قال أحمد عصيد، الناشط الأمازيغي والحقوقي، إن "أحد خُطباء المساجد أخذته حماسة المنبر فنسي نفسه والمقام الذي هو فيه (صلاة العيد)، وأفرغ ما بجوفه من بغض وكراهية لكل من يخالفه في العقيدة أو الرأي، وحوّل الخُطبة إلى فرصة لتصفية الحسابات، مع رفع الصوت بشكل منكر، معتقدا أن الصراخ حُجة في ذاته".
وأضاف عصيد في تدوينة له، "في مثل هذه الحالة ينتظر المواطنون المستاؤون من فتنة المنابر الدينية أن تقوم السلطة كعادتها بعزل الخطيب المتطرف وطرده، مفضلين ألا ينتقدوا جهل الخطيب وتطرفه إلا وهم حول "قصعة الكسكس".
وتابع: "بينما تُلقى على عاتقهم مسؤولية الاتصال بالخطيب بعد نهاية الصلاة، وتنبيهه إلى أخطائه ووعظه بالحسنى ومطالبته باحترام قواعد الخطبة التي تنصّ على الوعظ والإرشاد الديني بالكلمة الطيبة في احترام تام للعقائد الأخرى مع الابتعاد عن الخلافات السياسية والفكرية التي ليس منبر المسجد مكان تطارحها، بل النقاش العمومي ووسائل الإعلام والقاعات والمقرات ومنتديات الحوار. وهم مسؤولون عن ذلك حتى يُدرك الخطيب المتطرف بأنه لا يملك الحقيقة وحده، وأن الناس لا يوافقونه في أهوائه، وأن لديهم حصانة ضدّ أفكار التطرف والغلو في الدين".
وأوضح أن "الخطبة مسؤولية جسيمة، لأنها علاوة على ما تقتضيه من معرفة وتكوين تتطلب شعورا وطنيا يحرص به الخطيب على جعل المسجد والمُصلى في خدمة التنمية واستقرار البلد، وليس فضاء للفتنة والفُرقة".
وشدد على أن "تدخّل وزارة الأوقاف يجعل الخطيب المتطرف يتحول إلى ضحية في أعين بعض المواطنين، بينما الحلّ الحقيقي هو إشعار الخطيب برقابة الضمير الجمعي للمصلين وليس السلطة، وجعله يفكر بروية وحكمة في موضوع وأسلوب خطبه، لأن الضحايا الحقيقيين ليسوا هم الخطباء المطرودون، بل هم المصلون الذين يقعون تحت مطرقة الترهيب والتعسير والتنفير، في الوقت الذي جاؤوا فيه لأداء شعيرة دينية في أمان واطمئنان".