قال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني "إن التحقيق القضائي والإداري بخصوص فاجعة الصويرة لازامستمرا، وسيعلن عنه للرأي العام فور الانتهاء منه".
العثماني، الذي كان يتحدث في الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة اليوم الاثنين بمجلس النواب طبقا للفصل 100 من الدستور، قال "إن حادث الصويرة مؤلم جدا، ولا يمكن لأي مغربي إلا أن يتألم لما حدث"، واعدا بالإعلان عن نتائج التحقيق القضائي الذي تباشره النيابة النيابة العامة، والتحقيق الإداري الذي تجريه وزارة الداخلية من أجل ترتيب المسؤوليات، ومحاسبة المقصرين.
وبخصوص استراتجبة الحكومة في المجال الاجتماعي، قال العثماني "ان هناك سياسات بدأت منذ الحكومات السابقة سنواصلها ونطورها ونخرج كذلك برامج جديدة"، مضيفا أن العمل الاجتماعي متعدد الأوجه، ولا يمكن القضاء على الفقر بدون تشغيل، كما أن هذا المجال مرتبط بدوره بمنظومة التربية والتكوين، مشيرا في هذا الصدد إلى أن القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي سيخرج إلى حيز الوجود قريبا.
العثماني دافع عن سياسة حكومته في المجال الاجتماعي، وقال إن قانون المالية الذي صادق عليه مجلس النواب تضمن إجراءات اجتماعية غير مسبوقة من قبيل تخصيص 20 ألف منصب شغل لقطاع التعليم، وزيادة 5 مليار في ميزانيته، فضلا عن تخصيص 4 آلاف منصب شغل لأول مرة لقطاع الصحة.
ووعد العثماني بالزيادة المستمرة في ميزانية القطاعات الاجتماعية خلال السنوات المقبلة ستكون كل سنة، كما تعهد باخراج المراسيم التطبيقية الخاصة بقانون تقاعد أصحاب المهن الحرة قريبا.
ردود سعد الدين العثماني، لم تقنع البرلماني الاستقلالي عمر حجيرة، الذي رد عليه قائلا"فاجأتني، و"خلعتني"السيد رئيس الحكومة حينما قلت إنك تنتظر نتائج التحقيق، أنا نعطي نتائج التحقيق، المتهم الرئيسي هو الفقر، النساء اللواتي ذهبن ضحية الفاجعة أصغرهن تبلغ من العمر 35 سنة، بمعنى أن الفقر هو الذي أتى بهن".
وأضاف حجيرة "أن الحادث يطرح سؤالا على الجميع، وليس الحكومة فقط"، داعيا إلى الاهتمام بالفئات الفقيرة والهشة، خاصة أن ملايين المغاربة عاطلين عن العمل، محذرا من إمكانية تحولهم الى تهديد للاستقرار الاجتماعي.
من جهته اعتبر محمد اوزين، النائب البرلماني عن الحركة الشعبية أن "فاجعة الصويرة ليست حادثا معزولا، فغيرها كثير جدا، خاصة في العالم القروي". وأضاف "بدون مزايدة، وبدون دغدغة للعواطف، فإن "ما حدث نرفضه كمغاربة ومنرضاوش به، لا نريد أن يموت المغاربة بالجوع"، أو بالذل"، داعيا إلى ابتكار سياسات ومبادرات جديدة لمحاربة الفقر والهشاشة.
بدورها، قالت حنان رحاب، النائبة البرلمانية عن فريق الاتحاد الاشتراكي"إن النساء اللواتي ذهبن ضحية فاجعة الصويرة، ذهبن ضحية الفقر من أجل قفة لا تضمن كرامتهن". وتابعت "إننا جميعا نستغل الفقراء والمعوزين، ما دمنا نسكت على استغلالهم وامتهان كرامتهم، عبر توزيع قفة المساعدات الغذائية".
وردا على تدخلات الفرق النيابية، دعا العثماني إلى عدم تضخيم المشاكل التي يعرفها المغرب، وقال "غير صحيح أن الاقتصاد المغربي يعيش أزمة. الاقتصاد المغربي قوي ومتين بشهادة جميع التقارير الدولية".
وأضاف مخاطبا نواب البرلمان "خاصكم تعاونو بلادكم، حينما تتحدثون عن الأزمة فإن المستثمرين يهربون، لذلك لا يجب تهويل المشاكل، هناك مشاكل، لكن ليست هناك أزمة".
وبخصوص إصلاح صندوق المقاصة، قال العثماني "إن الاغنياء يستفيدون أيضا من دعم السكر، وغاز البوتان، ونحن سنصلح هذا الأمر دون أن نمس الفئات الفقيرة، وإذا كنتم تعتبرون أن وضعية هذا الصندوق تحتاج إلى إصلاح فما عليكم سوى التقدم بمقترح تعديل على مستوى قانون المالية، ونحن مستعدين لمناقشة ذلك، الحكومة ترحب بأي مقترح في هذا الشأن، وسنتفاعل معه سواء جاء من الأغلبية أو المعارضة"