9 أيام تفصل الأندية والجماهير عن أول نسخة موسعة لمسابقة كأس العالم للأندية، المقامة بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 14 يونيو إلى 13 يوليوز 2025.
واستقر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على توسيع البطولة لتشمل 32 ناديا، وإقامتها كل 4 سنوات، وهو القرار الذي لايزال يثير الجدل حسب صحيفة "Financialexpress" الأمريكية، رغم بدء العد العكسي لانطلاق المسابقة.
ضغط المباريات وإرهاق اللاعبين
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أمس الخميس، أن ضغط المباريات هو الانتقاد الأبرز الموجه ضد كأس العالم للأندية 2025.
وأشارت إلى معاناة اللاعبين، فبعد حوالي 10 أشهر من كرة القدم المستمرة على مستوى الأندية، وموسم شاق، سيتم حرمانهم من فترة الراحة الوحيدة.
كما نبه التقرير إلى مشكل التعافي بالنسبة للمصابين، ومخاوف بشأن تجدد الإصابات، والإرهاق.
الحوافز المالية.. وعود مبالغ فيها؟
صور "فيفا" البطولة كفرصة مربحة للأندية حول العالم، مشيرا إلى أن كل فريق مشارك يمكن أن يحقق ما يصل إلى 50 مليون أورو (57.2 مليون دولار أمريكي).
ومع ذلك، تشير تقارير استقصائية مختلفة إلى أن هذا التوقع مبالغ فيه بشكل كبير، خاصة بالنسبة للأندية غير الأوروبية.
فمن المتوقع أن تحصل الأندية الأوروبية على حوالي 70 في المائة من إيرادات البطولة، تاركة للفرق الـ22 المتبقية نسبة 30 في المائة فقط.
بالنسبة للعديد من الأندية الأصغر، خاصة تلك التي لا تنتمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، يعد هذا التفاوت، خيبة أمل كبيرة، وقد يؤدي إلى اتساع الفجوة المالية بين نخبة كرة القدم وباقي الأندية.
تحديات البث التجاري
على الرغم من طموحات "فيفا"، فإن الاهتمام التجاري والخاص بالبث التلفزيوني لكأس العالم للأندية الجديدة كان فاترا، توضح الصحيفة.
ففي الولايات المتحدة، ذكرت تقارير أن شبكة "فوكس" قدمت عرضا بقيمة 10 ملايين دولار فقط لحقوق البث، وهو رقم يعتبر ضعيفا لبطولة من هذا الحجم.
وأبرم "فيفا" صفقة بث عالمية مع "DAZN"، إذ تشير التقارير إلى أن الصفقة حظيت بدعم من المملكة العربية السعودية، التي من المتوقع أن تستضيف كأس العالم 2034.
ورغم أن الصفقة قدرت علنا بـ 2 مليار دولار، إلا أن مصادر داخلية تزعم أن القيمة الحقيقية للصفقة أقرب إلى مليار دولار، مما يثير المزيد من الشكوك حول الاستقرار المالي وجاذبية البطولة والترويج لها.
آرسين فينغر يدافع عن الصيغة الجديدة
برز آرسين فينغر، رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية في "فيفا"، كداعم قوي للصيغة الجديدة لمونديال الأندية، ومروره من 7 مشاركين إلى 32.
يرى فينغر أن إقامة المسابقة مرة كل أربع سنوات، تمنح للاعبين متنفسا كبيرا.
ووفقا له، فإن التقدم في العلوم الرياضية وتقنيات الاستشفاء يمكن أن يعوض المخاوف بشأن زيادة عبء المباريات على اللاعبين.
ويستشهد المدرب السابق بفترات اللعب الطويلة لنجوم مثل ميسي ورونالدو اللذين لعبا بمستوى عال حتى منتصف وأواخر الثلاثينات من عمريهما، كدليل على أن العناية الجيدة والتكنولوجيا يمكن أن تحافظ على صحة اللاعبين، حتى في الجداول المزدحمة وضغط المباريات.
كما يؤكد فينغر على الفوائد العالمية للبطولة، خاصة في مساعدة الأندية من خارج أوروبا على تعزيز وجودها والترويج لها.
رفض الدوريات الكبرى
على الرغم من تفاؤل الاتحاد الدولي لكرة القدم، لا تزال العديد من الدوريات والاتحادات المحلية غير مقتنعة بالبطولة.
وأرسل منتدى الدوريات العالمية "World Leagues Forum"، بقيادة الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد ماسترز، رسالة رسمية إلى "فيفا" يعبر فيها عن معارضته.
ووجه المنتدى عتابا "للفيفا" لفرضها الخطة دون استشارة كافية، محذرا من أنها قد تضر بالمسابقات المحلية وتنفر الجماهير.
كما أعرب مدربون بارزون، مثل بيب غوارديولا عن مخاوفهم، خاصة فيما يتعلق بالعبء البدني على اللاعبين.
لاعبون أم سلعة؟
أما جمعية اللاعبين المحترفين "Professional Footballers’ Association - PFA"، فانتقدت بدورها الجهاز المشرف على اللعبة، بشأن جدوى المسابقة.
واتهم الرئيس التنفيذي للجمعية، ماهيتا مولانغو، المنظمات القوية باستخدام اللاعبين كـ"سلع" في سباق لتحقيق المزيد من الإيرادات والنفوذ.
وحذر المنتدى من أن كثرة المباريات قد تؤدي إلى زيادة الإصابات، والإجهاد الذهني، وحتى إنهاء اللاعبين لمسيرتهم المهنية مبكرا.
كما دعت "PFA" إلى فتح حوار بين جميع أصحاب المصلحة في كرة القدم لتطوير جدول متوازن يعطي الأولوية لصحة اللاعبين واستدامة اللعبة، بدلا من البحث عن الأموال.