عودة البطولة قرار بين يدي الحكومة.. وبروتوكول صحي تحسبا لكل السيناريوهات

أمينة مودن

مازال مصير البطولة الوطنية معلقاً، بعد تمديد فترة حالة الطوارئ الصحية بالمملكة إلى 20 ماي الجاري، ورفض الجامعة الملكية المغربية الكشف عن أي سيناريوهات تتعلق بمستقبل اللعبة الأكثر شعبية في المغرب، إلى حين التوصل بالكلمة الأخيرة من طرف الجهات الحكومية، ممثلة بكل من وزارة الداخلية والصحة.

بالرغم من أن عائلة كرة القدم المغربية التأمت، يوم الخميس 07 ماي في اجتماع عبر "الفيديو"، كان الأول  من نوعه، منذ تجميد أنشطة المستديرة بسبب "كوفيد19" قبل شهرين، إلا أن الجهاز الكروي المشرف على اللعبة، وبتنسيق رئيسه فوزي لقجع، لم يتخذ أي قرار يشفي غليل أزيد من 800 لاعب ينتمون للقسمين الوطنيين الأول والثاني، ينتظرون الكلمة الأخيرة بشأن استئناف المسابقات أو إلغاء الموسم بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر منها البلد والعالم.

فهل يكون الإعلان عن تكوين لجنة، لدراسة المقترحات التي تهم البروتوكول المتبع في حال عودة الحياة إلى الملاعب الكروية، إشارة إيجابية لإمكانية استئناف البطولة؟ أم أن مخاوف تمدد الوباء ستضع نقطة نهاية المسابقة المحلية، قبل 10 جولات من موعدها الرسمي؟

الناصيري: لا يمكن إتباع التجربة الفرنسية

سعيد الناصيري، رئيس نادي الوداد الرياضي والعصبة الاحترافية لكرة القدم، وفي حديثه لـ"تيلكيل عربي"، شدد على أن المغرب دولة لها سيادتها، وستتعامل بواقعية  مع إمكانية عودة الأنشطة الكروية من عدمها، مستبعدا إمكانية تنزيل التجربة الفرنسية بالنسبة للبطولة الوطنية.

وتابع: "لا يمكن الحديث عن معطيات بعيدة عن الواقع. بالنسبة لي، أرى أن فرنسا لديها حالات إصابة أكثر من المغرب بفيروس كورونا، ولهذا تم إتخاذ قرار إنهاء الدوري واختيار المتوج والأندية التي ستغادر القسم والأول والصاعدة إليه بشكل مبكر".

وفي الوقت ذاته، شدد المسؤول الكروي على أن "الأولوية الآن ستكون لصحة اللاعبين وعموم المغاربة، ولا شيء أهم منهما، لأن المغرب اتخذ قرارات هامة، وضحى باقتصاده حفاظا على سلامة المواطنين، وتقليص انتشار الوباء".

أما في ما يخص النادي البيضاوي والاستراتيجية التي اتبعها خلال فترة الطوارئ الصحية، فأكد الرئيس بأن الإدارة سرحت العناصر الكروية لاستئناف تداريبها من المنزل، وتم وضع برنامج خاص أعده المدرب خوان كارلوس غاريدو وطاقمه التقني، على أن يتم نقل أي مستجدات إلى اللاعبين بشأن مستقبل البطولة المحلية، ودوري أبطال إفريقيا، الذي تم تعليق منافساته بمرحلة نصف النهائي.

وفضل الناصيري عدم الخوض في السيناريوهات المحتملة، مشدداً على أن الوضع الوبائي والمعطيات الدقيقة عن انتشار الفيروس في المغرب وحدها تتحكم بمستقبل الأنشطة الرياضية، منوهاً بالجهود المبذولة والقرارات الاستباقية التي تم الإعلان عليها طيلة الشهرين الأخيرين، لعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها بالفترة المقبلة.

الطوارئ الصحية تُأخر الرد على "الكاف"

اكتفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتقديم معلومات عن جدول ترتيب البطولة الوطنية والمباريات المتبقية من الموسم، إضافة للمؤجلات، في ردها على الاتحاد الإفريقي للعبة، بشأن موقف الجهاز الكروي من إتمام الموسم أو الإعلان عن نهايته، بسبب تداعيات فيروس "كورونا".

واعتذرت الجامعة عن تقديم موقفها النهائي بخصوص سيناريوهات البطولة، بسبب تمديد فترة الطوارئ الصحية في المملكة إلى غاية 20 ماي الجاري، واستحالة اتخاذ أي قرار دون العودة إلى الجهات الحكومية، ممثلة في وزارتي الداخلية والصحة، التي تواكب عن كثب مستجدات الوضع الوبائي.

الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي وجد نفسه مكبل الأيدي بعد توقيف المسابقات الكروية المشرف عليها، طالب من الاتحادات تحديد موقفها ومقترحاتها إن كانت تريد إتمام باقي المباريات، من أجل المساعدة في الإعداد للتوجه الخاص بقادم التواريخ الإفريقية، من بينها نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2021، و"الشان"، ومرحلة نصف نهائي ونهائي دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية.

متحدث باسم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" فسر، لـ"تيلكيل عربي"، أن التحدي الذي واجهه الجهاز الكروي منذ وصول فيروس "كورونا" للقارة السمراء كان التباين بشأن المعطيات الخاصة بالوضع الوبائي لكل بلد، وصعوبة توحيد تواريخ تهم المسابقات التي تم تجميدها من بينها "شان 2020"، الذي يعرف مشاركة 16 منتخبا.

وتابع : "الأولوية حاليا هي استئناف المسابقات المحلية التي تضررت من انتشار الفيروس وتم تعليقها إلى تاريخ غير محدد، ولا يمكننا حاليا تقديم وعود أو تاريخ نهائي للمسابقات. نحن لا نعلم مصير كرة القدم بالقارة، ولهذا عممنا مراسلات على الاتحادات الكروية، لاستفسارها بخصوص الأوضاع، وجمع تصوراتها بشأن عودة الحياة إلى الملاعب بالأسابيع المقبلة، بالإضافة إلى موقفها بشأن إمكانية إلغاء الموسم، ما سيمنحنا فكرة واضحة لنبدأ عملنا".

بروتوكول صحي قيد الإعداد

حتى وإن لم يتم الفصل في استئناف الدوري أو إعلان نهاية الموسم الكروي رسميا، إلا أن الجامعة الملكية المغربية للعبة كلفت حمزة الحجوي، نائب فوزي لقجع و رئيس نادي الفتح الرياضي، بتكوين لجنة ستبدأ العمل على وضع تصورات وحلول، في حال عادت عجلة الساحرة المستديرة للدوران.

ويرتكز عمل اللجنة بداية على وضع تصور دقيق للبروتوكول الصحي الذي يتضمن التدابير الوقائية التي يجب اتباعها، قبل التفكير في عودة المنافسات، وقد وضعت اللجنة تصورها الأولي، ويستلزم موافقة أولية من جامعة الكرة، ثم المصادقة عليه من طرف الحكومة، كخطوة ثانية.

اقرأ أيضا: هكذا تتصور لجنة "البروتوكول" عودة البطولة رغم "كورونا"

ويساهم كل من رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، سعيد الناصيري، بالإضافة إلى جمال السنوسي، رئيس عصبة الهواة، وممثلي اللجان الطبية، في صياغة مقترحات البروتوكول الني سيتم مناقشتها لاحقا، في حال التوصل بإشارة من الجهات الحكومية، لاستئناف البطولة.

وتم طرق أبواب أربعة من الأطباء المنتمين إلى الجسم الكروي، من بينهم عبد الرزاق هيفتي الذي اشتغل سنوات مع المنتخب الوطني الأول، وحاليا يشرف على المحليين، لمساعدة المسؤولين على صياغة المقترحات، التي يمكن اعتمادها لعودة آمنة للمنافسات، وضمان السلامة الصحية للعناصر الكروية.

خفض رواتب اللاعبين تحول لضرورة

بسبب توقف جزء كبير من مداخيل الأندية الوطنية، تدخل فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، لتفعيل المشاورات بين ممثلي اللاعبين-المدربين والأندية، تحت إشراف العصبة الاحترافية لكرة القدم، بخصوص مسألة تخفيض الرواتب، في ظل جائحة "كورونا".

وبالرغم من أن القرار كان مستبعدا طيلة الشهرين الأخيرين من طرف أندية البطولة، التي ألزم البعض منها بأداء رواتب عناصره وأيضا جزءا من منح التوقيع كاملة، إلا أن فتح الملف في اجتماع المكتب المديري، أعطى الضوء الأخضر للفرق التي تضررت ماليا من تجميد الدوري، لمناقشة  الأمر، خلال الأيام القادمة.

وبدأت العصبة الاحترافية بتنسيق مع المدير المالي لجامعة الكرة، وممثل اللاعبين المحترفين، مصطفى الحداوي، بالإضافة إلى عبد الحق رزق، رئيس ودادية المدربين، مشاوراتها بخصوص طريقة خفض الرواتب والمنح، والنسب التي لا يمكن تجاوزها، لضمان مدخول محترم، بالفترة المقبلة، للعناصر الكروية والأطر التقنية.

اقرأ أيضا: الحداوي يتواصل مع لاعبي البطولة بشأن تخفيض رواتبهم

وسبق لـ"الفيفا" تعميم مراسلة على الاتحادات الكروية، تطلب منها الإبقاء على الحل التوافقي بين اللاعبين والأندية، بخصوص مسألة الرواتب وعدم تجاوز الاقتطاع نصف الراتب، مع ضرورة إثبات الضرر المالي بفترة "كورونا".

"كوفيد19" يرعب المدربين

حتى وإن كانوا أشد الحريصين على عدم توقف التداريب المنزلية،  خلال فترة الحجر الصحي، إلا أن عددا من الأطر الوطنية متخوفة من سرعة عودة المنافسات الكروية، في ظل تمدد فيروس "كورونا"، وتسجيل لعدد كبير من الإصابات تجاوزت عتبة الـ5 آلاف بالمغرب.

محمد مديحي، مدرب  رجاء بني ملال، واحد من أبرز الأندية التي تواجه شبح الهبوط إلى القسم الوطني الثاني، وفي حديثه لـ"تيلكيل عربي"، لم يخف مخاوفه من خطر "كورونا"، إن تم تفعيل عودة سريعة للمنافسات، كما قررت مجموعة الروابط، كألمانيا ودوريات أوروبا الشرقية.

الإطار الوطني يرى بأن سلامة اللاعبين فوق كل شيء، ويجب أخذ الوقت الكافي قبل اتخاذ قرار يهم مستقبل الدوري والمئات من المنتسبين إليه، من لاعبين، ومدرب، وعاملين في القطاع الكروي.

واعتبر المدرب أن التداريب يجب أن تستمر عن بعد ومن المنازل، ليكون الجميع جاهزا للقرار الأخير والحاسم الذي تبث فيه السلطات المغربية مستقبلاً، وفي حال تحديد تاريخ استئنافها، سيبدأ الجزء الثاني من عمل الأطر التقنية، بعد فترة  ركزت خلالها البرامج المقدمة للاعبين، على الجانب البدني بعيدا عن التكتيك.