يبدو أن شبكات الجيل الخامس لا تقتصر على المساهمة في التحسن البسيط لشبكات الهاتف المحمول، بل أضحت شرطا أساسيا للعديد من التكنولوجيات الأخرى، سيما المتعلقة بصناعة المستقبل التي تتطلب تبادلا سريعا للبيانات وبحجم كبير. ومن أجل فهم هذه التكنولوجيا التي توشك على إحداث تغيير في حياة جميع أفراد المجتمع، كان هذا الحوار مع مدير التسويق الاستراتيجي في شركة "هواوي المغرب"، شكيب عاشور ليقرب المتابع أكثر من هذه التقنية.
1 - كيف تعرف شبكات الجيل الخامس؟ وما هي نقاط قوتها وخصوصياتها؟
تشكل هذه التكنولوجيا الجيل الخامس من معايير الهواتف النقالة التي تخلف الجيل الرابع، يتعلق الأمر بتكنولوجية يسميها البعض تكنولوجيا القطيعة.
في رأيي، يتعلق الأمر بتطور التكنولوجيا نحو الابتكار، فهذه التقنية الحديثة المبتكرة لا تقتصر على ربط المواطنين بل أيضا المجتمعات.
في الواقع ،إن إسهام تكنولوجيا الجيل الخامس يكمن ، قبل كل شيء ، في تطبيقات الاستخدام القائمة على هذه التقنية، والتي يمكن تسخيرها لخدمة المواطنين، كما هو الحال بالنسبة للتطبيب عن بعد خلال جائحة (كوفيد-19).
كما يقدم هذا الجيل الجديد إجابات ملموسة حول الاشكالات المرتبطة بالجفاف من خلال تدبير ذكي لاستهلاك المياه المسمى "السقي الذكي". كما يتسم بصبيب عال، وتقلص زمن الاستجابة، بأقل من جزء واحد من الألف من الثانية (م ل ي ثانية) مما يمكن من إدارة عمليات عن بعد، في الوقت الفعلي، كما يتميز بالربط المكثف، أي قدرة الجيل الخامس على تدبير مليون جهاز متصل في فضاء مساحته كيلومتر مربع.
وبالتالي، فهدف الجيل الخامس يتمثل، إذن، في إتاحة تدبير أفضل للشبكات الكهربائية الذكية، وتشجيع انبثاق وتطور الفلاحة الذكية وأيضا صناعة المستقبل، أي الانتقال من الصناعة المعتمدة على الروبوت إلى الصناعة 4.0.
2 - الحديث عن الجيل الخامس خلف زخما وحماسا وولد الاعتقاد بأن تعميم استخدام هذه الشبكة عبر العالم بات قريبا، ماذا عن استخدام هذه التقنية بالمغرب؟
بشكل عام، وعلى غرار الأجيال السابقة، فإن هذه التكنولوجيا الحديثة تشكل شبكة سيتم نشرها بشكل تدريجي على مستوى التراب الوطني، وأيضا على الصعيد العالمي. لذا فإن أول خطوة سيتم اتخاذها ، سواء في المغرب أو عبر العالم ، تتمثل في مواصلة تطوير فعال لنواة الجيل الرابع باعتبارها قاعدة أساسية، إلى جانب الألياف البصرية.
وسيستمر الجيل الرابع في التطور بين 2020 و 2025، بطريقة تضمن تغطية شبكة هذا الجيل على المستوى الوطني، فيما ستعمل شبكات الجيل الخامس على تغطية بعض المناطق من أجل الاستجابة لتطبيقات الاستخدام.
ويتم استعداد الفاعلين في مجال الاتصالات على مراحل. بداية يتعين أن يتوفروا على شبكة الجيل عالية الأداء. وبالتالي، فالانتقال إلى الجيل الخامس، يستوجب تحويل الشبكة الأساسية عن طريق إدخال تقنيات تعتمد على الحوسبة السحابية، وتسمى أيضا أنظمة المحاكاة الافتراضية داخل الشبكة الأساسية بحيث تكون قادرة على تدبير حالات الاستخدام .
ولتلبية احتياجات واستخدامات ذات طبيعة جديدة، يتطلب الجيل الخامس استخدام ترددات جديدة، لا سيما في النطاقات العالية، وذلك للرفع من سعة وصبيب شبكات الهاتف المحمول. وفي هذا الصدد، يعمل الضابط أو المنظم على تحرير أطياف التردد وإعادة تهيئتها.
3- في نظركم، ما هو الأثر المجتمعي ومخاطر الجيل الخامس على صحة المواطنين؟
لا توجد دراسة أو بحث يثبت وجود خطر الجيل الخامس على الصحة ، لأن هذه التكنولوجيا تعتمد على الترددات المستخدمة من قبل، كما أن خصائص إشارات هذه التقنية الجديدة يتم تدبيرها من قبل المنظمات الدولية التي تتوفر على معايير مقبولة من قبل منظمة الصحة العالمية.
في رأيي، تتمتع شبكات الجيل الخامس بخصوصية كونها في خدمة المواطن، ففي مجال التكنولوجيا الزراعية، على سبيل المثال، تقدم حلولا لكل مهمة من المهام التي يقوم بها الفلاح. ويمكن أيضا استخدام هذه التقنية الجديدة في التحكم عن بعد في الآلات في مواقع البناء،كما ستستخدم السيارات الخاصة أيضا شبكة الجيل الخامس لنقل المعلومات التي تجمعها من خلال أجهزة الاستشعار في الوقت الفعلي، وذلك بفضل تقلص زمن الاستجابة وسرعة الاتصال.
تتيح شبكة الجيل الخامس،بفضل الانجازات الواعدة التي أحرزتها، أيضا تقدما كبيرا في مجال التطبيب عن بعد ، وبالتالي تسهيل الولوج إلى العلاجات لأكبر عدد من المرضى في عدة جهات من البلاد. ويظهر أنها قادرة على إحداث ثورة في مجال الصحة أكثر من أي وقت مضى، وذلك بفضل اتصالها الأسرع والأكثر استقرارا وأمانا من خلال تحقيق تفاعل في الوقت الفعلي داخل الوسط الصحي وكذلك مع المريض.
كما يمكن أن يكون لتكنولوجيا الجيل الخامس نفس التأثيرات على المدن الذكية من خلال مساعدة الأشخاص على التنقل بسهولة في المناطق الحضرية وتسخير البيانات لتحسين التدبير العملي للمدينة.