نفذت البحرية الإسبانية عمليات دعم ومراقبة قرب الجزر الجعفرية التي تحتلها، والواقعة على مسافة قصيرة من منطقة رأس الما بإقليم الناظور، في سياق ما تعتبره "دعما للتمركز الدائم للجيش الإسباني هناك".
وتعتبر هيئة الأركان المشتركة الإسبانية التنسيق بين القوات البرية والبحرية "ضمانًا مزدوجًا للأمن والسيادة"، وفق ما نقلت صحيفة "إل ديباطي".
وتضم الجزر الجعفرية، التي تشتهر أيضا باسمها الإسباني، تشافاريناس — المكونة من جزر الكونغرس وإيزابيل الثانية والملك — أراضي ضمتها مدريد منذ عام 1848. الجزيرة الرئيسية، تستضيف تمركزًا عسكريًا محدودًا للجيش الإسباني يتناوب أفراده بانتظام، حيث يؤمنون الرقابة والسيطرة على المنطقة، بالإضافة إلى الإشراف على حماية البيئة، إذ تُعد الجزر منطقة طبيعية محمية.
وتتزايد المطالب المغربية بضم هذه الجزر ضمن ما تراه مدريد "استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذ الرباط على المعاقل الإسبانية في شمال إفريقيا"، والتي تشمل كذلك سبتة ومليلية وويليز دي لا غوميرا وصخرة ليلى. الموقع الجغرافي القريب جدًا من الساحل المغربي (على بعد 4 كيلومترات فقط) بالإضافة إلى خلو الجزر من السكان المدنيين، يزيد من الأهمية الاستراتيجية لهذا الموقع.
في هذا السياق، شدد قائد الجيش في جزر الكناري، المسؤول عن الجزر، على أن "الحياة في تشافاريناس تتطلب قدرة عالية على التكيف وروح تضحية والتزاما بالمهمة"، مشيرًا إلى أن عمليات التبديل والإمدادات والاتصالات تعتمد بشكل كبير على حالة البحر وتنسيق العمل مع البحرية.
وقد وصلت، مؤخرا، إلى الجزر وحدة بحرية من فئة تورالا تُعرف بـ"إيسلا بينتو"، لتعزيز مهمة الجيش في المنطقة. هذه السفينة، التي تتبع القيادة البحرية لجزر الكناري، تتميز بمرونتها وكفاءتها في القيام بدوريات في المناطق الحساسة، ودعم القوات البرية، وعمليات الردع ضد التهديدات غير المتكافئة.
وأكدت البحرية أن "إيسلا بينتو" نفذت مهام مراقبة بحرية، ورصد بصري للقوارب المجاورة، وتقديم الدعم اللوجستي للقوات المنتشرة في الأرخبيل. "تأتي هذه العملية ضمن إطار عمليات الوجود والمراقبة والردع التي ينفذها الدفاع الإسباني بهدف الحفاظ على السيادة الوطنية، خاصة في المناطق الحساسة أو التي يصعب الوصول إليها"، كما ذكر المصدر نفسه.
وأوضح البيان الرسمي الصادر عنها، أن هذه العمليات ليست هجومية، لكنها تعزز الشعور بالأمن، وتضمن المراقبة المستمرة للمحيط البحري، وتبرز قدرة القوات المسلحة الإسبانية على العمل المشترك.