قال رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، أمس الأربعاء: "مما يكذب لغة الإطمئنان هو ما نقله النواب والنائبات في اخر جلسة للأسئلة الشفوية ليوم الإثنين، بلغة تعبر عن القلق وعدم الرضى حول تفعيل ورش الحماية الاجتماعية، وهو ما لم نسمعه اليوم من هذه الأغلبية".
وأضاف حموني في الجلسة العمومية المخصصة لمناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة، "لا ننكر أنكم بذلتم مجهودا في ورش الحماية الاجتماعية، وهو ورش ملكي كبير ندعمه، ولا يوجد أي اختلاف حول توجهاته الكبرى؛ لكن نجاح الحكومة في هذا الورش الاجتماعي هو نجاح إداري أكثر منه نجاح فعلي. لأنكم أخفقتم في حسن تفعيله، وفي ضمان استدامة تمويله، ولذلك نقول لكم: إن شرعية الإنجاز هي شرعية الأثر وليس شرعية الإعلان".
وأوضح حموني أن "التعميم لا يعني إحصاء وتسجيل الناس فقط، بل يعني الولوج الفعلي والمتكافئ للخدمات الاجتماعية من طرف جميع المواطنات والمواطنين فملايين المواطنين الفقراء (للي ما عندهم عشا ليلة) تم إقصاؤهم من الاستفادة، وتم حرمان اخرين من مكتسبات برامج سابقة".
وأبرز أن "المعضلة الكبرى هي التمويل الذي ليس للحكومة حوله رؤية واضحة وشفافة، طالما أنها تعتمد حاليا على تجميع اعتمادات برامج سابقة، كدعم الأرامل وتيسير والتماسك الاجتماعي ومليون محفظة وفرصة وأوراش، ويضاف إلى ذلك إشكالية الإنفاق الحقيقي وليس المعلن. مما يجعلنا، في التقدم والاشتراكية، نطالب الحكومة بإحداث "الحسابات الوطنية للحماية الاجتماعية" باش ما نخلطوش شي مع شي، باش نعرفو أشنو هيا المداخيل الحقيقية وأشنو هيا الإنفاقات الحقيقية".
وسجل أن "الحكومة أقصت بعتبة مجحفة 8 مليون شخص من الاستفادة من "أمو تضامن"، وفرضتم عليهم الأداء وهم غير قادرين؛ كما جعلت الحكومة تحصيل الاشتراكات هي الأولوية، قبل تحسين الخدمة الصحية لخلق جاذبية الانخراط. ولذلك لم تحصلوا فعليا سوى 27 في المائة فقط من مجموع اشتراكات المهنيين المستقلين".
وأشار إلى أنه "تدعي الحكومة النجاح في التعميم، لكن الواقع يبين أن المواطن في أي منطقة كان، (كا يخلص نفس الاشتراك، ولكن ما عندوش نفس الخدمات). وهذا ظلم حقيقي للمجالات القروية، وتقول الحكومة إن المواطن المستضعف ب "أمو تضامن" بإمكانه الولوج إلى المصحات الخاصة. طبعا نجحتم في هذا نظريا، لكن المواطن فاش كيمشي لكلينيك كا يقولو خاصك تخلص 20000 درهم، هذاك المواطن كون كانت عندو 20000 درهم كاع ما يلقى راسو كيستفد من أمو تضامن".
ونبه إلى أنه "أكبر مستفيد من هاد الشي هو القطاع الخاص، بالعكس خاص القطاع العمومي، حيث لا نجاح للتغطية الصحية إلا بنجاح القطاع الصحي العمومي".
واسترسل قائلا: "لقد تمكنتم، أيضا، من إطلاق الدعم الاجتماعي المباشر. لكنكم بعد شهور قليلة بدأتم في إيقاف صرفه بالنسبة لعدد كبير من الأسر (خلقتوا البلبلة بهاد الارتباك)؛ واعتمدتم عتبة أخرى أقصت ملايين الفقراء، وصار الهم الوحيد للأسر هو كيفية تخفيض عتبتهم. (ف نظر الحكومة للي عندو بورطابل أو موطور أو تلفزيون مثلا راه كا ينتمي لفئة الميسورين !!)".