في إطار مهرجان الفيلم الوطني بطنجة، المقام بين 9 و17 مارس الجاري، يتنافس 30 فيلما على جوائز المهرجان، في فئتي الأفلام الطويلة والقصيرة. ومن بين الأفلام المتنافسة في فئة الأفلام القصيرة، التي يشارك فيها شباب بتجاربهم الأولى في الإخراج، يبرز اسم نور الدين عيوش (72 سنة)، رجل الأعمال والإشهار، بين المخرجين المتنافسين للفوز بجوائز المهرجان.
يتنافس عيوش الأب، بفيلمه "إيطو" (25 دقيقة) في فئة الأفلام القصيرة. وتحكي قصته عن فتاة تعود إلى المغرب للبحث عن سبب وفاة والدتها، فتحوم شكوكها حول زوج والدتها، السياسي النافذ.
بعد عرض فيلم عيوش، أمس الاثنين، ضمن فعاليات المهرجان، طرح الفيلم عدة تساؤلات حول طريقة الإخراج "الاحترافية" التي ظهر بها، وأثيرت "شكوك" حول استعانته بأحد أبنائه (المخرجان نبيل وهشام). بالإضافة إلى علاقة عيوش الأب بالسينما ودراسته الإخراج.
كل هذه التساؤلات والشكوك، أجاب عنها نور الدين عيوش في حديثه لـ "تيل كيل عربي"، في هذا الحوار المقتضب، على هامش المهرجان.
لماذا اتجهت إلى الاخراج؟
منذ صغري، في سن التاسعة، كنت مهتما بالسينما. وكان معلمي يشتكي لوالدي بأني لا أهتم بالدراسة ومهتم أكثر بالسينما والمسرح. كان حلمي آنذاك الذي استلهمته من والدتي التي كانت تعشق الغناء والمسرح، أن أتجه للسينما والفن.
وقبل 40 سنة تقريبا، كنت سأذهب لدراسة الاخراج في لوس أنجلس بأمريكا، لكن دراستي وانشغالاتي حالت دون ذلك. لكن ورغم مرور هذه المدة، فقد لازمني الشغف بالسينما. كما أني درست المسرح في فرنسا وقمت بإخراج 3 مسرحيات. وهنا في المغرب قبل 5 سنوات قمت بإخراج مسرحية على موليير. لذا أظن أن كل ذلك هو ما جعلني أخرج فيلمي الأول "إيطو".
لكل إنسان أحلامه، وهذه الاحلام تحتاج إلى وقت من أجل تحقيقها، كيفما كان سنك أو ظرفك. أنا حلمت بأن أكتب، وكتبت كتابا عن الاقتصاد، وهو حول تجربتي في القروض الصغرى والكبرى. وقبل ذلك كتبت مسرحية، والآن أخرجت هذا الفيلم القصير (25 دقيقة). وبالتالي هذه بداية لكي أخرج أفلاما أخرى طويلة.
ما يلاحظ في الفيلم انه ليس لمخرج مبتدئ. كيف صورت الفيلم ؟
انا حرفي في كل أعمالي، وبحكم مشاهداتي الكثيرة للسينما فأنا أركز على طريقة الاخراج. في هذا الفيلم استعنت بممثلين محترفين من المغرب وخارجه، كما اعتمدت على مدير تصوير إيطالي، أفهمته ما أريد فعله وهو ما قام به جيدا.
هل درست الإخراج وكيف قمت بإدارة الممثلين؟
نعم والحمد لله درسته، واشتغلت مع أناس محترفين، وجهتهم إلى ما يجب أن يفعلوه. واهتممت بإدارتهم بشكل دقيق. كما لا تنسى أني أشتغل في الإشهار وتعلمت كيف يقوم المخرجون والممثلون بعملهم. وبالتالي استفدت من تجربة العمل في الإشهار، الأمر الذي خولني أن أقوم بالإخراج.
الفيلم الجيد يحتوي على الديكور والموسيقى والمونتاج والتمثيل وأشياء أخرى جيدة. إذن يجب أن تكون التجربة حاضرة، بإزاء الاشتغال مع أناس محترفين.
هل استعنت بأحد ابنائه.. نبيل مثلا ؟
لا ابدا، ابني شاهد الفيلم بعدما أخرجته ولم يكن يعلم به من قبل. وعندما شاهده قال لي: " ماعندي مانسالك، تبارك الله عليك ا بابا". كما قال لي: "أنت أبنت أنك تمتلك تجربة استطعت أن تظهرها للناس، بشكل غير متوقع". من جهة اخرى، أنا احترم أبنائي ولا أريدهم أن يتدخلوا في عمل والدهم، كما لا أتدخل أنا بدوري في عملهم الذي احترمه.
هل ستتجه في هذا المسار وتخرج فيلما طويلا ؟
إن شاء الله أكيد. أشتغل حاليا على فيلم طويل، موضوعه اجتماعي يمس شريحة كبيرة من الناس. وسأحاول أن أثير فيه بعض القضايا التي سبق لي أن خلقت بها نقاشا وجدلا في المجتمع. فمثل هذه القضايا الاجتماعية لا تحتاج إلى موضوع فقط، بل إلى صورة فنية نستطيع من خلالها صنع حكاية إبداعية.
حاليا لا أستطيع البوح بموضوع فيلمي الطويل. وقد انتهيت من الاشتغال على فكرته، وربما انتهي من إخراجه نهاية السنة الجارية أو المقبلة.