حاوراها: طوما سافاج/ترجمة: سامي جولان
كشفت والدة لورا بريول، متهمة سعد المجرد بالاغتصاب، أن ابنتها "تمر من وضعية جسدية ونفسية غير جيدة"، وأنها "خائفة من أن تتعرض ولورا لتهديدات من جديد، بعد نشرها لفيديو تتحدث فيه عن الواقعة". كما تطرقت للأسباب التي دفعتها للتوجه بخطابها للملك محمد السادس، ولماذا لم تختر مراسلته مباشرة.
والدة لورا تحدثت، أيضا، في حوار أجرته مع موقع TelQuel.ma، عن مساندة القضاء الفرنسي لابنتها، بينما انتقدت صمت الصحافة الفرنسية تجاه القضية. كما أفصحت عن مجموعة من الأمور الأخرى. وفيما يلي نص الحوار:
لماذا قررتِ أن تتحدثي اليوم، بعد ثلاثة أشهر من أول حديث لابنتك عن الواقعة؟
منذ البداية ونحن نريد أن نصرخ ونطلب المساعدة، ولكن لورا كانت قد قررت عدم الحديث، ونحن احترمناها واليوم تكلمْتُ، لأن لورا بادرت إلى ذلك، ولأنها ليست في حالة جيدة؛ فهي متعبة جدا، وصحتها متدهورة. والتحدث معناه مساندتها، وأيضا لكي أقول ما يعذبني في هذه القضية.
صرحت في شهادتك بأن لورا ''دمرت''، وأكدت في جوابك عن السؤال الأول أن لورا في حالة غير جيدة. فما الذي تقوم به حاليا؟
نعم، الأمر دائما معقد. ومنذ أن حدث ذلك، كان من الصعب علينا أن نتصور المستقبل. ونحن نعلم بأننا نحتاج إلى الوقت لكي ننسى ما وقع، هذا إذا استطاع الوقت أن ينسينا.
لورا تمر من أوقات صعبة بنسبة إليها نفسيا وجسديا. واشتغلت في وظائف صغيرة، ولكنها لم تكن مرتاحةً فيها، بحيث مرت من تجربة صعبة بسبب هذه القصة، إذ أن زملائها في العمل علموا بأنها هي من تتهم سعد المجرد بالاغتصاب، وبدأوا يوجهون إليها رسائل مبطنة، وبالتالي غادرت.
فكيف كانت لابنتك الشجاعة للخروج عن صمتها؟
أولا، لأنه لم يكن لديها خيار آخر. الشرطة حلت في عين المكان، وأوقفت المعتدي على ابنتي. وبعد ذلك أصبحت الأمور مترابطةً؛ لورا ذهبت إلى المستشفى، وبعد ذلك تم الاستماع إليها، ومن هناك تم اقتيادها إلى الشرطة القضائية.
وبعد عودة لورا إلى المنزل، فكرت في أن تتنازل عن شكايتها ضد المجرد. وفي الوقت نفسه، كان هناك مدون اسمه جيريم سطار، وهو مدون مشهور في يوتيوب، كشف هوية لورا بريول، وهذا كان كارثة.
لورا قوية جدا، وهي تبهرني. وأنا لا أعلم كيف كنت سأتصرف لو كنت في سنها وتعرضت لنفس موقفها. لورا مثالية، واستطاعت الاستمرار لأنها وجدت بجانبها من يساندها، وأقصد عائلتها من جهة، ومن جهة ثانية النظام القضائي الفرنسي الذي تتبع شكاية لورا إلى أبعد الحدود، وهذا لا يوجد في جميع الدول، بحيث تلقينا الكثير من الترحاب من طرف الشرطة القضائية في باريس، التي كانت دائما في استعداد للاستماع إلينا. تحدثت إليهم عدة مرات في الهاتف، ودعوني إلى زيارتهم من أجل التحدث إليهم عندما أكون في باريس. وقمنا، أيضا، بالتواصل مع الشرطة القريبة من منزلنا، عندما كنا نتلقى تهديدات، بحيث كانت الشرطة تقوم، بانتظام، بدوريات حول منزلنا.
قلت إن الأمر كان صعبا، أيضا، بالنسبة لبقية عائلتك، وإن هذه الأخيرة كانت كلها مهددة، وإنك كنت تواجهين مشاكلا في التحدث مع أخوي لورا الصغيرين. بحديثك عن القضية ألست خائفة من ظهور ما وصفته بالتهديدات من جديد؟
حاليا التهديدات أصبحت هادئة، وأنا خائفة فعلا من عودتها، لكننا أصبحنا مسلحين بشكل أكبر، وللأسف بدأنا نتعود على الأمر.
وبالنسبة لأخوي لورا الصغيرين، فإن الأمر لا يزال صعبا؛ أخوها الذي يبلغ من العمر حاليا 15 سنة يتحدث قليلا، لكنه يشعر بحقد شديد، وهو محق في ذلك، لكن يجب القيام بتوجيه هذا الغضب. وأخوها الثاني، البالغ من العمر 10 سنوات، لا يفهم الأمر بالطريقة نفسها، لأنه لا يزال صغيرا، لكنه غالبا ما يبكي، إذ أنه يبكي أحيانا ويقول ''هذا ليس عادلا، لورا ليست محظوظة''.
وجهت رسالة إلى ملك المغرب. ماذا تنتظرين من ورائها؟
في البداية كنت أود أن أكتب للملك، ولكنني قلت إن هذه المسألة لن تكون مجدية لأنه لن يجيبني، وكان هذا سببا وراء اختيارنا لطريقة الفيديو لكي يتم سماعنا.
في الواقع يفترض أن المتهم بريء، ومن المحتمل أن يكون مذنبا أيضا. وعندما أسمع خطب الملك، وعندما قرأت ما فعله للمرأة المغربية، وعرفت ما يقوله حول المكان الذي يجب أن تكون فيه البلاد، لا أفهم أن دعمه لا يذهب باتجاه الضحية. وكنت أتمنى أن يكون حساسا تجاه هذه القضية.
بالحديث عن سعد المجرد، قلت إنه "احتقر" ابنتك بشكل واسع…
نحن لدينا محامي، وهو لديه العديد من المحامين، وضمنهم المحامي الأفضل في العالم.
المحامي الأول الذي وكلناه كان يكرر لي، باستمرار، جملة لمرات غير معدودة، لدرجة أنني لم أعد أتحملها، بحيث ظل يقول إن" ما نقوم به غير مجدٍ"، وكان هذا الأمر بالنسبة إلي لا يطاق، لأن لورا والمشتكية الثانية بالمجرد لديهما حقوق.
وإمكانية إفلات المجرد من العقاب، لأنه مشهور ولديه من يدعمه في فرنسا، أجدها أمرا غير عادي. المحاكمة يجب أن تتم، السماع بأننا لن نستطيع إدانته، لأنه مدعوم، ولديه السلطة، أعتبره أمرا غير مقبول وعنيف بشكل كبير.
هل أنت واثقة في نتائج المحاكمة؟
أريد أن أثق فيها، ولكن أمامنا ضغط يتمثل في كوننا أمام عائلة معروفة والجميع يقدرها، ونحن، في هذه الحالة، نعتبر الطرف الضحية.
والصحافة الفرنسية ظلت صامتة تجاه هذه القضية، وأنا لا أفهم لماذا قامت بذلك. كما أننا نحن أنفسنا لا نعلم إلا القليل حول المحاكمة، بحيث نعلم، فقط، بأن تاريخ 27 فبراير هو آخر تاريخ لتقديم طلبات الادعاء، وحتى نتائج المحاكمة فأنا لا أعرفها.