قضية الصحراء.. بركة يرد على "إحباط" بولتون بدواعي "إحباط" المغاربة

تيل كيل عربي

رد نزار بركة، بصفته أمين عام حزب الاستقلال، بمقال رأي في صحيفة فرنسية، على مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الذي كان قد عبّر عن "الإحباط الكبير" الذي يشعر به لعدم حل قضية الصحراء بعد 27 عاما من إطلاق المسلسل الأممي.

بركة كتب، في صحيفية "لوبينيون" الفرنسية، أنه بصفته "أمين عام حزب الاستقلال، الذي قدم لجلالة الملك محمد الخامس، يوم 11 يناير 1944 عريضة من أجل الاستقلال والديمقراطية، والمتجذر بقوة في الأقاليم الصحراوية للمملكة"، يتفهم ويشاطر الإحباط الذي يشعر به هذا المسؤول الأمريكي الكبير، لكن ليس للأسباب ذاتها".

وكان بولتون قد عبر عن "الإحباط الكبير" الذي يشعر به خلال مداخلة بمؤسسة "هيريتدج" بواشنطن قبل أيام.

وقال بركة "إحباطنا، نحن المغاربة، كبير جدا. وهو مستمر منذ 62 سنة، لأن استقلالنا الذي حصلنا عليه في مارس 1956 لم يكن تاما".

وعاد بركة ليذكر باسترجاع كامل الوحدة الترابية للمملكة، انطلاقا من استرجاع طرفاية (1958)، سيدي إيفني (1969)، ثم الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد المسيرة الخضراء التي أعلن عنها الملك الحسن الثاني في نونبر 1975.

وأوضح أن إحباط المغاربة نابع أيضا من كون "المجموعة الدولية تستمر في إعطاء جبهة البوليساريو أكثر من حجمها في تمثيل السكان الصحراويين، بالنظر إلى أن تحديد الهوية الذي قام به شيوخ الصحراء، في إطار مخطط التسوية للأمم المتحدة، أبان عن كون الأغلبية الكبرى من الصحراويين تعيش على التراب المغربي". ليخلص إلى كون الممثلين الحقيقيين للصحراويين اليوم هم المنتخبون المحليون والجهويون والبرلمانيون، الذين تم انتخابهم بالاقتراع العام المباشر على مستوى هذه الجهة في إطار الجهوية الموسعة، التي تم تدعيمها كخيار لارجعة فيه للمغرب في دستوره الجديد".

وزاد بركة "نحن أيضا محبطون بتسجيل أن اقتراح مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كأساس للنقاش من أجل حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كل الأطراف ونهائي للنزاع تطبيقا لمختلف قرارات مجلس الأمن، لم ير النور منذ 12 عاما بعد تقديمه، رغم أن القوى العالمية الكبرى، ومن بينها الأمم المتحدة، اعتبرته مقترحا 'جديا وواقعيا وذا مصداقية'".

وأوضح الأمين العام لحزب "الميزان" أن المغاربة محبطون لأنهم يرون المجموعة الدولية وهي تطلب دائما من بلادهم مجهودات إضافية، رغم أنها هي التي طلبت في سنة 1963 من الأمم المتحدة تسجيل هذه الأقاليم على لائحة الأقاليم غير المستقلة للأمم المتحدة، وليس البوليساريو، التي لم تتأسس إلا بعد حوالي عشر سنوات من ذلك، خلال أول أزمة بترولية عالمية. وزاد أن الملك الراحل الحسن الثاني هو أول من طلب، سنة 1981 بنايروبي، تنظيم استفتاء لتأكيد مغربية الصحراء، وأن المغرب هو الذي قبل مخطط (جيمس) بيكر الأول  سنة 2001، " فيما رفضته الجزائر والبوليساريو، وذهبا إلى اقتراح تقسيم هذه المنطقة كحل سياسي لهذا النزاع الجهوي.

وأضاف أن المغرب هو أيضا الذي اقترح في 2007 مخطط الحكم الذاتي، بعد أن خلصت الأمم المتحدة إلى عدم إمكانية تطبيق مخطط التسوية، وبالتالي عدم إمكانية إجراء استفتاء تقرير المصير، فيما ظلت البوليساريو، المدعومة من الجزائر، متمسكة بمواقفها، ما أدى إلى الجمود الذي ينتقده بولتون، وأيضا الجمود يعرفه المغرب العربي، بحدود مغلقة بين المغرب والجزائر منذ 1994، ما يحرم المنطقة من نفس جديد ويحرم الشباب من أفاق مستقبلية ومن حياة أفضل.

كما عبر بركة عن إحباط المغاربة بسبب وضعية مواطنيهم في مخيمات تندوف والذين ما زالوا يعيشون في وضعية مأساوية ولايستفيدون حتى من حق التنقل والسفر، لأن المفوضية العليا للاجئين لم تستطع حتى الآن إحصاءهم، ليستفيدوا من وضعية لاجئين.

وأورد أمين عام حزب علال الفاسي سببا أخيرا للإحباط الذي يشعر به المغاربة، ويتعلق بكون الجهود الكبيرة التي يقوم بها الشعب المغربي في الصحراء في مجال البنيات التحتية والخدمات العمومية والتنمية البشرية المستدامة، والتي عرفت دفعة نوعية باعتماد النموذج التنمية الجديد في الصحراء الذي أطلقه الملك محمد السادس في 2015، تواجه عراقيل تنصبها البوليساريو، إلى جانب داعميها، ليختم بأن "الوقت قد حان لتحويل هذا الإحباط إلى  أفعال، لإنصاف التاريخ وسكان هذه المنطقة، لتمكين كل الصحراويين ليجتمعوا ويعيشوا جميعا"، في إطار حكم ذاتي موسع في بلدهم المغرب، الذي أصبح "قطبا للاستقرار الجهوي والديمقراطية التضامنية"، على حد تعبيره.