الداخلية تعبئ مصالحها لمواجهة انعكاسات موجة البرد على الفئات الهشة

أحمد مدياني

شرعت مصالح وزارة الداخلية مع بداية تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة، خاصة بالمناطق النائية، في تعبئة مواردها البشرية واللوجستيكية، لمواجهة انعكاسات موجة البرد على الفئات الهشة، في سياق يعرف استمرار تفشي جائحة فيروس "كورونا" المستجد.

وعرفت أقاليم خنيفرة وشيشاوة وميدلت وجرادة، خلال الأيام الماضية، اجتماعات موسعة للجن التي تشرف على تتبع تدخلات مختلف المصالح والفرق خلال هذه الفترة من السنة، اجتماعات ترأسها عمال الأقاليم المذكورة، بحضور ممثلين عن وزارات الصحة والتجهيز والنقل والتعليم وممثلين عن المصالح الأمنية والدرك الملكي.

وككل سنة، وحسب ما توصل به "تيكيل عربي" اليوم الثلاثاء من وزارة الداخلية، "تمت تعبئة العشرات من الفرق الطبية وتوفير كميات من المساعدات الغذائية ووسائل التدفئة وآليات ازاحة الثلوج لفك العزلة عن مجموعة من الدواوير، بالإضافة إلى تجهيز مراكز لاستقبال من هم بدون مأوى".

كما عرضت أمام اللجن، تصور وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، على مستوى الأقاليم المذكورة، لضمان السير العادي للموسم الدراسي، واستمرار الدروس الحضورية.

وشدد مسؤولو وزارة الداخلية على ضرورة التعامل بجدية قصوى مع النشرات الإنذارية التي تصدر بشأن الأحوال الجوية، وتعبئة كل شروط وظروف التدخلات الاستباقية.

ولم يخفي المسؤولون خلال اجتماعاتهم، وجود مجموعة من الاكراهات في ظل الظروف الصحية الحالية، وفي مقدمتها قلة الموارد البشرية.

ميدلت

وتقرر في إقليم ميدلت تنزيل مجموعة من الإجراءات والقرارات من قبل المصالح الإقليمية، والمصالح الخارجية للقطاعات المعنية، وكذا المصالح الأمنية على مستوى إقليم ميدلت الذي يضم 29 جماعة ترابية مع ساكنة تقدر بنحو 289 ألف و337 نسمة.

وتهم هذه التدابير، على الخصوص، تعبئة آليات إزالة الثلوج، وتحديد النساء الحوامل والتكفل بهن، وكذا الأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي والحالات الحرجة، وإحصاء الرحل وأماكن تنقلهم، والتزويد بحطب التدفئة، وإيواء الأشخاص بدون مأوى وتزويد مربي الماشية بالكميات الكافية من الشعير
كما يتعلق الأمر بتحديد الحاجيات من الأغطية بالداخليات ودور الطالب ودور الولادة ومراكز المسنين، وكذا تحديد أماكن هبوط المروحيات بنفوذ الجماعات المعنية بموجة البرد بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي.

ويبلغ عدد الدواوير المعرضة لموجة البرد على مستوى إقليم ميدلت نحو 217 دوارا، موزعين على 24 جماعة ترابية، في حين يقدر عدد الأسر المعرضة لموجة البرد بنحو على 22 ألف و956 أسرة.

وبخصوص مجال التجهيز، يتم العمل على إصلاح آليات إزالة الثلوج، وتوفير اللوحات التشويرية، وإحصاء المقاطع الحساسة ونقط انقطاع الطرق بسبب الثلوج.

وفي المجال الصحي، تمت تعبئة الموارد البشرية والمادية الهامة، ضمنها 10 أطباء و85 من الممرضين و14 سيارة إسعاف وخمس وحدات طبية متنقلة، وذلك في إطار عملية "رعاية" التي تهدف إلى ضمان التغطية الصحية للسكان في المناطق المتضررة من موجة البرد وتساقط الثلوج.

وفي ما يتعلق بمجال التعليم، فقد اتخذت العديد من التدابير الرامية إلى مواجهة موجة البرد، التي تروم تجاوز تأثيراتها على السير العادي للدراسة في المؤسسات التعليمية المعنية.

شيشاوة

وبخصوص إقليم شيشاوة، قدم رئيس مصلحة التجهيزات بعمالة إقليم شيشاوة، الهاشمي واعريس، عرضا تطرق خلاله إلى تدابير مواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية، ولمحة عن الجماعات المحلية التي قد تتضرر من موجة البرد، مشيرا إلى جرد الوسائل والآليات اللوجستية المخصصة للتدخلات العاجلة وللمشاريع المنفذة أو المبرمجة على مستوى الجماعات المحلية المتضررة من موجة البرد.

وذكر أن هذه الإجراءات تستهدف 73 من الدواوير، موزعة على 11 جماعة ترابية، تضم ساكنة بنحو 31 ألف نسمة، مشيرا إلى سلسلة من المشاريع التي يجري تنفيذها أو المزمع إنجازها في الجماعات المحلية المتضررة من موجة البرد، والتي تروم تعزيز المراكز الصحية، وتعزيز الشبكة الطرقية في المناطق المتضررة من موجة البرد.

كما عرف الاجتماع بعرض قدمه المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، عبد الرحمن الغمري حول التدابير المتخذة لضمان السير العادي للدراسة في المؤسسات التعليمية المعنية.

جرادة

وعرف لقاء مصالح وزارة الداخلية بحضور ممثلين عن باق القطاعات المتدخلة في إقليم جرادة، إلقاء عرض مفصل حول المخطط العملي لتدبير المخاطر والوقاية من الأضرار التي قد تنجم عن موجة البرد، من خلال التفاعل الإيجابي مع النشرات الإنذارية، وتعبئة الوسائل الضرورية، والتقييم المستمر للوضع، والتنسيق بين مختلف المتدخلين من أجل أن تتسم التدخلات بالسرعة والفعالية.

ويروم هذا المخطط التعبئة الاستباقية للوسائل البشرية واللوجستية الضرورية، وتنظيم عمليات المساعدة والإغاثة على الأرض، وإعادة بعض الخدمات وتوفير الإحصائيات والمعلومات المتعلقة بالخصوص بالمناطق المستهدفة، والنساء الحوامل والأشخاص بدون مأوى، والمؤسسات التي يتعين أن تستقبلهم، بالإضافة إلى إحصاء آليات القطاعين العام والخاص المعبأة لعمليات إزاحة الثلوج.

كما يتضمن المخطط التدابير الصحية المتخذة للتكفل بالساكنة المتضررة، وتعبئة وسائل التدفئة، ومنصات هبوط المروحيات التي سبق إحداثها أو التي يتعين تأهيلها، والحاجيات من المواد الغذائية في حالة العزلة، ووسائل الاتصال.

وحسب معطيات السلطات الإقليمية فإن التدابير الصحية تهم، فضلا عن ذلك، تعبئة طاقم طبي يضم 19 طبيبا وممرضين، وسيارتين رباعيتي الدفع، و 10 وحدات متنقلة

وأوضح المصدر ذاته أنه بالنسبة لعمليات إزاحة الثلوج، فقد تمت تعبئة 49 آلية ضمنها 30 آلية تابعة للقطاع العمومي و 19 تابعة للقطاع الخاص.