نبغ الأدباء المغاربة بلغة الضاد ولغة موليير، لكن قليلا منهم من أبان عن كعبه العالي بلغة شكسبير، كما فعلت الكاتبة المغربية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية ليلى العلمي، التي تعد أول مغربية تفرض اسمها في عالم الأدب ببلاد "العم سام".
ليلى العلمي، التي رأت النور بالرباط سنة 1968، استطاعت أن تغرف من المعين الغني بلدها الأم، من أمكنته وشخوصه الحاضرين في عقد سردها.
في أول رواية لها "أمل وتحقيقات خطيرة الأخرى"، التي نشرتها سنة 2005، تحكي العلمي عبور شبان مغاربة لمضيق جبل طارق.
وفي رواية "ما رواه المغربي"، المنشورة سنة 2014، تحكي قصة سفر "إستيبانيكو"، العبد المغربي الأسود الذي انطلق من أزمور في اتجاه أمريكا في القرن السادس عشر، والذي أمسى شهيرا في الذاكرة الشعبية باعتباره أول مستكشف أسود لأمريكا.
توفقها في المبيعات، جعلها تحظى بسمعة جيدة، خصوصا عندما وصلت إلى نهائيات الجائزة المرموقة "بوليتزر"، في فئة الكتابة الخيالية.
روايتها الأخيرة "الأمريكيون الآخرون"، تحكي قصة الوفاة الغامضة لصاحب مطعم مغربي مهاجر، في رواية بوليسية مشوقة بانتقالاتها المفاجئة، فهي تتناول موضوع الهوية أولا، ولكنها تتناول أيضا الهجرة، وهما موضوعان تصدت لهما هذه الأستاذة لمادة الكتابة الإبداعية في جامعة ريفرسايد بكاليفورنيا.
"لم أكن أتصور أبدا أن أكون مهاجرة، أو أن أكتب الرواية باللغة الإنجليزية، لكن هذين القرارين كان لهما أثر عميق على تفكيري الإبداعي والنقدي"، تقول في نص نشرته على موقعها الإلكتروني.
الصحافية السابقة في جريدة "البيان" (بالفرنسية) تغرد على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بانتظام حول المغرب، الذي حافظت على ارتباطها به، وتتخذ مواقف علنية في بلد الاستقبال ضد الرئيس دونالد ترامب، لأنها ترى في الأدب "وسيلة لمقاومة تعصب الكراهية".