على طريقة الأساطير.. رسالة في قنينة تنطلق من برمودا وتصل إلى گلميم!

موسى متروف

نشرت صحيفة "نيوزداي" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، أمس الجمعة، قصة طريفة لرسالة رمت بها طفلة قبل ثلاث سنوات في المحيط ببرمودا لتصل في أواخر الشهر المنصرم إلى "الشاطئ الأبيض" بالقرب من مدينة كلميم المغربية...

قبل ثلاث سنوات، عندما كانت في السادسة من عمرها، شاركت شيلوي خوخار (الصورة) من ويست إسليب بالولايات المتحدة أسرتها الصغيرة رحلة بحرية إلى برمودا، وألقت في البحر قنينة بعدما أحكمت الإغلاق على رسالة داخلها، ليعثر عليها صياد على شاطئ البحر في المغرب. فماذا جرى؟

رسالة من تحت الماء

فقد تلقى والد شيلوي، امتياز، 54 سنة، المدير الطبي بمستشفى جون ت. ماذر في بورث جفرسون، رسالة عبر البريد الإلكتروني، من أيوب الباز، في 21 ماي المنصرم، يقول فيها إن والده "حسن" اكتشف للتو القنينة في "الشاطئ الأبيض" المعروف بـ"Plage Blanche"، بالقرب من مدينة گلميم المغربية.

أيوب الباز، الطالب الجامعي البالغ من العمر 22 عاما، أرسل إلى والد شيلوي صورة لوالده، الذي لا يتحدث الإنجليزية، حاملا رسالة الطفلة، لتتراسل العائلتان يوميا منذ ذلك الحين، آملتان في اللقاء المباشر.

"لقد انتظرت وانتظرت ثم استسلمت"، تقول شيلوي، وهي الآن تلميذة في الصف الثالث في مدرسة بول ج. بيلو الابتدائية في غرب إسليب. "أعتقد أنه أمر رائع بالفعل، لأنه استغرق ما يقرب من ثلاث سنوات". وحكت شيلوي أنها اضطرت إلى البحث في خريطة كبيرة في منزل العائلة للعثور على المغرب. وقالت "اعتقدت أنها ستذهب إلى إنجلترا بسبب تيار المحيط".

وقال والد شيلوي إنه اعتقد أنها ستذهب إلى قاع البحر، وأضاف موضحا: "لم أكن أعتقد أنها كانت ستذهب إلى أي مكان. كنت فقط أحاول أن أجعلها سعيدة".

وقد ألقى آل خوخار القنينة  الزجاجية، بعد تقطيعها وإغلاقها باستخدام اللصاق والشمع، من الجانب الخلفي لسفينة "كروز لاين" النرويجية، التي غادرت من بوسطن، على حد قول والد شيلوي. ولماذا هذا العناء؟

كتاب للأطفال

تحكي شيلوي أن والدها قرأ لها أحد كتب الأطفال عن رسالة في قنينة زجاجية. وقد قام آل خوخار بالمشاركة في كتابة رسالة بتاريخ 14 غشت 2015، والتي قدّمت لها شيلوي بجملة تقول فيها: "أتمنى لكم حياة سعيدة وصحية (كذا)". وأرفقت شيلوي بالرسالة بلورة عثرت عليها في كهف في شمال نيويورك، وعلقت عليها "إنها هديتي لكم"، وزادت "الرجاء مراسلتي عبر البريد الإلكتروني... إذا عثرتم على قنينتي".

وأوضح أيوب الباز في رسالة نصية بالفرنسية من المغرب بأن والده، حسن الباز، البالغ من العمر 62 عاما، عندما وجد القنينة على الرمل، كسرها ليصل إلى الورقة. "لا يحسن أبي القراءة"، يقول أيوب، مضيفا أنه يتحدث العربية، لذلك أحضر الرسالة المكتوبة إليه، هو الذي يدرس اللغة الفرنسية ويتحدث الإنجليزية قليلا. وبعد أن قرأ "المضامين"، كما قال، أوضح، "بصراحة، اعتقدت أنها كانت كذبة. سألت نفسي كيف يمكن لفتاة تبلغ من العمر ست سنوات أن تكتب رسالة".

قرر أيوب إرسال بريد إلكتروني في جميع الأحوال، وعندما حصل على رد من الخوخار الأكبر ، قال إنه فوجئ، ثم أرسل إلى آل خوخار صورة للوالده حسن مع رسالة شيلوي.

تقول والدة شيلوي، ويندي، 54 عاماً: "لو حكى لي أحدهم هذه القصة، لما صدقت ذلك بالتأكيد، بالتأكيد، لكن هذا صحيح حقاً".