اخترقت كامالا هاريس حاجزا تاريخيا السبت بكونها أول امرأة في الولايات المتحدة تنتخب نائبة للرئيس، لتصنع تاريخا جديدا وتساعد في إنهاء عهد دونالد ترامب المضطرب.
خاضت هاريس البالغة 56 عاما انتخابات الثلاثاء الرئاسية في تتويج لانجازاتها السابقة كأول امرأة سوداء تصبح مدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة متحدرة من جنوب شرق آسيا تحصل على مقعد في مجلس الشيوخ.
ومع فوزها في نيابة الرئاسة تصبح هاريس قاب قوسين أو أدنى من قيادة الولايات المتحدة، باعتبارها الأقرب لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي بعد اربع سنوات، حيث من المتوقع ان يتولى بايدن البالغ 77 عاما الرئاسة لولاية واحدة.
وكتبت كامالا هاريس على تويتر بعد اعلان وسائل إعلام أميركية فوزها مع بايدن بالاستناد الى نتائج الولايات "هذه الانتخابات هي حول ما هو أكثر بكثير من جو بايدن أو مني".
وأضافت "انها تتعلق بروح أميركا واستعدادنا للمحاربة من اجلها. أمامنا الكثير من العمل، فلنبدأ".
وهاريس ولدت لأبوين مهاجرين من جامايكا والهند، وحياة عائلتها بطريقة او بأخرى تمثل تجسيدا للحلم الأميركي.
ولدت هاريس في 20 تشرين الأول/أكتوبر عام 1964 في اوكلاند بولاية كاليفورنيا التي كانت حينها معقلا للحريات المدنية والنشاطات المناهضة للحرب.
كان والدها دونالد هاريس استاذا في الاقتصاد ووالدتها شيامالا غوبالان باحثة في سرطان الثدي. وانفصل والداها عندما كانت هاريس في الخامسة تقريبا، فتعهدت والدتها التي توفيت عام 2009 بتربيتها مع شقيقتها مايا.
وبعد تخرجها من جامعة بلاك هوارد في واشنطن بدأت هاريس صعودها الذي قادها من منصب مدعية عامة لمقاطعة الى انتخابها مرتين مدعية عامة لسان فرنسيسكو، قبل ان تصبح مدعية عامة لكاليفورنيا عام 2010.
ومع ذلك فان وصف هاريس لنفسها بأنها "مدعية عامة تقدمية" جعلها هدفا للانتقادات، فاتهمت بتثبيت أحكام خاطئة وقاسية ومعارضة اصلاحات معينة في كاليفورنيا مثل مشروع قانون يطالب المدعي العام بالتحقيق في حوادث إطلاق النار على الشرطة.
وكتبت استاذة القانون لارا بازيلون في صحيفة "نيويورك تايمز" العام الماضي "مرة بعد اخرى، عندما حضها التقدميون على تبني اصلاحات القانون الجنائي خلال عملها مدعية في مقاطعة ولاحقا مدعية عامة لولاية، فقد عارضت السيدة هاريس أو التزمت الصمت".
ومع ذلك كان عمل هاريس أساسيا في تشكيلها قاعدة للانطلاق في حملة ناجحة لنيل مقعد في مجلس الشيوخ عام 2016، لتصبح ثاني امرأة سوداء في المجلس على الإطلاق.
كما ساعدتها فترة عملها كمدعية عامة في تكوين علاقة عمل مع بو نجل بايدن الذي شغل نفس المنصب في ولاية ديلاوير، وتوفي عام 2015 بعد اصابته بالسرطان عن عمر يناهز 46 عاما.
وقال بايدن خلال ظهوره الأول مع كامالا بعد اختيارها نائبته "أعلم كم كان بو يكن من الاحترام لكامالا وعملها، ولأكون صريحا معك فان هذا كان يعني لي الكثير عندما اتخذت هذا القرار".
وتتمتع كامالا هاريس الناشطة المخضرمة بكاريزما قوية، لكنها يمكن أن تتخلى بسرعة عن ابتسامتها العريضة لتعود الى شخصية المدعية العامة في الاستجواب المستمر والردود القاسية.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاستجوابها جيف سشينز عندما كان وزيرا للعدل خلال جلسة استماع في الكابيتول هيل حول التدخل الروسي.
ورد سشينز الذي كانت تتوالي عليه الاسئلة "لا يمكن انا لست قادرا على اللحاق بك بهذا الشكل! الأمر يجعلني متوترا".
خلال الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين تواجهت مع بايدن في احدى المناظرات، منددة بمعارضة السناتور السابق في السبعينيات لبرامج نقل التلاميذ والاختلاط في الحافلات للحد من الفصل العنصري في المدارس.
وقالت "كان هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا من ضمن الصف الثاني الذي شمله الاختلاط في مدرستها، وكانت تتنقل بالحافلة إلى المدرسة كل يوم" مضيفة "تلك الفتاة الصغيرة هي أنا".
وهذا الصدام معها لم يمنع بايدن من اختيار هاريس التي جلبت معها هذه الطاقة المشاكسة الى حملة بايدن التي تدار بعناية على المنابر.
وخلال مناظرتها الوحيدة ضد نائب الرئيس مايك بنس، رفعت هاريس يدها عندما حاول مقاطعتها قائلة بحزم "السيد نائب الرئيس، أنا اتكلم، أنا أتكلم"، ما أجبره على السكوت.
وفي غضون ساعات من المناظرة كانت هناك قمصان طبعت عليها عبارة "أنا أتكلم" تباع على مواقع الانترنت.