في ظلّ غياب أيّ دراسات لفك غموض ظاهرة انقراض النحل المغربي، طرحت تقارير وبحوث علمية خمس فرضيات قد تكون إحداها أو أكثر، سببا في ذلك.
وتمثلت أول فرضية في استخدام بعض أنواع المبيدات الحشرية، وعلى رأسها "النيونيكوتينويد" التي جرى حظرها في أوروبا، بسبب تأثيرها على النحل. فيما أرجع الخبراء السبب الثاني إلى "عث الفاروا Varroa mites"، وهو طفيلي صغير يتطفل على يرقات نحل العسل ويضعفها، وقد يؤدي دورا في تغير سلوكها، كما يعد القاتل الأساسي لنحل العسل في العالم اليوم.
وتجلت الفرضية الثالثة في "مرض النوزيما Nosema apis" الذي يسببه طفيل وحيد الخلية عرف أخيرا، بأنه أحد الفطريات، وصنفته وزارة الزراعة الأمريكية كأحد أبرز المتهمين بالتسبب في ظاهرة اختفاء النحل. بينما كانت الفرضية الرابعة، هي المحاصيل المعدلة وراثيا، والتي أصبحت أيضا، أحد المتهمين المحتملين؛ حيث أن الرحيق المعدل قد يؤثر سلبا على سلوك العاملات في خلية النحل، مما قد يمنعها بطريقة ما، من العودة إلى خلاياها.
أما الفرضية الخامسة والأخيرة؛ فهي ظاهرة الاحترار العالمي، أو ما يعرف بـ"الصوب الزراعية"؛ حيث تشير إليها بعض أصابع الاتهام كمسبب لظاهرة اختفاء النحل، لما لدرجة الحرارة والرطوبة من تأثير واضح على تلك الحشرات.
يذكر أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا" خلُص في بلاغ سبق وتوصل موقع "تيلكيل عربي" بنسخة منه، إلى أن "النتائج الأولية للزيارات الميدانية المكثفة التي قامت بها الفرق التابعة للمصالح البيطرية الإقليمية، لحوالي 23.000 خلية نحل بمختلف العمالات والأقاليم، أشارت إلى أن اختفاء النحل من المناحل ظاهرة جديدة تشمل بعض المناطق، بدرجات متفاوتة".
واستبعدت "أونسا"، بناء على نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على خلايا النحل والحضنة، بأن يكون مرضا ما يصيب النحل هو الذي تسبب في حدوث ظاهرة اختفاء النحل في بعض المناطق.
وأشارت إلى أن هذه الظاهرة التي تعرف أيضا بـ"انهيار خلايا النحل" قد لوحظت أيضا، بدول أخرى بأوروبا، وأمريكا، وإفريقيا، كما أن الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها في هذا الصدد، ربطتها بوجود أسباب متعددة تتدخل فيها مجموعة من العوامل، خاصة منها المرتبطة بالظروف المناخية؛ كقلة التساقطات المطرية، والبيئية كقلة المراعي، والظروف المتعلقة بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة.