ترقب وانتظار، ساد الأوساط المغربية قبل حسم اللاعب إبراهيم دياز اختياره عقب صراع من أجل الظفر بخدماته، كانت نهايته إعلان إلتحاق الفتى ذو الـ24 سنة للمشاركة في أو ظهور للمنتخب المغربي بعد الإخفاق في النسخة الـ34 من منافسات كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها الكوت ديفوار.
اختفى حديث الركراكي من مفهوم النية وعوضه بالحب، بعدما لم تتمكن العناصر الوطنية من تجاوز "العقم" الهجومي الذي لازم نتائج المنتخب المغربي، وأحيا وجع الخروج المر من منافسات "الكان"، رغم وجود عناصر تلعب في أكبر البطولات العالمية، حيث انتهى لقاء أنغولا بهدف عكسي سجله المدافع الأنغولي في مرماه ليلة الجمعة الماضية، فيما حسم التعادل دون أهداف مواجهة موريتانيا.
ويطرح ظهور المنتخب الوطني المدجج بالنجوم تساؤلات كثيرة تؤرق الجماهير، عقب عجز الركراكي عن إيجاد حلول لأداء العناصر الوطنية وتجاوز الظهور الباهت حتى بمساعدة عاملي الأرض والجمهور، وتبريراته التي يظهر التي يقدمه في كل وقت وحين.
وديتي أكادير
أعادت وديتي أنغولا وموريتانيا على أرضية ملعب أدرار بمدينة أكادير إلى أذهان المغاربة الإقصاء من الحدث القاري الذي توج به منتخب الكوت ديفوار، وهو ما قال بخصوصه الإعلامي الرياضي جلول التويجر في تصريح لـ "TEL SPORT"، "للأسف الشديد لم نتوقع أن يظهر المنتخب المغربي بهذا الوجه الشاحب، بتواجد نجوم كرة القدم الإفريقية وجيل استثنائي وخيارات بشرية كثيرة ومتعددة".
وأضاف التويجر: "كأس أمم إفريقيا 2025 على الأبواب وصورة الأسود لم تتغير عن ما شهدناه في الكوت ديفوار، وهو ما يستدعي وقفة تأمل حقيقية وتقييم شامل من أجل أن نعد جيلا قادرا على إضافة لقب جديد للمتحف الجديد لكرة القدم المغربية".
وتابع، "التوقف الدولي المقبل سيكون حاسما للمنتخب الوطني المغربي، وهو ما يقتضي رفع درجات التأهب ووضع حد لغياب النجاعة الهجومية والتفكير في بدائل "طاكتيكية" تساعد على حسم المباريات وتحقيق نتائج تعيد البسمة لملايين المغاربة".
وقال التويجر: "من غير المعقول أن يتألق الأسود رفقة أنديتهم ويعجزون عن ترجمة فرص كثيرة إلى أهداف رفقة المنتخب الوطني، وهو الأمر الذي تحدث عنه الركراكي مرات كثيرة في أغلب خرجاته الإعلامية".
هروب الركراكي
فضل الناخب الوطني وليد الركراكي، وطاقمه عدم مواجهة العشرات من الإعلاميين الذين انتظروا تعليقا له عقب مواجهة موريتانيا، وغادر ملعب أدرار من بوابة أخرى دون أن يمر من المنطقة المختلطة التي خرج منها عقب انتصار المغرب أمام أنغولا.
واكتفى الركراكي بتصريح مقتضب لقناة "الرياضية"، أكد من خلاله، أن "المنتخب الوطني لم يكن في المستوى المطلوب خلال الشوط الأول أمام موريتانيا، ولست سعيدا لنتيجة المباراة التي بعد أن سقطنا في فخ الخصم، وأنه ظهر نوع من التراخي، وعلينا أن نستفيد من ما وقع خلال مواجهة المنتخب الموريتاني".
وأضاف: "كل الفرق التي سنواجهها بميداننا سيلعبون بنفس الطريقة، ويجب البحث عن الحلول للمحاولات التي أتيحت لنا بهدف ترجمتها إلى أهداف"، مؤكدا أن "المنتخب الوطني يكون في المستوى على أمل أن يتحسن في قادم المباريات".
واعترف الناخب الوطني وليد الركراكي، خلال الندوة الإعلامية الأخيرة، بعمله على "حل مشكل النجاعة الهجومية، رغم تألق لاعبي الخط الأمامي رفقة أنديتهم، وأنه يتحمل مسؤولية "العقم" الهجومي، داعيا الجماهير المغربية إلى دعم العناصر الوطنية وتأييد العمل الذي تقوم به استعدادا للاستحقاقات المقبلة".
غضب الأنصار
عاينت جريدة "TEL SPORT" احتجاج الجماهير المغربية داخل ملعب أدرار على آخر ظهور للمنتخب الوطني، ومغادرة مدرجاته بعد قبل صافرة النهاية، خلافا لما وقع في مباراة أنغولا التي سجل فيها المغرب من خطأ عكسي للمدافع الأنغولي.
وأبدت الجماهير المغربية خارج الملعب تخوفها من المستقبل بعد أشهر من منافسات كأس أمم إفريقيا في نسخته الـ35 التي سيحتضنها المغرب، محملة مسؤولية ما يحصل في المنتخب للمدرب وليد الركراكي.
وعبرت بعض الجماهير المغربية في حديثها لـ "TEL SPORT" عن اختفاء روح المنتخب الذي بلغ ربع نهائي كأس العالم بقطر 2022، وغياب الوهج الذي كان يعيشه الفريق الوطني كأول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هذا الدور.
وعكس ما عبرت عنه الجماهير المغربية، قال حارس مرمى المنتخب الوطني المغربي ياسين بونو، في تصريح له، "نحن في الطريق الصحيح، ولعبنا أمام خصم تراجع كثيرا للوراء، وعملنا على اللعب بشكل متوازن في الخطوط الخلفية حتى لا نتلقى هدفا".
من جهته مدرب المنتخب الموريتاني، أمير عبدو، وصف تعادل فريقه مع المغرب وأمام جماهير بـ"المعجزة"، وأن هذه المباراة "تعد تحضيرا جيدا للمباراة المقبلة في يونيو المقبل أمام السنغال برسم تصفيات كأس العالم 2026".