غدا .. محاكمة المتهمين في أكبر فضيحة في تاريخ كرة القدم

أبرز المتهمين الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي
تيل كيل عربي

بعد أكثر من عامين على توقيفات غيرت وجه كرة القدم، تنطلق الاثنين في نيويورك المحاكمات في قضايا الفساد التي هزت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وكشفت فضائح تعود الى أعوام طويلة.
وجهت الاتهامات الى 42 مسؤولا وثلاث شركات، بعد شكوى قضائية من 236 صفحة تضمنت تفاصيل 92 جرما و55 مخطط فساد، بمخالفات مالية تصل قيمتها لنحو 200 مليون دولار أميركي.
اعتبر ذلك باختصار أكبر فضيحة في تاريخ كرة القدم. وبعد أكثر من عامين على تكشف فصولها، تبدأ الاثنين في مدينة نيويورك إجراءات محاكمة ثلاثة من المسؤولين، هم الوحيدون الذين دفعوا ببراءتهم.
ولدى تكشف فصول الفضيحة، قالت المدعية العامة الأميركية في حينه لوريتا لينش ان "جيلين من مسؤولي كرة القدم (...) استخدموا مواقع الثقة التي كانوا يحظون بها ضمن مؤسساتهم، لطلب رشى من مروجين رياضيين لقاء حقوق منافسات كرة القدم المرتبطة بهم".
وأضافت "قاموا بذلك مرارا وتكرارا، عاما تلو عام، بطولة بعد بطولة".
أخفيت عشرات الملايين من الدولارات في حسابات "أوفشور" في هونغ كونغ، جزر كايمن وسويسرا، بحسب المسؤولين الأميركيين.
وتنطلق الاثنين عملية اختيار هيئة المحلفين في المحكمة الفيدرالية في بروكلين، ويتوقع ان تبدأ الجلسات في 13 نوفمبر.
والمسؤولون الثلاثة الذين سيخضعون للمحاكمة هم من النافذين الأثرياء في أميركا الجنوبية، ويتقدمهم الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم جوزيه ماريا مارين (85 عاما)
ومنذ توقيفه في زوريخ وترحيله الى الولايات المتحدة، أفرج عن مارين بموجب كفالة، ويقيم حاليا في "برج ترامب" الفخم العائد الى الرئيس الاميركي الحالي ورجل الاعمال السابق دونالد ترامب، والواقع على الجادة الخامسة الشهيرة في نيويورك.
والى مارين، ستتم محاكمة النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي البارغواياني خوان انخل نابوت (59 عاما) والبيروفي مانويل بورغا الذي قاد اتحاد كرة القدم في بلاده حتى عام 2014، وكان عضوا في لجنة التطوير في الفيفا.
وستقرر هيئة المحلفين مصير هؤلاء، على ان يصدر القرار عن القاضية باميلا تشن. ويمكن للأحكام في قضايا من هذا النوع ان تصل الى السجن 20 عاما.
ومن بين المتهمين الـ 42، عقد 24 اتفاقات مع المحققين أملا في نيل عقوبات مخففة، لقاء التعاون وتقديم المعلومات والاقرار بالذنب في عدد من التهم. وتم إصدار أول حكمين في أكتوبر الماضي، بحق الغواتيمالي هكتور تروخيو (السجن ثمانية أشهر)، والبريطاني اليوناني كوستاس تاكاس (السجن 15 شهرا، سبق له ان قضى 10 منها منذ توقيفه)
وبعد إصدار الحكم بحق تروخيو، اعتبرت تشن انه "دمر بطريقة أو بأخرى بلاده (...) كرة القدم هي عشق قومي ومهمة وطنية". ولا يزال 22 شخصا ينتظرون صدور الأحكام في حقهم، يتقدمهم جيفري ويب من جزر كايمن الذي أقر بالحصول على أكثر من ستة ملايين دولار كرشى، والذي أثار غضب محامي الفيفا لكونه تابع أسلوب حياته الباذخ القائم على شرب الشمبانيا والقمار والاحتفالات الصاخبة، على رغم وضعه تحت الاقامة الجبرية.
إلا أن 15 من المدعى عليهم لا يزالون موجودين في بلادهم، حيث وجهت إليهم اتهامات أو ينتظرون ان تجرى محاكمتهم في قضايا مماثلة، أو حتى يقاتلون لعدم ترحيلهم إلى الولايات المتحدة، وأبرزهم النائب السابق لرئيس الفيفا الترينيدادي جاك وورنر الموقف مدى الحياة من قبل لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي.
وقال ويب لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي "الفيفا لا يزال مدينا لي بالمال (...) لقد شرعت في خطوات للحصول على ما يدينون لي به، لأنه اذا حصل بلاتر وغيره على مستحقاتهم، لم أنا لا؟".