تُواجه رواية "غوانتيندوف"، وهي العمل الروائي الأول للشاعرة والفنانة التشكيلية نعيمة فنو، ما وصفته الكاتبة بـ"تماطل إداري" حال دون حصولها على رقم الإيداع القانوني.
هذا الوضع منع وصول الرواية إلى القراء على الرغم من جاهزيتها واستعدادات دار النشر "إفريقيا الشرق" لطرحها، خاصة خلال فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الذي اختتم فعالياته مؤخرا.
الرواية، التي تستمد أحداثها من المعاناة القاسية للجنود المغاربة الذين قضوا سنوات في معتقلات "البوليساريو"، تبدو عالقة في إجراءات مكتب الإيداع القانوني بالمكتبة الوطنية بالرباط، وهو ما تعتبره الكاتبة "تماطلا غير مبرر".
وفي تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أوضحت نعيمة فنو أن "هذا هو إصدارها الرابع والأول في الجنس الروائي".
وأضافت أن "دار نشر إفريقيا الشرق العريقة، المعروفة بمعاييرها الصارمة في النشر ولجنتها العلمية الدقيقة، ولو كان هناك أي إشكال في العمل، لما قبلته الدار منذ البداية".
بدأت فصول القضية، حسب الكاتبة، قبل المعرض الدولي للكتاب بأسابيع، حيث كانت الاستعدادات جارية ليكون العمل جاهزا في رواق دار "إفريقيا الشرق".
وأشارت إلى أنه "بينما كانت الأعمال الأخرى تحصل على أرقام إيداعها بشكل طبيعي، تم تجاهل روايتها".
وأبرزت أنه "طلب منا على غير العادة تقديم ملخص للرواية، فقدمناه، ثم طلبت الفهرسة، فسلمناها، رغم أن الرواية بطبيعتها لا تحتاج فهرسة بالمعنى التقليدي، فكان التماطل سيد الموقف".
وأمام هذا الوضع، اضطرت الكاتبة إلى الاستعانة بمفوض قضائي لمعاينة الإجراءات، وأوردت أنها "اصطحبت مفوضا قضائيا وجرى تقديم وعد شفوي لي بحضوره بأن رقم الإيداع سيكون جاهزا في اليوم الموالي، وهو ما لم يتم الوفاء به".
هذا الأمر دفعها للانتقال للمرة الثانية، يوم الخميس 24 أبريل 2025، برفقة المفوض القضائي مجددا، حيث "أنجز المفوض محضر معاينة يؤكد رفض مكتب الإيداع القانوني تسليم روايتي 'غواتندوف' رقم إيداعها، بعد مرور 48 ساعة على الوعد الشفوي".
وجرى الإعلان عن حفل توقيع للرواية يوم السبت 26 أبريل 2025 بجناح دار "إفريقيا الشرق" (B25) ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (17-28 أبريل)، وهو الحفل الذي تأثر بشكل مباشر بغياب رقم الإيداع.
استغربت الكاتبة ما وصفته بـ "التعنت"، خاصة وأن "مكتب الإيداع القانوني دوره تقني بحت، ولا علاقة له بمضمون الرواية أو موضوعها، هو جهة مانحة للرقم فقط، وحتى لو افترضنا وجود إشكال ما في الرواية، فالموضوع لا يخصهم".
وأشارت فنو إلى أنها "لم تلجأ للقضاء حتى الآن، مفضلة مراسلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان والوزير الوصي على قطاع الثقافة"، مستنكرة ما وصفته ب"المبكي والمضحك أن يكون العنوان هو السبب في عدم تسليم رقم الإيداع".
في هذا الصدد، عبر الأسير السابق لدى جبهة البوليساريو، ضابط الصف عبد الله سامر، عن دعمه للكاتبة.
وفي مقطع فيديو على قناته في "يوتوب" أوضح سامر: "أرجو التضامن معها، لأنها كتبت كتابا تحكي فيه مواجع أسرى الوحدة الترابية، وصمود الجنود البواسل الذين أسروا في معتقلات "البوليساريو"، وما بغاوش يعطيوها رقم الإيداع".
وشددت الكاتبة على أن "رواية "غواتندوف" تعتبر تكريما معنويا لعبد الله سامر نفسه، الذي أمضى قرابة 25 عاما في معتقلات تندوف، ولعشرات الأسرى الآخرين، وكان سامر، الذي تصفه الكاتبة بـ"الصديق والأخ العزيز"، شاهدا على بعض تفاصيل الرواية التي تشاركاها "ذاكرة وألما وعبرات".
يذكر أن لنعيمة فنو إصدارات سابقة تشمل: "فلاسفة في ضيافة الشعر"، "عينان في جمجمة مقمرة"، و"دولاب الحظ".