تجاوزوا، بالكاد، العشرين من العمر، شباب يرقص على نعمات الموسيقى الغربية العصرية و" الشعبي" المغربي.. في انتظار الإعلان عن نتائج مسابقة "هاكاتون التكنولوجيا الزراعية" التي يرعاها القرض الفلاحي.
ملمون بتفاصيل التكنلوجيا الحديثة، التي يريدون توظفيها من أجل تقديم حلول للفلاحين المغاربة.. حلول تندرج في أغلبها ضمن الرقمنة التي تزحف على ذلك القطاع.
يدافعون بحماس وثقة عن المشاريع التي بلوروها، أمام لجنة تحكيم، بفضاء القرية الرقمية، التي وفرها القرض العقاري بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس.
هؤلاء يقترحون موقعا للوساطة بين فلاح يملك الأرض ولا يتوفر على المال وبين مستثمر يملك المال ولا يملك الأرض. هم يريدون التصدي لعملية ربط الاتصال بين الاثنين من أجل إنجاز مشروع بين من يملك الأرض فقط ومن يملك المال فقط.
فريق من الشباب يدافع عن فكرة تتبع عملية تربية الدواجن في الضيعات عبر حواسيب وكاميرات، هذه طريقة تمكن في نظرهم من تفادي ضياع الجهد وهدر الطاقات في التدبير المباشر.. وفريق يرافع دفاعا عن مشروع يريد من ورائه توفير خدمات للبستنة لفائدة من يرغبون في ذلك.
مشاريع كثيرة عرفتها مسابقة "هاكاتون التكنولوجيا الزراعية"، فقد ترشح أكثر من 220 شاب من الذي تفتقت عقولهم عن أفكار مبتكرة، حول تطبيق التكنولوجيا على الزراعة.
فازت 16 فكرة ببطاقة المشاركة في نهائيات المسابقة التي يرعاها القرض الفلاحي بمكناس، وذلك بعد عملية انتقاء أولية قامت بها لجنة التحكم.
الشباب المشاركون في المسابقة توزعوا إلى مجموعة من أجل الاشتغال على أفكار، يريدون تجسيدها في مشاريع، حيث واكبهم خبراء ومستشارون وأطر من القرض الفلاحي في مجال خلق المقاولة وبلورة التركيبات المالية.
اجتهد الجميع في الدفاع عن المشاريع المقدمة، وسعوا للدفاع عن الأسئلة التي طرحتها لجنة التحكيم، فالفائز سيتوفر مشروعه على حظوظ كبرى لتجسيده، كما أنه سيشارك في ماي المقبل في مسابقة فيفاتيك الدولية بفرنسا.
وقد أوضحت، حنان عجلي، مديرة ديوان الرئيس المدير العام للقرض الفلاحي، أن البنك يسعى إلى تشجيع المشاريع التي تهم الرقمنة في العالم القروي، هذا ما يبرر إحداث القرية الرقمية بالمعرض الدولي للفلاحة، مشددا على أن البنك سيواكب المشاريع الفائزة في المسابقة.
لم تكن تلك المسابقة الوحيدة التي أثارت اهتمام الشباب، فقد ترشح 110 من الشباب للمشاركة في "هاكاتون التكنولوجيا المالية في العالم القروي"، حيث تباروا حول توظيف التكنولوجيا الحديثة في مجال التمويل والمعاملات المالية في القطاع الفلاحي.
هذه المسابقة، أفرزت، بعد مرحلتين من التباري، 12 فكرة، سعى أصحابها إلى تجويدها بمواكبة من خبراء ومستشارين في مجال المقاولات الحديثة الصغيرة، التي يتصدى الشباب لإطلاقها.
مسابقة ثالثة عرفها المعرض، همت المقاولات الناشئة، حيث اختير لها عنوان "ورشة الفلاحة الرقمية"، وهي مسابقة ستتيح للفائز فيها المشاركة في نهائيات المسابقة العالمية "تحديات فلاحة المستقبل"، والتي ستنظم باليونان في ماي المقبل، على هامش القمة العالمية لريادة الأعمال الفلاحية.
تلك مسابقات تؤشر على اقتحام الرقمنة للقطاع الزراعي، ما سينعكس على سلوك الفاعلين في ذلك القطاع، رغم الصعوبات المرتبطة بالأمية في العام القروي وصغر المساحات المستغلة لدى أغلب المزارعين، فـ71 في المائة من الاستغلاليات لا تتعدى مساحتها 5 هكتارات.