اتفق كل من أحمد عبادي، رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، والسفير البريطاني بالرباط، توماس رايلي على أهمية إشاعة خطاب التعايش بين الشعوب ومحاربة التطرف والإرهاب. جاء ذلك، خلال افتتاح ندوة حول "القيادة النسائية من أجل السلام، ضد الإرهاب والتطرف الديني" نظمها، اليوم الأربعاء، مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان وبناء السلم التابع للرابطة المحمدية للعلماء بدعم من السفارة البريطانية بالرباط.
وقال عبادي إن الهدف من هذه الندوة التي تشارك فيها مثقفات وباحثات من مختلف بلدان العالم هو "العكوف على بناء القدرات التي تمكن من التأطير صوب مكافحة خطاب الكراهية والإرهاب والتطرف، وبناء القدرات التي تمكن من التعايش فوق هذا الكويكب من أجل ما هو في صالح الفرد، وصالح المجتمعات".
وأوضح عبادي أن الرابطة المحمدية للعلماء تسعى من خلال هذه الندوة لتحقيق غايات ثلاث، تتثمل في: الحفر من أجل استخراج المعارف والعلوم التي تمكن من السير في هذا في هذا الطريق لبلوغ هدف مكافحة التطرف ونفي الضد، وتحقيق التعايش.
أما الغاية الثانية، فتتمثل، حسب عبادي، في "تحقيق التواصل بين الأجيال المختلفة التي أصبح بعضها يسكن في الأوطان الافتراضية أكثر من الأوطان المادية"، مضيفا أنه "إن لم نكتسب القدرة على التواصل مع هذه الأجيال وبناء الجسور ومد القنوات للتواصل معها، فإن خطابنا سيبقى كساقية جحا تسقي من البحر وتصب في البحر".
وأشار عبادي أن الغاية الثالثة "هي بناء منصات، سواء كانت منصات افتراضية تواصلية، أو منصات تنسيقية بين كل أصحاب النوايا الحسنة في أوطاننا من أجل مكافحة خطاب العنف والكراهة والتطرف والإرهاب وتحقيق التعاون مع كل من له رغبة في التعاون من أجل بلوغ هذه الغايات".
واعتبر عبادي أن تحقيق التعايش لن يتم بالأقوال فقط، فنحن أمام جملة من البراديغمات، وهناك جراحات بين الأديان والحضارات، وجراحات أخرى تاريخية لا بد من معالجتها، وإلا فإن الكلام لن يجدي نفعا.
ودعا عبادي إلى "تمنيع الشباب ضد أفكار التطرف والإرهاب"، معتبرا أن تقوية المناعة هي الحل، بينما تظل الوقاية قاصرة في عالم مليء بالفيروسات والبكتيريا المعرفية.
من جهته، أشاد السفير البريطاني بالرباط توماس رايلي بالجهود التي يقوم بها المغرب في محاربة الإرهاب والتطرف، مشيدا بجهود الرابطة المحمدية للعلماء والقادة الدينين.
وقال السفير البريطاني "لقد عانينا من هجمات إرهابية وتكبدنا خسائر في الأرواح مما يجعل محاربة التطرف على رأس أولوياتنا".
وجدد السفير البريطاني دعمه بلاده لجهود الرابطة المحمدية للعلماء، مؤكدا على انخراطها في جهود المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب.
واعتبر رايلي أن حضور عدد من النساء الباحثات في الأديان والحضارات لهذه الندوة سيمكنهن من ربط شبكة واسعة من العلاقات، وتملك المعطيات التي تساعد في مكافحة خطاب الإرهاب والتطرف.