يتفادى الشيخ الاحتفال بعيد مائة عام على ميلاده، حيث كان في مأوى للمسنين، وبينما كان الجميع يستعد لمشاطرته الاحتفال بمرور قرن على مولده، قرر ألن كارلسون مغادرة ذلك المكان، خرج من النافذة، مدفوعا بيقين واحد، هو أنه مازال في العمر عمر، كي يبدأ كل شىء من جديد.
غادر ذلك المكان بقليل من المال وحب مدهش للحياة والمغامرات، كي يجد نفسه، يجوب السويد مطاردا بمعية نصاب، وبائع نقانق، وسيدة شقراء، وفيل، من قبل عصابة، تطلب استعادة 50 مليون كرونا سويدية، أضحت، بالصدفة، بين يدي ذلك الشيخ، الذي تخلص من اثنين من مطارديه، لقيا حتفهما على يديه.. فأضحي ينعث من قبل الصحافة بالقاتل، الذي تطلب العدالة رأسه، هو الشخص المسالم، الذي تخصص في فترة من حياته في صناعة المتفجرات..
أحداث الرواية تتأرجح بين أحداث تقع في 2005 وأخرى تستدعي ماضي الشيخ، حيث نكتشف خلف السنوات المائة التي عاشها ذلك الشخص، مغامرا دون سابق تخطيط، أسدى المشورة للعديد من كبار هذا العالم.
قادته الصدفة إلى التعرف على نيكسون، وترومان، وماوتسي تونغ، ودوغول وتشرتشل، وفرانكو وستالين، وماو، كيم إيل جونغ، وإنشتاين، الذي أسدى له نصائح حول القنبلة النووية.. كل تلك اللقاءات تأتي في سياقات تاريخية، تؤطرها الحرب الباردة. كل بلد يعبره يطبعه بشخصيته المرحة والتي تبسط حتى أكثر القضايا تعقيدا.. وتتعاطى معها بنوع من التسليم، هذا يفسر اللازمة التي يرددها: "les choses sont ce qu'elles sont et elles seront toujours ce qu'elles seront ".." الأمور كما هي دائما وستكون ما ستكون عليه دائما".
في أحد الحوارات.. يقول هذا الشيخ: "كل الأعداء تمكنوا من التفاهم وحل نزاعاتهم، عندما وضعوا بينهم زجاجة نبيذ من حجم 750 ملليتر.."، لكن أحدهم يسأله، حول ما إذا كانت تلك الزجاجة تكفي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، كي يجيبه الشيخ : "لا، في هذا الحالة، لا بد من جرعة زائدة". يكره السياسة يعتبر أن"المشكل مع السياسة أنها ليس فقط غير مفيدة، بل إنها، في بعض الأحيان، معقدة بشكل غير مفيد" (Le problème avec la politique c'est qu'elle n'était pas seulement inutile, mais elle était aussi parfois inutilement compliquée).
لقد بيع 15 مليون نسخة من تلك الرواية، التي ترجمت إلى عدة لغات، حيث اكتشف العالم عبره، الكاتب، جوناس جوناسون البالغ من العمر 58 عاما اليوم، حيث اشتغل بالصحافة، إلى غاية 1994، قبل أن يؤسس شركة متخصصة في التواصل بين 1996 و2005، غير أنه سيتخلى عن منصبه ذاك بسبب الإرهاق ويغادر إلى سويسرا، حيث سيشرع في كتابة راوية "العجوز الذي لم يرغب في الاحتفال بعيد ميلاده"، قبل أن يعود إلى بلده، حيث سيكرس كاتبا كبيرا، يعتمد في كتابته، على شخصيات تتعاطى مع القضايا والمواقف الأكثر تعقيدا ببساطة وبراءة ومرح، كما في روايته "الأمية التي تعرف الحساب".
هذا الشيخ لا يجعلك تخشى الشيخوخة، مهما قادتك السنون إليها.. هذا ما يفسر الإقبال الكبير على قراءة الرواية.. فسويدي واحد من بين ثلاثة سويديين قرأ هذه الرواية التي حولت إلى فيلم سينمائي من قبل المخرج فيليكس هيرنغرن في 2014.