أضحى المغربي حسن أوتقلا، اعتبارا من الخامس عشر من غشت الجاري، مستشارا خاصا لملك وملكة هولندا، بعد مسار مهني استثنائي.
يعتبر تعيين حسن أوتقلا، البالغ من العمر 36 عاما، في الثاني عشر من يوليوز 2019، في ذلك المنصب، تتويجا لمسار استثنائي لابن قلعة مكونة.
وسيكون على أوتقلا، بعد تولي المنصب الجديد، إخبار الملك حول كل ما يحدث في المجتمع الهولندي، وسيتولى تقديم المشورة للملك فيلهيم إلكسندر والملكة ماكسيما، حول الشخصيات التي سيمكنهما استقبالهما.
عمل أوتقلا على مدى أربعة أعوام، كمستشار في التدبير بـ KPMG، الذي يعد من بين مكاتب الافتحاص الشهيرة في العالم.
تولى، قبل ذلك، العديد من المسؤوليات بالهيأة الهولندية للأسواق المالية، حيث بلغ منصب المستسار الرئيسي في مجال تنسيق الأنشطة المرتبطة بالسياسة العمومية والاستراتيجية. كما عمل أوتكلا بسفارة هولندا بالولايات المتحدة الأمريكية.
لقد توجب على حسن أوتقلا، قبل أن يلج القصر الملكي الهولندي، كما الكثيرين، أن يستند على مسار علمي متين، هو الحاصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية.
وحصل على تلك الشهادة، بعد مناقشة أطروحته، حول دور المساجد في إدماج الشباب المغربي بأمستردام.
لم يلهه مساره المهني عن الانشغال بالقضايا التي تثير النقاش في هولندا. فقد سبق له عندما كان طالبا، أن رعى بمعية سبعة طلبة، عريضة، طالبوا فيها بالكف عن اتهام مسلمي هولندا، بعد مقتل المخرج السينمائي تيو فان غوخ، الذي كان يعتبر الإسلام إيديولوجية شمولية، من قبل أحد المتطرفين.
لقد كان لمقتل تيو فان غوخ صدى كبيرا في مجتمع حريص على الحرية والنظام الاجتماعي، ليجد المسلمون في هولندا أنفسهم عرضة للنبذ، خاصة من قبل السياسيين.
وقد أكدت العريضة، التي وقعها حسن أوتقلا بمعية سبعة طلبة أتراك ومغاربة، على أن الجريمة التي ذهب ضحيتها تيو فان غوخ، لم يقترفها الإسلام، بل إن أوتقلا صرح بسيادة شعور بسوء الفهم والتمييز.
تلك وضعية كرست في هولندا، مادامت صورة "المغربي" توظف من قبل المتطرف اليميني، غيرت فيلدرز، كمثال سيىء لنموذج الاندماج الهولندي.
يواصل ذلك المتطرف، ومن حذا حذوه، السعي لتلطيخ صورة المهاجرين، في وقت تتوالى فيه قصص النجاح في هولندا، التي يجسدها أشخاص مثل حسن أوتقلا، الذي أثار تعيينه انتقادات من قبل متطرفين يمينيين، في الوقت الذي اتخذت الملكية في هولندا مبادرات تسعى إلى التواصل أكثر مع المسلمين في ذلك البلد.