتاز بها هذا الوضع"، ومنذ بداية الحجر الصحي، قامت مجموعة خيرية في مدينة بوردو بتوزيع أكثر من 700 قفة للطلاب غير المستقرين والمحاصرين في الحرم الجامعي، والذين تأثروا بسبب إغلاق المطاعم الجامعية..

"عندما تكون رجلاً ضخما يبلغ ارتفاعه 1.87 مترًا محبوسًا لمدة ثلاثة أسابيع في مسكن طلابي لا تتعدى مساحته تسعة أمتار مربع، يأخذ مفهوم الحبس بعدًا جديدًا بالكامل. فأمام عبد الصمد خياران فقط: يدور حول نفسه أو  يحرك يده، هكذا يحاول طالب هندسة المخاطر الاقتصادية والمالية في جامعة بوردو مقاومة الحجر الصحي من غرفته الطلابية.

بالنسبة لهذا الطالب المغربي، الذي يعيش في الحرم الجامعي منذ عامين، فإن أكثر ما يسيطر على هواجسه حاليا هو  عدم الإصابة بفيروس كوفيد 19، ولهذا الغرض يقوم بتطهير الأرضية كل يوم، وتعقيم مكتبه والمقابض، لكن ما يخشاه عبدالصمد أكثر من الفيروس،  هو عدم القدرة على توفير الطعام. يقول "كان لدي عمل طلابي صغير، ثم اضطررت إلى أن أوقف كل شيء، لست متأكدا من كيفية مواصلة الحجر في هذه الظروف. وهو يشرح " لم يعد الأمر مقتصرا على محاولة اتباع نظام غذائي متوازن بل ملء البطن بثمن بخس".

وتشير الاحصائيات إلى أنه من أصل 3500 طالب يسكنون الحرم الجامعي في مدينة بوردو، فإن ما بين 1500 و3000 طالب وجدوا أنفسهم مجبرين على البقاء محاصرين في سكنهم الطلابي، فأغلبهم من الأجانب الذين لم يتمكنوا من قضاء فترة الحجر الصحي مع عائلاتهم، وهو ما دفع ائتلافا مدنيا في المدينة، إلى تخصيص الاهتمام بمتطلباتهم الضرورية، عبر توزيع سلات غذاء عليهم.

وحسب هذا التجمع المدني، الذي يتكلف بوضعية الطلبة الأجانب المحاصرين، والذي يضم مناضلين وجهوا نشاطهم من معارضة تمرير إصلاح أنظمة التقاعد إلى العمل الميداني التضامني مع ضحايا الحجر الصحي، فإن الوضع الحالي لهؤلاء الطلبة يقضي بضرورة إعفائهم من مستحقات كراء غرفهم بالحرم الجامعي، ويؤكدون أن يتوصلون يوميا بـ40 طلبا من مساعدة الطلبة على دفع إيجارهم الشهري.

وأطلق هذا التجمع المدني نداء لجمع التبرعان لفائدة هؤلاء الطلبة، وقد وصلوا إلى جمع 45 ألف أورو حتى اليوم، ستخصص كلها لأداء واجبات كراء الطلبة وتقديم مساعدات غذائية لهم.