فك لغز جريمة قتل أستاذ التربية الإسلامية بالسمارة .. وإعادة تمثيل الجريمة

إعادة تمثيل جريمة السمارة
تيل كيل عربي

أعادت الشرطة القضائية لأمن السمارة، بتنسيق مع أمن العيون، مساء اليوم الأربعاء، تمثيل أطوار جريمة القتل، التي أودت بحياة محمد تقي الله ماء العينين ابن أبا حازم، أستاذ التربية الإسلامية . وكان الضحية وجد جثة هامدة داخل سيارته نواحي السمارة، مساء الجمعة الماضي. وحسب مصادر مقربة من القضية فإن المتهم الرئيسي أكد في تصريحاته للشرطة أن سبب الجريمة هو جلسة خمرية وشجار انتهى بجريمة قتل.

وحسب ما استقته "تيل كيل" من معطيات أمنية مقربة فإن التحريات مع الموقوفين، فقد كشفت أن الضحية توفي على إثر نزيف حاد أصيب به جراء ضربة قوية بحجر تلقاه من طرف أحد المتهمين حين كانوا يعاقرون الخمر بنواحي السمارة. وأكدت التحريات أن المتهمين اتفقوا كعادتهم مع الضحية على السهر ومعاقرة الخمر، فاقتنوا الخمر وتوجهوا إلى مكان الجريمة وبعد ساعات من السمر، اتفقوا على احضار المزيد من الخمر، وإكمال السهرة، وطلبوا من الضحية أن يستعملوا سيارته ولكنه رفض، فنشب بينهم شجار حمل معه أحدهم حجر وضربه على رأسه وأنحاء أخرى من جسده.

وأضافت التحريات أن الضربات تسببت في جرج غائر برأس الضحية، وأن أحد المتهمين الثلاثة كبله يديه ورجليه بواسطة حبال، وكمم فاهه ليمنعه من الحركة وازعاجهما أثناء تناولهم لبقية الخمر. وأوضحت مصادرنا أن المتهمين تركوا الضحية داخل سيارته وهو مكبل وينزف، معتقدين أنه سيفك نفسه، لكن يبدو، حسب ما قالته المصادر، أن الضحية لم يتمكن من فك قيوده ولفظ أنفاسه الأخيرة بالكرسي الخلفي لسيارته، ولم يجر العثور عليه إلا بعد مرور يومين على الحادث.

وأعاد اثنين من المتهمين أحدهما يدعى (م. س) تمثيل أطوار الجريمة تحت حراسة أمنية مكثفة، بحضور الوكيل العام للملك باستئنافية العيون ووالى أمن العيون، في حين مازال المتهم الثالث في حالة فرار. وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة العيون، بالتنسيق مع فرقة الشرطة القضائية بالسمارة، وبناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المعروفة "اختصارا" ب"الديستي" تمكنت أمس الثلاثاء من اعتقال شخص، 27 عاما، من ذوي السوابق القضائية العديدة في الاعتداء على الأشخاص والممتلكات، للاشتباه في صلته بارتكاب جريمة القتل العمد التي كان ضحيتها أستاذ للتعليم الثانوي.

وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن مصالح الأمن الوطني بمدينة السمارة كانت عاينت، يوم الجمعة المنصرم، جثة الهالك وهي تحمل إصابات جسدية بليغة ومقيدة على مستوى الكرسي الخلفي لسيارته الخاصة، قبل أن تسفر إجراءات البحث والتحري عن توقيف شخص متلبس بحيازة منقولات في ملكية الضحية، والذي جرى تقديمه أمام النيابة العامة المختصة، أول أمس الاثنين.

وأضاف البلاغ أنه بمواصلة البحث، أوقف المشتبه فيه الثاني الذي يحتمل ارتباطه بتنفيذ الجريمة، والذي تم إخضاعه لتدبير الحراسة النظرية من أجل الكشف عن خلفيات وملابسات ودوافع ارتكاب هذا الفعل الإجرامي، كما تتواصل عمليات التفتيش لحصر أية قرائن أو أدلة أو متحصلات تتعلق بهذه الجريمة. وأشار المصدر إلى أن مصالح الشرطة القضائية تواصل تحريات وأبحاثا ميدانية وتقنية مكثفة لتوقيف شخص ثالث يشتبه في كونه الفاعل الرئيسي أو المساهم المباشر في التنفيذ المادي لجريمة القتل التي كان ضحيتها الهالك.