"نحن نريد إقرار حرية الأجساد"، كان هذا واحدا من مطالب نور الدين عيوش، رجل الأعمال والناشط الجمعوي، في ندوة نظمت عشية يوم أمس (الإثنين)، برواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المعرض الدولي للنشر والكتاب. وشدد عيوش خلال الندوة، التي حضرها "تيل كيل عربي"، على أنه "من الضروري تدخل الملك لإقرار الحريات الجنسية والدينية في المغرب، لأن تدخله في هذا الملف لن يكون متعارضاً مع الملكية".
عيوش أضاف أن المثلية الجنسية ليست مرضا وإنما اختيار، مبرزا أن المثليين، الذين قال عنهم إنهم كانوا حتَّى في زمن الرسول محمد، يجب أن يحترموا.
وأفاد المتحدث، في مداخلته في الندوة المذكورة، أن المغاربة عصريون وتقليديون ومحافظون في الوقت نفسه، بحيث أنهم مع تيار إقرار الحرية عموما، لكنهم ضد الحريات الجنسية والدينية، حسب عيوش.
اقرأ أيضاً: عيوش يدخل على خط مؤتمر الأقليات
كما قال، في السياق نفسه، إن المغرب بلد "سكيزُوفرِينيّ"، موضحا أن الدستور المغربي لسنة 2011 ينص على أمور معينة بخصوص الحريات، بينما تنص القوانين المغربية على عكسها.
ولإقرار الحريات الجنسية والدينية في المغرب، اقترح عيوش مجموعة من الحلول، من بينها ضرورة تدخل الملك في الموضوع، لأنه، حسب المتحدث، الوحيد القادر على تحقيق هذا الأمر، ولأن هذه المسألة لا تتعارض مع الملكية.
كما حثَّ عيوش على ضرورة عدم قتل الأحزاب السياسية المغربية، التي شدَّد على أنها يجب أن تلعب الأدوار المنوطة بها داخل المجتمع.
اقرأ أيضاً: عيوش(3): الكتاتيب القرآنية كارثة تهدد الأطفال المغاربة
وكانت تنمية الفن والثقافة، من خلال الروايات والمسرح والسينما، من ضمن الحلول التي اقترحها عيوش لإقرار الحريات الجنسية والدينية في المغرب، منتقداً منع الحكومة المغربية السابقة لعرض فيلم "الزين اللي فيك" لصاحبه نبيل عيوش، المخرج والمنتج المغربي، داخل القاعات السينمائية المغربية، دون حتَّى أن تشاهده، حسب المصدر ذاته.
وانتقد عيوش تقلد المرأة المغربية لمناصب حكومية مغربية ثانوية، مبينا أنه في الوقت الذي نجد فيه في الحكومة المغربية الحالية وزراء رجالاً وكاتبات دولة، كان عدد الوزيرات في الحكومات المغربية في عهد الحسن الثاني يصل إلى غاية 5 وزيرات، موضحاً أن المساواة بين الجنسين (الرجال والنساء) في المغرب غير متوفرة، وذلك، وفق عيوش، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
اقرأ أيضاً: عيوش (1): هذه حقيقة صداقتي مع الملك.. والهمة لا يحركني
عيوش، الذي اعتبر اعتقال البهائيين والشيعيين والأقليات الدينية أمرا ليس عادلاً، قال، كذلك، إن حمْل متظاهري حراك الريف لعلم يمثل منطقتهم أمر جيد، لأنه يرمز إلى هويتهم، مبرزا أن محتجي جرادة يحملون، أثناء احتجاجاتهم، الأعلام المغربية وصور الملك محمد السادس، ولكنهم يطالبون بالمطالب الاجتماعية والاقتصادية نفسها التي يطالب بها الريفيون.