"يجب أن تكون فكرة التنظيم المشترك بين المغرب وأسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030 عنصراً للتعبئة في منطقة البحر الأبيض المتوسط". هذا ما دعا إليه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة يوم أمس الجمعة، في الاجتماع الخامس عشر لوزراء خارجية دول "حوار 5 + 5 لغرب المتوسط"، والذي انعقد في فاليتا (مالطا).
وأشاد بوريطة، في كلمته التي توصل بها "تيل كيل عربي"، بأهمية ومرونة وقيادة هذا المنتدى المتوسطي الذي عمل على مدى ثلاثة عقود، ويعمل على بناء منطقة متوسطية موحدة وسلمية ومتضامنة و فعالة.
كما رحب وزير الخارجية المغربي بـ "بروز مبادرات مبتكرة جديدة، مثل المبادرة التي قادها رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، لعقد مؤتمر قمة بين ضفتي المتوسط، أو الاقتراح البرتغالي للحوار بين الاتحاد الأوروبي والمغرب الكبير".
ودعا بوريطة إلى ضرورة المرور إلى السرعة القصوى بين أعضاء (5 + 5) من خلال إنشاء مجموعة شراكة تتجاوز النموذج التقليدي، وعبر هن أنه هذا الهدف هو "الطموح الحقيقي الذي أظهره المغرب من أجل المتوسط لتحريره من القيود والعراقيل التي تمنعه أحيانا من الجمع بين الإرادة و العمل، وسيكون وعاءً لديناميات التعاون مع هندسة متغيرة ومتجددة و مبدعة".
وفي ما يخص قضايا الهجرة والشباب، شدد بوريطة على ضرورة تحديد أدوات العمل التي تتلاءم مع ميثاق مراكش بشأن الهجرة، وفي نفس الوقت يتم تكييفها مع منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ودعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إلى إعداد نسخة 5 + 5 من الميثاق العالمي (ميثاق مراكش) بشأن الهجرة، على وجه الخصوص، لتحديد و تنزيل أدوات العمل التي تندرج ضمنه.
وشدد التحدث ذاته على "الصلة الواضحة بين الشباب والهجرة"، وأشار إلى أنه في رسالة الملك محمد السادس إلى مؤتمر مراكش بشأن الميثاق العالمي للهجرة، أكد أنه "في كل مرحلة من طرق الهجرة، وفي كل درجات الاندماج و مستويات التكامل بين التنمية والهجرة، نسمع صوت الشباب ونعمل على التجاوب مع مطالبهم".
في هذا السياق، قال بوريطة إن "الشباب، الذي يمثل اليوم أكثر من 60 في المائة من سكان بلدان 5 + 5، هو فرصة وتحدي على حد سواء: فرصة لأنه يمثل منجما من الامكانات. وتحدي، لأن هذا الشباب يجب أن يتطور في كنف المعرفة والعمل، وأن يجد المعنى في حاضره، والمحافظة عليه من التطرف بجميع أشكاله. بهذه الروح يقترح المغرب تنظيم مؤتمر وزاري حول الشباب، يكرس التدريب والتعليم والتوظيف".
اعتبر بوريطة أن "الوقت ملائم للاتفاق على أجندة عمل من أجل الشباب المتوسطي، وإشراك مختلف الجهات الفاعلة والمشغلين المعنيين بفعالية".