ندد رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتيس، أمس الثلاثاء، بـ"تجاهل قوانين الحرب وقواعدها" في الصراع الدائر في هذا البلد، والذي شهد استهداف مدنيين ومستشفيات.
وقال بيرتيس، أمام مجلس الأمن الدولي: "الطرفان المتحاربان يتقاتلان في تجاهل لقوانين الحرب وقواعدها، ويهاجمان مناطق مكتظة بالسكان دون اعتبار للمدنيين أو المستشفيات أو حتى لمركبات تنقل جرحى ومرضى".
ولقي اتفاق وقف النار المعلن لمدة ثلاثة أيام في السودان التزاما جزئيا في الخرطوم، مع بدء سريانه، أمس الثلاثاء. لكن القتال حول مواقع إستراتيجية في العاصمة، بما في ذلك المطار الدولي، "استمر إلى حد كبير أو اشتد في بعض الحالات"، حسبما أوضح بيرتيس، متحدثا من بورتسودان في شرق البلاد، إلى حيث نقلت الأمم المتحدة بعض موظفيها.
وتابع المبعوث الأممي: "لا مؤشر واضحا حتى الآن على أن أيا من الطرفين مستعد للتفاوض حقا، وهو ما يشير إلى أنهما يعتقدان أن النصر العسكري ممكن. وهذه حسابات خاطئة. حتى لو انتصر أحد الطرفين، فإن السودان سيخسر"، مشددا على أن المعارك "سببت كارثة إنسانية يدفع المدنيون ثمنها".
من جهته، كرر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مخاوفه من امتداد النزاع إلى دول أخرى في المنطقة؛ حيث قال: "الدول السبع المتاخمة للسودان تورطت، في العقد الماضي، بصراعات، أو شهدت اضطرابات أهلية كبيرة".
كما شدد على أن "الصراع على السلطة في السودان لا يعرض مستقبل ذلك البلد للخطر فحسب. إنه يشعل فتيلا قد ينفجر عبر الحدود، ويسبب معاناة هائلة لسنوات، ويعيد التنمية عقودا إلى الوراء".