ككل فاتح ماي، يتحلق الكونفدراليون من مختلف القطاعات حول منصتهم التي تتوسط ساحة "درب عمر" بمدينة الدار البيضاء، للاستماع لكلمات قياداتهم المحلية والوطنية، قبل إنطلاق مسيرة الاحتفاء باليوم العالمي العمال.
حشود قليلة، مقارنة بالسنوات الماضية، تحج إلى الساحة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء. مكبرات الصوت تصدح بأغاني المقاومة الفلسطينية، ومناضلوا ومناضلات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كعادتهم، يتلحفون أعلام فلسطين، بعدما أعدوا وأعددن كل لوازم قيادة المسيرة التي ستجوب لقرابة الساعتين بعضا من شوارع وأزقة وسط العاصمة الاقتصادية.
حضرت فلسطين بأعلامها وشعاراتها ورموزها بقوة، وغاب الحضور القوي للعمال والمستخدمين والأجراء والموظفين. كل سنة أصبحت المشاركة أضعف، والشغف النضالي أقل.
كلمات قيادات النقابات بدروها لجأت للحديث عن صمود الشعب الفلسطيني في غزة أكثر من أشياء كثيرة. يظهر أنها لا تملك ما يقال، لأن نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، كانت طرفا في توقيع الاتفاق الاجتماعي مع الحكومة بداية الأسبوع الجاري، وكانت قبل ذلك أحد أركان إنهاء أزمة إضراب قطاع التعليم، وحده ملف قطاع الصحة لايزال يحرك بعض الحماس ويوفر ما يقال عن النضال.
زعيم نقابة "CDT" عبد القادر الزاير لم يسعفه سنه ولا وضعه الصحي الوصول إلى المنصة بسهولة، احتاج الاتكاء على شخصين، قبل أن يحتل كرسيه قرب ميكروفان الخطابة، وبصعوبة بالغة جدا.
ذكر قياديوا النقابة في كلماتهم بنتائج الحوار الاجتماعي وما تحقق من زيادات في الأجور. ذكروا بدورهم في قيادة ما يصفونه بالمعارك ضد الحكومة و"الباطرونا" بمختلف القطاعات.
أطلقوا وعودا بأن "نضالهم مستمر من أجل حقوق العمال والشغيلة والموظفين".
وتبقى الملاحظة الأقوى والملفتة للإنتباه أكثر من غيرها، اختفاء جيل كامل من الشباب والشابات، كانوا وكن وقود توهج مسيرة "CDT" في يوم العمال. في المقابل، لاتزال أجيال "قدماء النضال" النقابي والحقوقي والسياسي حاضرة، يتقدمهم ويتقدمهن كما هو الحال دائما، المناضل المغربي الرمز سيون أسيدون وهو يحمل عاليا راية فلسطين.