أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، مساء أمس الخميس، خلال حلوله ضيفا على برنامج حواري مشترك بين القناتين الأولى والثانية، أنه "لا وجود لسنة بيضاء" بكليات الطب، داعيا الطلبة إلى الالتحاق بمدرجات الكليات، رغم الخلاف.
وقال أخنوش: "الأساتذة يقومون بعملهم، كل يوم، وأبواب الجامعات مفتوحة أمام 3 آلاف طالب يتابعون دراستهم، بشكل طبيعي، ويجتازون امتحاناتهم، لكننا نريد من البقية أن يلتحقوا بهم مستقبلا، وأن يتركوا باب الحوار مفتوحا. لا شيء يصعب حله".
نقاط خلافية غير مقبولة
وأبرز أخنوش أنه "يتابع إشكالية طلبة الطب"، موضحا أنه "تم الاتفاق بين الحكومة واللجنة الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على 45 طلبا تقدموا به من أصل 50 طلبا، فيما ظلت النقاط الخمس المتبقية عالقة".
وحول تفاصيل هذه النقاط الخلافية الخمس، حاول رئيس الحكومة التهرب من توضيحها، معتبرا أن "الخلاف ليس بالكبير"؛ حيث أبدى "استغرابه من أن تكون سببا في تغيب الطلبة عن الدروس، ومقاطعة الامتحانات"، رغم أنه كشف، في نفس الحديث، أنها نقاط تتضمن بعض الأمور التي "لا يمكن أن تقبل من طرف الحكومة".
الهجرة وتقليص سنوات التكوين
وبخصوص تقليص سنوات التكوين، قال أخنوش: "نحن كحكومة مغربية، لم نأت لإعداد أطر طبية تهاجر فيما بعد للعمل في أوروبا، بل جئنا لمضاعفة عددهم، خلال خمس سنوات، حتى نلبي احتياجات المغاربة".
وفي سؤال للصحفي المحاور حول حق الطلبة في الهجرة إلى الخارج، مادامت ظروف الاشتغال غير مواتية لهم في بلادهم، بقوله: "حتى مش ما كيهرب من دار العرس"، رد رئيس الحكومة: "لا أحد يملك الحق في منعهم من الهجرة، لكن إشكاليتنا ليست مع الطلبة، بل مع الدول التي تستقطب وتستنزف الأطر المغربية، وتعتمد الهجرة الانتقائية".
وتابع أخنوش: "نحاول، في إطار إصلاح قطاع الصحة، تحسين المنظومة كلها، حتى يتوفر للطالب والطبيب والممرض ظروف عمل جيدة".
كما سجل أن "هناك انفتاحا في النقاش حول عدد السنوات"، إلا أنه رفض الدخول في التفاصيل، رغبة في عدم تجاوز "الوزراء المكلفين بهذا القطاع، والذين ستكون لهم مناسبة للحديث عن هذا الأمر".
إشارة سابقة
يشار إلى أن مصدرا من داخل اللجنة الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان سبق وكشف لموقع "تيلكيل عربي"، أنه تقرر تأجيل المسيرة الوطنية التي كان من المقرر تنظيمها، يوم أمس الخميس 25 أبريل الجاري، إلى يوم 06 ماي المقبل، وذلك باقتراح من وسيط بين الطلبة وبين اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مقابل وعد بفتح باب الحوار بين جميع الأطراف.
وقال المصدر نفسه إن التأجيل لم يقتصر على المسيرة الوطنية فقط، بل طال برنامجا نضاليا كبيرا يمتد لأربعة أسابيع.
خليوني مني ليهم...
وتابع مصدر "تيلكيل عربي": "الوسيط المذكور أخبرنا بأن الوزير طلب منه التحني جانبا؛ حيث قال له بالحرف: خليوني مني ليهم، ما دخلوش بيني وبينهم"، مسجلا أن "رئيس الحكومة منع، بدوره، البرلمانيين من الجلوس مع طلبة الطب".
واسترسل: "لكن خلال هذا الأسبوع، جاءنا الوسيط باقتراح جديد من طرف ميراوي؛ وهو العودة إلى مقاعد الدراسة لمدة يومين، كعربون عن حسن نية من طرفنا تجاه الوزارة، حتى يتم فتح باب الحوار. ما طلبه منا الوسيط هو الاستجابة للاقتراح، حتى يمتلك هو أداة ضغط على الوزارة الوصية".
تخوين وانقسامات
وأوضح المصدر: "بعد توصلنا بالمقترح، أجرت اللجنة بثا مباشرا في مجموعة فيسبوكية تضم جميع طلبة الطب بالمغرب تقريبا، وأعلنت عن اقتراح الوسيط، لكن الاستجابة كانت خايبة! أفرز التصويت نسبة رفض بلغت 99 في المائة، لدرجة أن هؤلاء الطلبة شككوا في اللجنة، واتهموها بأنها باعت الماتش".
وأضاف: "اعتبروا أن يومين غير تخربيقة؛ بحيث إلا مشاو دخلوا يومين، صورتهم عند الرأي العام غتضرب. كما أنه تم نشر مغالطات حول توقف الإضراب. وكان تخوف أنه كاين لي يقدر يدخل يقرا وما يرجعش يخرج. الطلبة حاليا منقسمون. هناك حالة من انعدام الثقة بيننا".
وتابع: "تحاول اللجنة فتح حوار مع الوزارة، لكن الطلبة رافضون، البتة، لمقترح العودة إلى مقاعد الدراسة، لمدة يومين. بالمقابل، هم موافقون على اقتراح تأجيل المسيرة الوطنية. لقد اخترنا حلا من الاثنين".
سنضحي بـ10 في المائة منكم...
وأضاف المصدر نفسه أن ضغط الوزارة وصل إلى درجة تعرض الطلبة لتهديدات مفادها: "نحن مستعدون للتضحية بعشرة في المائة منكم من أجل 90 في المائة المتبقين؛ بمعنى أنكم غتاكلوا الشحط غتاكلوا الشحط".
من جهة أخرى، سجل مصدر "تيلكيل عربي" أنه "لم يتم أي توقيف جديد في حق الطلبة، خلال هذا الأسبوع".
سنة بيضاء
أما بخصوص تهديد الطلبة الأطباء بإعلان "سنة بيضاء"، كقرار تأديبي لهم بسبب الإضرابات ومقاطعة الدراسة والامتحانات، فأكد مصدر "تيلكيل عربي": "إنه إجراء غير مخيف لأغلبية الطلبة. ولكن الانقسام واقع وسط الطلبة لي معاودين العام"، قبل أن يخلص إلى القول: "على العموم، لا شيء واضح، حاليا، نحن ننتظر رد الوسيط".