10 أشهر فقط كانت كافية ليتخذ فريق الرجاء الرياضي قرار إقالة مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون، بعد 24 ساعة من هزيمة بالدوري الاحترافي، أمام فريق يوسفية برشيد، بملعب الأخير.
المدرب الذي خاض مع الرجاء الرياضي تجربته التدريبية الخامسة بالقارة السمراء (منتخب مالي، تي بي مازيمبي، وادي دجلة، الأهلي المصري)، تحدث لـ"تيلكيل عربي" عن كواليس إقالته، وأيضا عن رأيه بخصوص تدبير نهاية ارتباطه مع "النسور الخضر" واختيار مدرب جديد بعد وقت قصير من إعلان الخبر رسميا للجماهير، وأبدى ترحيبه بفكرة خوض تجربة جديدة بالمغرب.
التحاقك بفريق الرجاء الرياضي، كان بأهداف واضحة، أبرزها قيادة المجموعة للمشاركة بمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية، بعد 10 أشهر كانت الإقالة. كيف تلقيت الخبر؟
بداية أحترم القرار الذي تم اتخاذه من طرف إدارة النادي، والقاضي بإقالتي، ربما لم يروا فيّ رجل المرحلة والمدرب الذي يمكنه مواصلة قيادة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية، خلال الفترة المقبلة.
التحاقي بصفوف الرجاء كان بموجب عقد قصير الأمد في البداية، لأنني أعرف جيدا أن النادي عريق وبشعبية جماهيرية كبيرة، وكان علي تحقيق مجموعة من الأهداف والنتائج، لإنهاء الموسم الرياضي الذي التحقت في شطره الثاني بصفوف الفريق.
كنت سعيدا بالتتويج مع "النسور" بلقب "السوبر الإفريقي"، وأيضا تقليص فارق النقاط أمام الغريم التقليدي الوداد بمنافسات البطولة الوطنية الاحترافية للموسم الماضي، حيث تمكنا من ربح أزيد من 20 نقطة، للوصول إلى المراكز المتقدمة، وتمكنت المجموعة من ضمان مكانة بعصبة الأبطال الإفريقية، كما كان متفقا.
الآن، وبعد أربع مباريات بالبطولة الوطنية الاحترافية، من بينها 3 خارج الديار، حصدنا 7 نقاط. أرى النتيجة معقولة جدا مقارنة أيضا بغريمنا الوداد الرياضي، الذي ينافس على أزيد من واجهة.
المنافسة على لقب البطولة المحلية كان من بين مشاريعنا لهذا الموسم والحظوظ كانت متساوية بيننا وبين المنافسين، إضافة إلى البطولة العربية للأندية التي خضنا ذهاب ثمن نهائيها أمام الوداد، وقدمنا أداء مقبولا، وحظوظنا ظلت متساوية مع الخصم للعبور للدور المقبل، دون أن أنسى أن الفريق حاليا، بمرحلة دور المجموعة بأبرز بطولة إفريقية "عصبة الأبطال الإفريقية".
بالنسبة إلي، البداية هذه السنة كانت موفقة، والنتائج المحققة ليست دراماتيكية، ما عدا صدمة الخروج من منافسة كأس العرش.
عموما، سأظل دائما مشجعا لفريق الرجاء الرياضي وللاعبين، وأريد تقديم الشكر للجماهير أيضا على الموسم الرائع الذي قدمته من المدرجات، ولدعمنا في الموسم الذي حققنا به نتائج جيدة كرويا.
هل الهزيمة أمام يوسفية برشيد كانت سببا مباشرا في إقالتك، أم أن هنالك كواليس أخرى بالنسبة إليك؟
بخصوص النتيجة الأخيرة أمام يوسفية برشيد بمنافسات البطولة، بالتأكيد أرى أن الهدف "المحزن" الذي سُجل علينا في الوقت بدل الضائع، كان من بين الأشياء التي أعطت وزنا لقرار المسؤولين، من أجل الاستغناء عن خدماتي، وهذا ما حصل فعلا.
النادي أعلن اليوم عن إقالتك، ووجه رسالة شكر لك، بخصوص ما قدمته، خلال الـ10 أشهر الأخيرة للفريق، وبعدها بفترة قصيرة، تم الإعلان عن المدرب الجديد للرجاء. هل الأمر كان طبيعيا بالنسبة إليك؟
حسنا، تعليقي هو أن الاشتغال لم يكن سهلا، ونحن نسمع عن أشياء في الكواليس تحضر بخصوصنا (الطاقم الفني)، أو يمكن القول إنها كانت مبرمجة.
هذه الأشياء أو الكواليس التي تحدثت عنها الآن، ليست بأعذار أقدمها عن شيء ما بدر عني، لأني بعيد جدا عن فكرة تقديم تبريرات وأعذار، وهناك أشخاص آخرون عليهم توضيح هذه التفاصيل التي تابعها الجميع اليوم.
ما حصل اليوم، يعني أن كل تلك الأمور التي سمعناها وكانت قادمة من الكواليس قبل أسابيع، صحيحة، وثبت الأمر فعليا، وهذه الأشياء لن تكون بمثابة مشكل بالنسبة إلي.
هل يمكنك تقريبنا من مخططاتك المستقبلية؟ وهل ترحب بفكرة العودة إلى الدوري المغربي، بعد أول تجربة مع الرجاء؟
حاليا، بالنسبة لمخططاتي المستقبلية، فيمكن القول إنني محظوظ جدا بالتوصل بعدد من العروض المهمة مباشرة بعد نهاية ارتباطي بالرجاء. وسآخذ بعض الأيام من أجل دراستها جميعا، قبل الحسم في وجهتي.
بالنسبة لفكرة خوض تجربة جديدة بالدوري الاحترافي المغربي، فبالتأكيد لا مشكل لدي، في قيادة فريق آخر.
هل كنت متسامحا جدا مع اللاعبين، ما خلق أحيانا حالات من التسيب بفريق الرجاء الرياضي؟
لدي أسلوبي الخاص في تدبير المجموعة أو الفريق الذي أقود. وأنا دائما أحرص على أن أكون قريبا من جميع اللاعبين، من القادة أو بالأحرى الأسماء التي أمضت وقتا طويلا بالمجموعة. ولا أعتقد بأن هذا الأمر خلق مشاكل انضباطية كثيرة مع الرجاء أو هنالك حالات "مستفزة". هذا التعامل مع الجميع بالفريق هو اختياري.