فجوة الأجور ومراعاة الاحتياجات والتحرش الجنسي.. دراسة تكشف إكراهات عمل الصحفيات بالمغرب

بشرى الردادي

نظّم "المنتدى المغربي للصحفيين الشباب" ندوة صحفية، اليوم الجمعة، بمدينة الرباط، من أجل تقديم دراسة، تحت عنوان: "مقاربة النوع الاجتماعي بالمقاولات الصحفية بالمغرب وحماية الصحفيات".

 وحسب بلاغ رسمي له، يروم "المنتدى المغربي للصحفيين الشباب"، عبر هذه الندوة، تسليط الضوء على وضعية الصحفيات المغربيات وواقعهن المهني، على المستوى الوطني، وداخل المقاولات الصحفية المغربية، والمساهمة في تأهيل المنظومة الوطنية ذات الصلة بحماية الصحفيات، ومراجعة خصاص الإطار القانوني، دون إغفال أهمية إذكاء الوعي الجماعي، لضمان سلامة الصحفيات وتحسين ظروف اشتغالهن.

ووفق نفس المصدر، تعود بعض الإكراهات التي تعترض عمل الصحفيات إلى التمثلات المجتمعية حول الصحفي، بصفة عامة، والتي غالبا ما تكون منحازة وغير سليمة، وذلك لوجود أزمة ثقة بين العمل الصحفي والمجتمع، بل أكثر من ذلك، لا ينحصر أثر هذه التصورات في مربع التمثل، بل يمتد إلى التجسيد في السلوك كتصرفات ومواقف؛ مما ينتج عنده تزايد العنف المادي والمعنوي، الذي يلحق بالصحفيات.

ومن أجل ذلك، يضيف البلاغ، تم الاعتماد خلال الدراسة على استبيان أجابت عنه 66 صحافية، من مختلف المؤسسات الصحفية المغربية الخاصة والعمومية، من أجل تقديم تشخيص تشاركي لملامسة وضعية وظروف اشتغال الصحفيات المغربيات.

وكشفت الدراسة التي أعدّتها الصحفية ماجدة آيت لكتاوي، منسّقة "الهيئة المغربية للصحفيات الشابات"، المنبثقة عن المنتدى، أن 41 صحفية من أصل 66 المشاركات في الاستبيان، أفَدن أن هناك فرقا في تقدير الأداء والمجهود بين الصحفي والصحفية، على المستوى المادي، بنسبة بلغت 62.1 بالمائة، في حين ترى 25 صحفية أنه لا يوجد أي تمييز مادي بين الصحفيين والصحفيات، وبلغت نسبتهن 37.9 بالمائة.

وحين سؤال الصحفيات المغربيات المشاركات في الاستبيان، أكدت 35 صحافية أن هناك فرقا في الأجور بينها وبين زميلها الصحفي، بنسبة بلغت 53 بالمائة، في حين أجابت 31 صحفية بالنفي، بنسبة 47 بالمائة.

وأفادت 38 صحفية من أصل 66 المشاركات في الاستبيان بأنّ إدارة المؤسسة الإعلامية، التي يشتغلن بها، لا تُراعي احتياجات وخصوصية النساء والفتيات في العمل، بنسبة بلغت 57.6 بالمائة، في وقت أكدت 42.4 بالمائة منهن أن مؤسساتهن تراعي احتياجاتهن وخصوصيتهن، بواقع 28 صحفية.

وكشفت 43.9 بالمائة من الصحايات عن تعرضهن للتحرش داخل مقرات العمل، بواقع 29 صحفية، من أصل 66 صحفية، وأقرّت 82.8 بالمائة منهن، بما مجموعه 24 صحفية، أن التحرش كان لفظيا، فيما سجّلت 5 منهن أن التحرش كان جسديا، بنسبة بلغت 17.2 بالمائة. فيما أجابت 37 صحفية بكونهن لم تتعرضن للتحرش من قبل في مكان العمل، وبلغت نسبتهن 56.1 بالمائة.

ومن اللافت أن جلّ الصحفيات المتعرضات للتحرش لا يقمن بالتبليغ عن المتحرش؛ حيث سجلت 31 صحفية، بنسبة 91.2 بالمائة، أنهن لم يقمن بالتبليغ عن زملائهن أو مدرائهن وغيرهم من المتحرشين بهن، أثناء أداء مهامهن اليومية، وقامت 3 صحفيات فقط بالإبلاغ، بواقع 8.8 بالمائة من المتحرّش بهن.

وحين تم سؤال الصحفيات المستجوبات عن رأيهن، فيما إذا كان على المغرب سنّ قوانين كافية تحمي الصحفيات، أثناء أداء مهامهن، أجابت 51 صحفية من أصل 66 بنعم، بنسبة 77.3 بالمائة، في حين لا ترى 15 صحفية أهمية لذلك، بنسبة 22.7 بالمائة.