في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام المساعد، ومدير مكتب الأمين العام لجامعة العربية، حسام زكي، أن انتشار وباء "كورونا" كان السبب الرئيسي وراء اتخاذ قرار تأجيل القمة العربية، للمرة الثالثة، بعدما كان منتظرا إقامتها بالجزائر، خلال شهر مارس المقبل، كشفت جهات أخرى أن أسبابا سياسية هي التي تقف وراء ذلك.
وحسب مصادر دبلوماسية لموقع "العربي الجديد" في الجامعة العربية، فإن "الجزائر لم تعد متحمسة لاستقبال القمة، بعد فشل كافة الجهود في إخراج اجتماع يمكنها من استعراض قوتها الدبلوماسية، في وقت تسعى لطرح نفسها على الساحة الإقليمية الراهنة كقوة عربية فاعلة في الإقليم، وامتلاكها دبلوماسية قادرة على المساهمة في التوصل لحلول لأزمات المنطقة".
وأوضحت المصادر أنه "وخلال مباحثات بين الجزائر والأمانة العامة للجامعة، اتضحت الرغبة في عدم استضافة القمة بشكلها الراهن، وهو ما أدى إلى التوافق على تأجيل موعد انعقادها بشكل مبدئي، على أمل حل بعض الأزمات".
وتابعت المصادر نفسها إلى أن "القراءة الأولية للمشهد قد تشير إلى دور للمغرب في موضوع التأجيل، خصوصا في ظل العلاقات المتوترة بين الجزائر والرباط، تتعلق بأزمة الصحراء المغربية، والتقارب المغربي الإسرائيلي، وتوقيع اتفاقات أمنية بين البلدين، وهو ما تراه الجزائر تهديدا لأمنها القومي".
وأضافت أن دول الخليج ككتلة داخل الجامعة العربية "لن تُفشل المغرب" في مواجهة الجزائر، بالنظر إلى تحالف بعض هذه الدول مع المغرب.
ولفتت المصادر إلى أن هذا الوضع يطرح إشكالا مهما، وهو أن الجزائر تريد قمة عربية ناجحة بحضور رؤساء دول وملوك وأمراء، وليس وزراء خارجية، وتخشى من أن ذلك لن يحدث بسبب إشكال الصحراء المغربية، وهي نقطة الخلاف المطروحة الأبرز، وبالتالي أعلن عن تأجيل القمة.
يشار إلى أنه سيتم الإعلان عن موعد القمة العربية خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية، المقرر عقده في مقر الأمانة العامة بالقاهرة، في 9 مارس المقبل.